حكايات مونديالية.. هداف كأس العالم ينهي أحلام العائد من الموت
تعد المشاركة في بطولة كأس العالم الحلم الأكبر لأي لاعب كرة قدم، باعتبارها المسابقة الأعظم على مر تاريخ اللعبة.
من أجل ذلك يبذل الكثير من اللاعبين الغالي والنفيس من أجل تمثيل منتخبات بلادهم في كأس العالم، ولو أدى ذلك في بعض الأحيان إلى أضرار شخصية بالنسبة لهم.
في بعض الأحيان قد يضطر لاعب لإخفاء إصابة ما، أو خوض مباراة وهو يعاني من بعض المشاكل، من أجل نيل شرف الظهور مع منتخب بلاده في إحدى المباريات في مناسبة معينة، فكيف إذا كانت تلك المناسبة هي كأس العالم؟
كأس العالم 1954
استضافت ألمانيا النسخة الخامسة من بطولة كأس العالم عام 1954، بمشاركة 16 منتخبا، بينها منتخبان فقط من أمريكا الجنوبية هما أوروجواي حامل اللقب والمتوج بنسختين من قبل، والبرازيل مستضيفة النسخة الأخيرة حينها والتي خسرت النهائي على أرضها.
ودخل منتخب أوروجواي البطولة بهدف المحافظة على اللقب الذي اقتنصه بشكل درامي من قلب البرازيل ومن وسط جماهيرها التي امتلأت بها جنبات ملعب ماراكانا التاريخي، بعد الفوز 2-1، وحصد لقبه الثالث بعد النسخة الأولى التي استضافها على أرضه (1930) ونسخة 1950.
وشهدت قائمة أوروجواي لكأس العالم 1954 بسويسرا تواجد اللاعب خوان هوبرج، والذي لم يخض أي مباراة دولية في تاريخه، وكان ينتظر بفارغ الصبر تحقيق حلمه وارتداء قميص حامل لقب مونديال البرازيل 1950 في البطولة.
وشق منتخب أوروجواي بالفعل طريقه إلى نصف النهائي بنجاح، مكتسحا كل منافسيه، حيث فاز في مباراتي المجموعات (وفق النظام وقتها) على تشيكوسلوفاكيا 2-0 واسكتلندا 7-0، ثم على إنجلترا 4-0 في ربع النهائي، ليضرب موعدا مع منتخب المجر الرهيب وقتها في نصف النهائي.
وكان منتخب المجر وصل إلى نصف النهائي بطريقة أكثر قسوة على منافسيه، بعدما اكتسح كوريا الجنوبية 9-0 وألمانيا صاحبة الأرض 8-3 في مباراتي المجموعات، ثم أطاح بمنتخب البرازيل من ربع النهائي بالفوز 4-2.
فرصة تاريخية تؤدي للموت
ووفق كتاب أغرب الحكايات في تاريخ المونديال، للكاتب الأرجنتيني لوثيانو بيرنيكي، فقد حصل خوان هوبرج (الذي ولد في الأرجنتين من الأساس) على فرصة تاريخية لارتداء قميص منتخب أوروجواي رسميا للمرة الأولى في تاريخه خلال مواجهة المجر في الدور نصف النهائي لمونديال 1954.
وحاول هوبرج اقتناص الفرصة بأفضل طريقة ممكنة، رغم أنها جاءت في وقت صعب وأمام أحد أشرس الخصوم الذين يمكن أن يبدأ مسيرته أمامهم، وهو ما تجلى في الهدفين اللذين تأخرت بهما أوروجواي في الدقيقتين 13 و64.
وبعدما ظل منتظرا طويلا لتحقيق حلمه، وبذل كل ما في وسعه في المباراة من أجل تعديل النتيجة، كافأه القدر بالفعل بتسجيل الهدف الأول في الدقيقة 75، ليقلص الفارق قبل ربع ساعة من النهاية، قبل أن يدرك التعادل في الدقيقة 86، قبل النهاية بـ4 دقائق، لتفجر الريمونتادا بركان الفرحة بين لاعبي أوروجواي.
فرحة هوبرج بهدفيه في مباراته الدولية الأولى يبدو أنها كانت أكبر من المتوقع، وكذلك فرحة لاعبي أوروجواي بزميلهم وبإدراك التعادل، لذا كان الاحتفال مبالغا فيه، حيث قفزوا فوق زميلهم الذي كان قلبه في تلك اللحظة يتعرض لحالة غير طبيعية.
وينقل كتاب "أغرب الحكايات في تاريخ المونديال"، عن كتاب "العالم والمونديالات" للصحفي ألفريدو أتشاندي أنه من فرط مشاعر هوبرج ومن احتفال زملائه العنيف توقفت عضلة قلب اللاعب وفارق الحياة بالفعل لعدة دقائق، ليصبح في عداد الأموات خلال تلك الفترة.
وأوضح المصدر ذاته أن طبيبا يدعى كارلوس آباتي هو الذي تمكن من إعادة هوبرج إلى الحياة، بعدما قام بإعطائه جرعة من عقار الكورامين عبر الفم، قبل أن يقوم بإراحته لبعض الوقت خارج الملعب.
وبعد دقائق من انطلاق الوقت الإضافي حاول هوبرج إكمال ما بدأه عبر دخول الملعب من جديد، بعد تأكد الجميع من عودته إلى الحياة، لكن يبدو أن ذلك الأمر لم يكن ذا جدوى، حيث تسببت الواقعة في فقدان لاعبي أوروجواي تركيزهم، ليتلقى مرماهم هدفين ويخسروا اللقاء.
هداف كأس العالم 1954
جاء هدفا المجر الحاسمين عبر نجمهم ساندور كوتشيس في الدقيقتين 111 و116، ليحسما فوز منتخب بلاده بنتيجة 4-2 وتأهله للمباراة النهائية، ليضرب موعدا جديدا مع ألمانيا صاحبة الأرض، والتي اكتسحها في المجموعات بنتيجة 8-3.
ورفع كوتشيس رصيده بهذين الهدفين إلى 11 هدفا، توج بها بلقب هداف كأس العالم 1954 عن جدارة، وبات صاحب أكبر عدد من الأهداف في نسخة واحدة للبطولة حينها، قبل أن يحطم الفرنسي جاست فونتين رقمه بـ13 هدفا في نسخة 1958.
وتسببت تلك الثنائية في كسر صمود أوروجواي على الصعيد الدولي، حيث أصبحت تلك الهزيمة هي الأولى لها في تاريخ مشاركاتها ببطولة كأس العالم، بعد 12 مباراة بلا هزيمة، كما أصبحت الأولى دوليا بشكل عام (بإضافة الألعاب الأولمبية) بعد 21 مباراة، بدأت في أولمبياد باريس 1924.
aXA6IDE4LjIyMS45My4xNjcg جزيرة ام اند امز