يحتفل العالم، الإثنين، باليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي يحمل هذا العام أهمية خاصة لدولة الإمارات، لأكثر من سبب.
أول تلك الأسباب أن هذه المناسبة التي تصادف 19 أغسطس/آب تأتي هذا العام فيما تتدفق المساعدات الإماراتية كأنهار عطاء جارية لمد يد العون والمساعدة لإغاثة جميع الشعوب التي تمر بظروف صعبة، جراء الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية.
وخلال الفترة الحالية، تواصل الإمارات جهودها الإنسانية لدعم غزة عبر عملية "الفارس الشهم 3"، التي انطلقت بناء على أوامر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
أيضاً تتواصل جهود الإمارات الإغاثية والإنسانية لإغاثة السودان بعد أن وقعت في يونيو/حزيران الماضي سلسلة اتفاقيات مع منظمات أممية بقيمة 70 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة في السودان، بالإضافة إلى تخصيص مبلغ 30 مليون دولار من أجل دعم اللاجئين السودانيين في دول الجوار.
وإضافة إلى فلسطين والسودان، تتواصل مساعدات الإمارات الإغاثية والإنسانية لأوكرانيا واليمن ضمن مساعداتها للدول التي تعاني جراء الحروب والصراعات.
أيضاً أرسلت الإمارات خلال الفترة القليلة الماضية مساعدات إغاثية للدول التي شهدت كوارث طبيعية ومنها الفلبين وإثيوبيا وكينيا والبرازيل وغيرها.
مساعدات إغاثية وإنسانية تتوج بها الإمارات دبلوماسيتها الإنسانية وترسّخ مكانتها كعاصمة عالمية للخير.
إرث زايد
ثاني الأسباب أن تلك المناسبة تحل فيما بدأ يجني العالم ثمار مبادرة إنسانية ملهمة جديدة أطلقتها الإمارات قبل نحو 5 أشهر.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات قد أمر في 29 مارس/آذار الماضي، بإطلاق مبادرة "إرث زايد الإنساني" بقيمة 20 مليار درهم تخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم، وذلك تزامناً مع "يوم زايد للعمل الإنساني" وفي الذكرى العشرين لرحيل المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وتجسِّد المبادرة الرؤية الإنسانية الشاملة التي تتبناها دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة والتقدم الاجتماعي والاقتصادي للشعوب الأكثر حاجة في مختلف أنحاء العالم.
ومن خلال هذه المبادرة العالمية، تتعزز مكانتها بكونها قوة إنسانية عالمية تسهم بفعالية في تحقيق السلام والاستقرار والازدهار الشامل للبشرية جمعاء.
مجلس الشؤون الإنسانية
ثالث الأسباب أن المناسبة تحل فيما يواصل مجلس الشؤون الإنسانية الدولية جهوده الرائدة للقيام بمهامه الإنسانية التي تعزز ريادة دولة الإمارات كعاصمة عالمية للخير والعمل الإنساني.
وجاء إنشاء هذا المكتب قبل عدة شهور كآلية إماراتية جديدة، تتوج بها الإمارات دبلوماسيتها الإنسانية.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، قد أصدر 4 يناير/كانون الثاني الماضي مرسوماً اتحادياً، بشأن تشكيل "مجلس الشؤون الإنسانية الدولية"، برئاسة الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، على أن يتبع رئيس ديوان الرئاسة، ويختص بالإشراف على جميع القضايا والمسائل المتعلقة بالشؤون الإنسانية الدولية.
وتتضمن مهام واختصاصات المجلس وفق المرسوم، إعداد ومراجعة السياسة العامة للشؤون الإنسانية الدولية، والإشراف العام على منظومة الشؤون الإنسانية الدولية، ومتابعة إعداد وتنفيذ الخطط والمبادرات والمشروعات ذات العلاقة، ووضع تصوُّر مستقبلي للشؤون الإنسانية الدولية وتحديد الأطر العامة لتنفيذه من قِبَل الجهات المختصة، وإعداد الموازنة متوسطة الأجل للشؤون الإنسانية الدولية، وإجراء مراجعة دورية لأولويات التعاون التنموي، واتخاذ القرارات المتعلِّقة بالخطط والمبادرات والمشروعات ذات الصلة بالشؤون الإنسانية الدولية.
ومنذ إنشائه، أطلق المكتب عدة مبادرات إنسانية رائدة، من أبرزها "برنامج مستشفيات الإمارات العالمية"، الذي يهدف إلى تحسين الرعاية الصحية حول العالم في يوليو/ تموز الماضي.
