حكايات مونديالية.. حفل زفاف في مباراة مشبوهة بكأس العالم
كان مونديال فرنسا 1998 نقطة تحول تاريخية في بطولة كأس العالم، بعدما شهد العديد من الأحداث والحكايات المفصلية في تاريخ البطولة.
وكانت بداية الأحداث التاريخية في مونديال 1998 زيادة عدد منتخبات البطولة إلى 32 منتخبا بدلا من 24، للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم، وهو العدد الذي استمر في النسخ الست التالية حتى مونديال قطر الحالي.
كما شهدت البطولة تطبيق قاعدة الهدف الذهبي للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم، والتي تم إلغاؤها بعد النسخة التالية في 2002، وكذلك تتويج منتخب فرنسا باللقب للمرة الاولى في تاريخه ليصبح آخر بطل حتى الآن يتوج على أرضه.
البرازيل والنرويج.. مباراة مشبوهة تطرد منتخب المغرب
قدم منتخب المغرب مشاركة مميزة في بطولة كأس العالم 1998، استهلها بتعادل مع النرويج بنتيجة 2-2 في مباراة كان الأقرب والأحق فيها بتحقيق الفوز، وخسر من البرازيل 0-3، قبل أن يفوز على اسكتلندا بالنتيجة ذاتها في الجولة الأخيرة.
وجمع أسود الأطلس 4 نقاط في المجموعات، وكانوا بحاجة لعدم فوز البرازيل على النرويج في الجولة الأخيرة من أجل التأهل في المركز الثاني بالمجموعة، حيث كان المنتخب الأوروبي جمع نقطتين فقط من أول مباراتين بالتعادل مع المغرب واسكتلندا.
بينما على الجانب الآخر كان راقصو السامبا قد ضمنوا التأهل والصدارة بتحقيق فوزين على اسكتلندا (2-1) والمغرب (3-0)، وبالنظر إلى فارق المستوى الفني بينهم وبين النرويجيين كان تأهل منتخب المغرب أمرا شبه مؤكد لاستبعاد تعرض البرازيل للخسارة.
لكن ما هو مستبعد أصبح وارد الحدوث، حيث خسرت البرازيل بغرابة أمام النرويج 1-2، ليتأهل المنتخب الأوروبي إلى الدور الثاني برصيد 5 نقاط خلف راقصي السامبا، ويودع أسود الاطلس البطولة على أثر تلك النتيجة التي أحاطت بها حينها الكثير من الشبهات حول إمكانية وجود تساهل برازيلي.
حفل زفاف في كأس العالم
شبهة التفويت كانت الحدث الأبرز في تلك المباراة التي جمعت البرازيل والنرويج، لكنها شهدت حدثا لافتا أيضا قبل بدايتها وهو إقامة حفل زفاف على أرض الملعب، في مشهد نادر الحدوث في بطولات الفيفا.
وتعود الحكاية وفقا لما رواه لوثيانو بيرنيكي في كتابه "أغرب الحكايات في تاريخ المونديال" إلى طلب تلقاه الفيفا من شخص نرويجي يدعى أويفيند أوكيلاند، بالسماح له بإقامة حفل زفافه على البرازيلية روز أنجيلا دي سوزا، على هامش مباراة منتخبي بلديهما في البطولة.
وقرر الخطيبان التواصل مع مسؤولي الفيفا وشرح الأمر لهم، ليقرروا بشكل مفاجئ السماح لهما بتحقيق أمنيتهما، حيث أكد كيث كوبر الناطق الرسمي باسم الاتحاد الدولي حينها أن "كرة القدم يجب أن تجمع الناس بروح الحب والصداقة والاخوة، لهذا نقبل طلبكما".
وكان الشرط الوحيد لمسؤولي الفيفا وقتها هو إبقاء الأمور في طي الكتمان، وعدم تسريبها للصحافة خوفا من تلك سيل من الطلبات المشابهة، لتتم بالفعل إقامة مراسم الزفاف على ملعب فيلودروم معقل نادي مارسيليا، قبل ساعة واحدة من انطلاق المباراة المشبوهة.
واحتفل الزوجان قبل المباراة بتأهل منتخبي بلادهما إلى ثمن النهائي، لكنها فرحة لم تدم طويلا حيث ودع منتخب النرويج سريعا بالخسارة من إيطاليا 0-1، بينما تلقت البرازيل عقابها الإلهي بخسارة النهائي بطريقة صادمة أمام فرنسا المستضيفة بنتيجة 0-3 في مفاجأة كبرى.