زعماء وقادة يشاركون في يوم "الصلاة من أجل الإنسانية"
المبادرة التي أطلقتها اللجنة العليا للأخوة الإنسانية لتوحيد الدعاء والصلاة لرفع وباء كورونا المستجد تحظى بمشاركات عالمية واسعة.
حظيت المبادرة التي أطلقتها اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، لتوحيد الدعاء والصلاة حول العالم لرفع وباء كورونا المستجد "كوفيد -19"، بمشاركات عالمية واسعة شملت رؤساء دول واتحادات قارية ومسؤولين.
وشهدت المبادرة تفاعلا عالميا من القادة والزعماء ورجال الدين والمنظمات الدولية ووسائل الإعلام والمشاهير، معربين عن دعمهم ومشاركتهم في الدعاء والصلاة اليوم الخميس 14 مايو/أيار من أجل خلاص الإنسانية من جائحة كورونا.
وكانت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية قد أطلقت في الثاني من مايو/أيار الجاري دعوة "صلاة من أجل الإنسانية"، ودعت فيها القادة والزعماء ورجال الدين من مختلف الأديان وشعوب العالم كافة، على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأديانهم ومعتقداتهم، أن يتوجهوا إلى الله بالدعاء والصلاة والصوم وأعمال الخير في الـ14 من مايو/أيار الجاري، كل فرد في مكانه، من أجل أن يرفع الله وباء كورونا عن البشرية.
وأعلن المجلس الإسلامي النيجيري مشاركته في الصلاة والدعاء والتضرع لله بصوت واحد ليكشف الله السوء عن الإنسانية جمعاء 14 مايو/أيار.
كما دعا الكردينال بشارة الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق جميع المطرانيات والرعايا لإحياء يوم 14 مايو/أيار بناء على دعوة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية.
وكذلك أكدت الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية ترحيبها بمبادرة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية للصوم والصلاة والدعاء 14 مايو/أيار.
ودعما للمبادرة، شارك الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، ورئيس مجلس الشورى الإندونيسي، والوزراء، إلى جانب زعماء الأديان الـ6 في إندونيسيا، في المبادرة.
وقال الرئيس الإندونيسي، في كلمة ألقاها للشعب، أمام عدد من القيادات الدينية، عبر تقنية "فيديو كونفرانس"، إن "العالم يعيش اليوم امتحانا صعبا، وخطبا شاقا، في مواجهة تحديات فيروس كورونا المستجد، وانتشاره المتسارع في أكثر من 213 دولة، وإصابة الملايين حول العالم".
وأكد ويدودو، أن "اعتلاء روح الأخوة الإنسانية والاتحاد هو القوة العظمى واليقين بأن الله عزوجل سيمكننا من التغلب على هذه الجائحة".
- أبوظبي تضيء معالمها الأيقونية دعما لمبادرة الصلاة من أجل الإنسانية
- كلمة شيخ الأزهر للعالم في يوم الصلاة من أجل الإنسانية
وشدد على ضروروة الأخذ بالأسباب الباطنة بجانب الأسباب الظاهرة، وذلك عن طريق التضرع الدائم إلى الله تعالى، راجين منه أن يرفع عن الشعب الإندونيسي والعالم أجمع، آثار هذه الجائحة، وأن يخفف عنا ثقل ما ابتلانا به، وأن يذهب عنا شر هذه المصيبة.
ودعا الرئيس ويدودو المشاركين في الاجتماع والشعب الإندونيسي إلى التضرع إلى الله، سائلين أن يلهمنا الصبر على هذه المصيبة، والقوة على اجتيازها سالمين، كما دعا الجميع إلى التكاتف لمواجهة هذا الاختبار، بقلوب صابرة مطمئنة.
بدوره، شارك الرئيس اللبناني ميشال عون، في الصلاة من أجل الإنسانية، مؤكدا أن "14 مايو/أيار انطلاقة جديدة لنبذ مسببات التباغض".
وقال الرئيس اللبناني، إن "الدعوة التي أطلقتها اللجنة تأتي من صلب أهداف المبادرة التي سبق وأطلقتها وأقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة والقاضية بإنشاء أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار" في لبنان للمساهمة في بناء حضارة إنسانية قائمة على قبول الآخر أيا كان انتماؤه ومعتقده والاغتناء المتبادل بالاختلاف كحق وبالتنوع كضمانة.
وأشار إلى أن اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم "مدعوون اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى تكريس مبادئ الأخوة والاغتناء بتنوعهم ليستحقوا فعلا أن يكون وطنهم رسالة".