ويأتي إطلاق البرنامج في إطار مبادرة "إرث زايد الإنساني"، التي تهدف خلال العقد المقبل إلى بناء 10 مستشفيات، مخصصة لتلبية الاحتياجات الصحية المتخصصة للمجتمعات المستفيدة بدعم مالي يبلغ حوالي 550 مليون درهم.
وأكد الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان أن أولى ثمار برنامج الإمارات الدولي لدعم المستشفيات هو إطلاق مستشفى الإمارات - إندونيسيا لأمراض القلب، مشيراً الى أن البرنامج يكرس دور دولة الإمارات في دعم قضايا الصحة العالمية، ويجسد التزامها بالعمل الإنساني والتعاون الدولي، لضمان حصول المجتمعات المحتاجة على البنية التحتية الصحية اللازمة.
فارس الإنسانية.. تقدير يتزايد
رابع الأسباب التي تجعل لاحتفاء العالم بيوم العمل الإنساني أهمية خاصة في الإمارات هذا العام أنه يحل بعد شهور قليلة من منح برلمان البحر الأبيض المتوسط منتصف مايو/أيار الماضي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان جائزة "الشخصية الإنسانية العالمية" تقديراً لدوره وإسهاماته المستمرة على مدى عقود في جهود الإغاثة الإنسانية حول العالم.
واختار البرلمان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "الشخصية الإنسانية العالمية"ــ خلال أعمال لدورة الثامنة عشرة للجمعية العامة للبرلمان التي عقدت في مدينة براغا في البرتغالــ بإجماع الأعضاء بوصفه أكثر شخصية مؤثرة في مجال العمل الإنساني العالمي وعرفاناً بالجهود المستمرة التي يبذلها في دعم الإنسان أينما كان ومبادراته المعطاءة في مجالات العمل الإنساني واستجابته الاستثنائية لإغاثة المنكوبين جراء الأزمات والكوارث الإنسانية دون فرق بين عرق أو لون أو دين بجانب إسهاماته في دعم الأفراد والجهات التي تسعى إلى بناء جسور التواصل وتعزيز التفاهم والسلام بين شعوب المنطقة ودولها.
وأشادت الجائزة بالجهود الإنسانية التي يواصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان القيام بها على مدى عقود ومنها إعلانه "مبادرة إرث زايد الإنساني".
وأشارت إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تدعم العديد من القضايا الإنسانية في مختلف الظروف بما في ذلك تقديمها لقاحات " كوفيد - 19 " إلى الدول المحتاجة عبر مبادرة "ائتلاف الأمل" كما أسهم بشكل كبير في دعم اللاجئين وتقديم المساعدات الطبية والإغاثية إلى المتضررين من النزاعات.
ووجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رسالة مهمة للعالم أجمع، خلال استقباله وفد برلمان البحر الأبيض المتوسط الذي سلمه جائزة "الشخصية الإنسانية العالمية" في مجلس قصر البحر في أبوظبي 21 مايو/أيار الماضي.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن النهج الإنساني نهج ثابت في سياسة دولة الإمارات منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وينطلق من إيمان بضرورة التضامن بين البشر ومد يد العون إلى المحتاجين للمساعدة في كل مكان كونه التزاماً إنسانياً راسخاً للدولة.
وأوضح أن الإمارات ستواصل سياستها الإنسانية بالتعاون مع شركائها في العالم من أجل تخفيف المعاناة خاصة في مناطق الكوارث والأزمات، ودعم التنمية ومواجهة الأمراض بما يسهم في تغيير حياة الناس إلى الأفضل.
تكريم لقائد استثنائي، اتفق الجميع على حبه وتقدير جهوده، فتوّجه الفاتيكان في يوليو/تموز من عام 2021 أيضا بوسام "رجل الإنسانية".
وقبل ذلك تم اختياره في مارس/أذار من نفس العام، كأفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية لعام 2021.
ويحيي العالم، يوم العمل الإنساني وهو يستذكر بامتنان وتقدير مبادرات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
مبادرات في دعم العمل الإنساني والخيري والإغاثي وتعزيز الأخوة الإنسانية، ساهمت في تعزيز ريادة الإمارات إنسانيا وترسيخ مكانتها عالميا كعاصمة للخير والعمل الإنساني.
وهو ما تُرجِم على أرض الواقع باحتلال الإمارات لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي.
في حين بلغ حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ تأسيسها أكثر من 320 مليار درهم.