حكايات مونديالية.. "فرحة قاتلة" تقود أليكس فيرجسون إلى كأس العالم
كتب المدرب الاسكتلندي السير أليكس فيرجسون تاريخا أسطوريا في ملاعب كرة القدم، جاء بالأساس من الفترة التي قضاها على مقعد المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي.
وتولى فيرجسون تدريب مانشستر يونايتد لنحو 27 عاما، وبالتحديد من عام 1986 وحتى 2013، وقاده خلال تلك الفترة لتحقيق إنجازات تاريخية أبرزها التربع على عرش الأكثر تتويجا بلقب الدوري الإنجليزي على مر تاريخه بـ20 لقبا.
وحقق السير مع يونايتد 13 لقبا في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز (بريميرليج) التي انطلقت عام 1992، ليقوده لتخطي ليفربول الذي كان يملك 18 لقبا في المسابقة مع بداية تلك الحقبة.
كما قاد المدرب الاسكتلندي مانشستر يونايتد لتحقيق 25 لقبا آخر بخلاف ألقاب البريميرليج الـ13، على رأسها لقبان لدوري أبطال أوروبا، ولقب للسوبر الأوروبي، ومثله لكأس العالم للأندية وبطولة أوروبا للأندية أبطال الكؤوس وكأس الإنتر كونتيننتال.
ورغم أن إنجازات فيرجسون اللافتة بدأت قبل قيادته يونايتد، عندما قاد فريق أبردين الاسكتلندي لفرض هيمنته على المسابقات المحلية ببلاده، ومدها إلى البطولات القارية وقاده للتتويج ببطولة أوروبا للأندية أبطال الكؤوس عام 1983، والسوبر الأوروبي في العام ذاته، فإن تاريخه الكبير مع عملاق إنجلترا كان هو المتصدر لإنجازاته التاريخية.
فيرجسون ومنتخب اسكتلندا
لا يعرف الكثير من جماهير كرة القدم أن السير فيرجسون اتجه في مرحلة من حياته لخوض تجربة التدريب مع المنتخبات، وبالتحديد مع منتخب بلاده اسكتلندا.
جاء ذلك في الفترة من 1985 إلى 1986، حيث عمل في البداية كمدرب مساعد ضمن الجهاز الفني للمدرب الاسكتلندي الأسطوري جوك شتاين الذي كان يعد بمثابة أستاذه، بجانب عمله كمدير فني لأبردين.
لكن فاصلا من الدراما المثيرة قاد فيرجسون إلى مقعد الرجل الأول في منتخب اسكتلندا، بعد وفاة المدرب شتاين في الملعب عقب تعرضه لأزمة قلبية خلال مواجهة ويلز في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1986 بالمكسيك.
كيف ظهر فيرجسون في كأس العالم؟
دخلت اسكتلندا بقيادة جوك شتاين مباراة ويلز في سبتمبر/ أيلول 1985 ضمن تصفيات كأس العالم 1986 وهي بحاجة لنقطة واحدة من أجل التأهل لملحق المونديال، عبر احتلال المركز الثاني في مجموعتها متفوقة بفارق الأهداف عن منافستها.
لكن ويلز دخلت المباراة بشراسة بغية إدراك المونديال، وتقدمت بهدف في الشوط الأول مما تسبب في إصابة شتاين مدرب اسكتلندا بتوتر شديد وزيادة في معدل ضربات القلب، حيث كان عاشقا لكرة القدم، وكان حلم حياته المشاركة في بطولة كأس العالم، لا سيما إذا كان ذلك مع منتخب بلاده.
ظلت اسكتلندا متأخرة حتى الدقيقة 80 عندما تمكنت من التعادل بهدف قاتل كان كافيا لقيادتها للملحق النهائي المؤهل للمونديال، لكنه كان كافيا أيضا لإصابة المدرب شتاين بفرحة من النوع القاتل الذي أودى بحياته داخل الملعب، حيث أصيب بأزمة قلبية ولفظ أنفاسه الأخيرة على أثرها.
ولم يكن هناك أنسب من السير فيرجسون لإكمال المهمة خلفا لأستاذه، حيث قاد اسكتلندا في مباراتي الملحق أمام أستراليا، وفاز 2-0 في المباراة الأولى، وتعادل سلبيا في الثانية، ليتأهل رسميا لمونديال المكسيك.
وأوقعت قرعة كأس العالم اسكتلندا في مجموعة نارية مع ألمانيا والدنمارك وأوروجواي، حيث خسرت مباراتها الأولى أمام الدنمارك 0-1، وأمام ألمانيا 1-2، وتعادلت مع أوروجواي سلبيا، لتتأهل المنتخبات الثلاثة للدور الثاني برصيد 6 نقاط و3 نقاط ونقطتين على الترتيب، بينما حصد رجال فيرجسون نقطة وحيدة وودعوا البطولة.
وبسبب مسيرته المميزة مع أبردين تهافتت أندية الدوري الإنجليزي الكبرى مثل يونايتد وأرسنال وليفربول للفوز بخدمات فيرجسون، لكن الأخير اختار الشياطين الحمر لينتقل إليهم عقب انتهاء مشواره مع اسكتلندا في ظهوره النادر بكأس العالم.
aXA6IDE4LjIyNC41OS4xMDcg جزيرة ام اند امز