وقال عون: في هذه الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان وغير المسبوقة، فلتتعانق أصوات المآذن مع قرع الأجراس على نية لبنان والعالم، ولتصمت كافة الأصوات التي تعبث بوحدتنا الوطنية، درع ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، بعدما أثخنتنا جراح الانقسامات وكادت مشاريع التفرقة أن تقضي على وطننا".
وأضاف: "ليكن هذا اليوم انطلاقة جديدة لنا جميعا لنبذ مسببات التباغض والتجييش المتفلت من ضوابط المنطق والعقلانية وحكمة التاريخ، فيضع كل أحد اختلافاته جانبا لنعيد إعلاء حصانتنا الداخلية المكرسة بوحدتنا الوطنية، التي ترسي سلامنا وتمنح المنعة لوطننا، وقد بذلنا جميعا أغلى ما لدينا من دماء شبابنا في سبيلها".
وفي سياق متصل، وجه رئيس الاتحاد الأفريقي سيريل رامافوسا، كلمة بمناسبة يوم الصلاة والدعاء من أجل الإنسانية، الذي يحييه العالم استجابة لدعوة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية.
وتوجه رئيس الاتحاد الأفريقي في رسالته - التي ألقاها نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، السيد كويسي كوارتي - بالدعاء لله بأن يعين الإنسانية على مواجهة تحدي فيروس كورونا، وأن يلهم العقول على تجاوز تلك المحنة.
ويشارك اليوم في مبادرة "صلاة من أجل الإنسانية" عدد كبير من القادة الدينيين، في مقدمتهم فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، والعديد من السياسيين والشخصيات المجتمعية والفكرية، من بينهم رؤساء و رؤساء وزراء حاليين وسابقين و وزراء، بالإضافة إلى العديد من المؤسسات الرسمية والدينية والاجتماعية، من مختلف أنحاء العالم.
وألقى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، اليوم الخميس، كلمة في إطار مشاركة فضيلته في مبادرة «صلاة من أجل الإنسانية»، والتي دعت إليها اللجنة العليا للأخوة الإنسانية.
ودعا الإمام الأكبر إلى جعل هذا اليوم ذكرى محفورة في تاريخ البشرية نستعيدها كل عام، لننطلقَ منها نحو عالم تسوده المودة وتعلو فيه ثقافة الاختلاف والتنوع، وتختفي فيه نزعات العُنصرية والتعصُّب وكراهية الآخر، ويحل التكافل والتعاون محل القطيعة والعدوان، ويكون هذا اليوم تاريخًا شاهدًا على عزمنا وتصميمنا على وقف الحروب وسفك الدماء، مقدمًا فضيلته الشكر للطواقمِ الطبيَّةِ والعلماء والباحثين عن علاج يدفع عنا غائلة "كورونا".
بدوره، دعا قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى الصلاة، معًا كإخوة من أجل التحرّر من جميع الأوبئة منوها بمبادرة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية بهذا الصدد .
وقال: "نصلّي جميعنا إخوة وأخوات من جميع الطوائف الدينية: يوم صلاة وصوم وتوبة تنظّمه اللجنة العليا للأخوة الإنسانية.. كل فرد منا سيصلّي وستصلّي أيضًا الجماعات والطوائف الدينية: سيرفعون الصلاة إلى الله، جميعهم كإخوة، متّحدين في الأخوّة التي تجمعنا في هذه المرحلة الأليمة وفي هذه المأساة.. نتّحد اليوم، رجالا ونساء من جميع الطوائف الدينية، في الصلاة والتوبة لنطلب نعمة الشفاء من هذا الوباء".
وأضاف: "جميعنا متّحدون ككائنات بشريّة وكإخوة ونرفع الصلاة إلى الله كلٌّ بحسب ثقافته وتقليده ومعتقداته وإنما كإخوة وهذا ما يُهمّ: إخوة يصومون ويطلبون المغفرة من الله على خطايانا ..لقد جاء هذا الوباء كفيضان وكضربة قاضية.. لقد بدأنا نستيقظ قليلاً، ولكن هناك العديد من الأوبئة الأخرى التي تُميت الناس ونحن لا نتنبّه لها وننظر إلى الجهة الأخرى. نحن غير واعين أحيانًا أمام المآسي التي تحصل في هذه المرحلة في العالم فخلال الأشهر الأربعة من هذه السنة توفي ثلاثة ملايين وسبعمائة ألف شخص بسبب الجوع".
وأكد أن هذا الوباء ينبغي أن يجعلنا نفكّر في الأوبئة الأخرى الموجودة في العالم. وهي كثيرة! وباء الحروب والجوع وغيرها. لكن الأهم هو أننا اليوم، وبفضل شجاعة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية قد دُعينا جميعًا لنصلّي كلٌّ بحسب تقليده ونقدِّم يوم توبة وصوم وأعمال محبّة ونساعد الآخرين.