قبضة "الكوانتي".. قصة أخطر حاسوب على وجه الأرض
الحاسب الكوانتي الجاري تطويره في الولايات المتحدة وفرنسا يقود تكنولوجيا المستقبل
كل حقبة تقودها طفرة تكنولوجية تغير ملامح العالم ونمط الحياة، ويبدو أننا سنكون على موعد مع ثورة تكنولوجيا جديدة بقيادة الحاسب الكوانتي الخاضع للتطوير، والذي سيشكل حقبة مستقبلية قادمة يضع خلالها المعمورة بأكملها في قبضته.
من إدارة الحروب الإلكترونية النووية إلى وضع استراتيجيات الاستثمار الذكية وصناعة الأدوية ولقاحات الفيروسات وصولا إلى شحن المركبات الكهربائية، هذا هو عنوان مهام الحاسب الكوانتي.
ملاحقة الطائرات
بحسب حديث لأحد الجنرالات لموقع "بي بي سي" البريطاني، فإنه هذه الحاسب الذي يتخذ هيئة صندوق مزود بذرات شديدة البرودة، يمكنه حل المشكلات المعقدة فورا، وتوجيه الرادارات لتعقب الطائرات المعادية.
هذه التقنية المتطورة، ستعوض فشل أجهزة الرادارات في ملاحقة الطائرات، ويمكن أن تحل أحيانا موضع مهام الطائرات المقاتلة في اعتراض نظيرتها المعادية.
خطوات على أرض الواقع
وشهدت صناعة هذه الحاسب اتخاذ خطوات على أرض الواقع، من خلال اتفاق وكالة الأبحاث الدفاعية الأمريكية مع شركة كولدكوانتا، لبناء جهاز يمكنه بسرعة إيجاد أفضل السبل لتغيير توجيه محطات الرادار في حالة فشل نظام الدفاع في مواجهة الأهداف المعادية.
ترتكز تكنولوجيا الجهاز على جمع عدد من الذرات على شكل كيوبتات وهي عبارة عن اللبنات الأساسية للحاسب حتى يتمكن من إجراء العمليات الحسابية، وينبغي أن تكون هذه الذرات شديدة البرودة لأداء مهامها، وهو ما سيجعل هذا الحاسب الأبرد من نوعه.
وقال بو إيوالد، الرئيس التنفيذي لشركة ColdQuanta، إنه خلال 40 شهرا ستعمل الشركة على صناعة آلية بها آلاف الكيوبتات لحل مشكلة تتعلق بالدفاع في العالم الحقيقي، وأن المشكلة الحالية تكمن في كيفية تموضع الرادار.
استخدامات أخرى
لن يقتصر استخدام الحاسب الكوانتي على مجال الحروب فقط، بل يمكن الاستفادة منه في وضع استراتيجيات الاستثمار وصناعة الأدوية، وفك الشفرات، ووضع جداول شحن أساطيل المركبات الكهربائية.
إلى جانب التطبيقات العسكرية، يمكن أن يكون لأجهزة الكمبيوتر الكوانتية استخدامات في صناعة الأدوية، واستراتيجيات الاستثمار، وفك التشفير، ومشاكل وضع الجدول الزمني المعقد لشحن أساطيل كبيرة من المركبات الكهربائية
وأشار إيوالد إلى أن شركات مثل أي بي أم وجوجل تطور أجهزة كوانيتية فائقة التوصيل تستخدم تكنولوجيا الذرات المشحونة، ولكنها تختلف عن الحاسب الكوانتي الجاري تطويره، لاسيما في عدم الحاجة إلى العمل في درجة برودة عالية.
حلول أسرع للمشكلات
وتعمل شركة باسكال الفرنسية على بناء نموذج أولي من الحاسب الكوانتي باعتماد نفس المبدأ الذي تقره شركة ColdQuanta.
ويتخصص حاسوب باسكال لشركة الطاقة EDF، ويستهدف وضع جداول زمنية فائقة الكفاءة لشحن المركبات الكهربائية.
وأكد كريستوف غورتشاك رئيس شركة باسكال، أن الحواسيب التقليدية تستغرق الكثير من الوقت للتعامل مع هذه المسائل المعقدة، في حين أن الحاسب الكوانتي بإمكانه تقديم حلول في غضون 24 ساعة.
aXA6IDMuMTQ1LjEwMi4xOCA= جزيرة ام اند امز