«البحيرة القاتلة».. «شبح» الحرب الباردة يلاحق منطقة روسية
رغم جمالها الخلاب، فإن قضاء ساعة كاملة بجوار بحيرة كاراتشاي، الواقعة في جبال الأورال الروسية، كفيل بقتل أي كائن حي.
وتعد البحيرة، المعروفة باسم "الخزان رقم 9"، وتقع بالقرب من حدود دولة كازاخستان، أكثر الأماكن تلوثا في العالم.
ومجرد الوجود بجوار البحيرة ساعة كاملة، كافٍ للموت المحقق بجرعة زائدة من الإشعاع الناتج عن نفايات المحطة النووية، التي تم بناؤها بعد الحرب العالمية الثانية، وفقا لصحيفة "إكسبريس" البريطانية.
وراجت حول البحيرة، التي يبلغ طولها 900 متر وعرضها 500 متر العديد من القصص المرعبة، نتيجة لزيادة حالات الوفاة في المنطقة المحيطة بها، حتى أصبحت مكانا ملعونا في عقيدة السكان المحليين، إلى أن تم معرفة السبب الحقيقي.
وكان السبب الحقيقي وراء حالات الوفاة مكبا لمنشآت الأسلحة النووية في الاتحاد السوفيتي، جعل البحيرة مليئة بالنفايات المشعة.
وأكد العديد من الخبراء أن نسبة الإشعاع النووي بالبحيرة والمنطقة المحيطة تفوق النسبة المعتادة بمناطق أخرى بحوالي 200 ألف مرة، نظرا للكميات الهائلة من النفايات التي تم التخلص منها.
وأدرجت موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية البحيرة باعتبارها المنطقة الأكثر إشعاعًا في العالم منذ عام 1951.
ونجم الإشعاع الموجود في المنطقة من برنامج الأسلحة النووية للاتحاد السوفيتي، حيث تم استخدام المفاعلات لصنع نظائر صالحة لصنع الأسلحة مثل البلوتونيوم 239 واليورانيوم 235.
وقام العاملون في مصنع ماياك للبلوتونيوم بإلقاء الكثير من الإشعاع في نهر تكنا في الخمسينيات من القرن الماضي، وهو الذي كان المصدر الوحيد للمياه لـ 24 قرية مجاورة.
ثم جرت محاولات لإلقاء النفايات في مكان يحدث ضررا أقل، ومن ثم وقع الاختيار على بحيرة كاراتشاي.
ووجدت دراسة أجريت عام 1993، أن مياه البحيرة تنبعث منها 4,440,000,000,000 ميغابيكريل من النشاط الإشعاعي.
كل 50 دقيقة
وتوصل العلماء الأمريكيون إلى أن هناك ما يكفي من الإشعاع في البحيرة، لقتل شخص خلال 50 دقيقة.
وفي الستينيات، جفت البحيرة وأرسلت مواد مشعة إلى الهواء، مما أدى إلى تلويث نصف مليون شخص بـ 185 بيتا بيكريل من الإشعاع، وهو تأثير مماثل لتأثير قنبلة هيروشيما.
وتعرض حوالي 500 ألف شخص للإشعاع منذ بدء عملية التخلص من النفايات في خمسينيات القرن الماضي.
إلى ذلك، يقول الأطباء الروس الذين يدرسون الأمراض الناجمة عن الإشعاع، إن سكان المناطق الواقعة على طول نهر تيتشا عانوا أربعة أضعاف الإشعاع الناجم عن انفجار مفاعل تشيرنوبيل.
ظهرت تداعيات ذلك في زيادة حالات الأمراض الخطيرة في منطقة تشيليابينسك، ومنها إصابة 21% من سكان المنطقة بأمراض السرطان و 25% بالعيوب الخلقية، بالإضافة إلى عقم نصف سكان المنطقة.