اليوم العالمي للمكرونة.. ما علاقة أغلى «طبق سباغيتي» في التاريخ بقناة السويس؟
في اليوم العالمي للمكرونة الذي يتم الاحتفاء به يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، عادة ما يسترجع المصريون قصة تاريخية تربط هذه الأكلة الشهيرة بأهم مشروع قومي عرفته البلاد: قناة السويس.
تقول الأسطورة التاريخية، إن ثمة علاقة مباشرة بين "طبق سباغيتي لذيذ" وحب الخديو محمد سعيد باشا مصر للدبلوماسي الفرنسي فرديناند ديليسبس، بل إن "الحكاية الشعبية" تذهب إلى ما هو أبعد، إذ تقول إن طبق المكرونة هذا كان سببا في حصول فرنسا على حق امتياز حفر قناة السويس، ليصبح بذلك "طبق الباستا الأغلى في التاريخ".
- المكرونة البشاميل تثير السخرية على فيسبوك: "بلاش لوسي فيفي عبده أحلى"
- اليوم العالمي للمكرونة.. 3700 عام في حب «معشوقة الملايين»
تعود الأحداث في هذه القصة التاريخية إلى زمن الإمبراطورية العثمانية، ومملكتها المصرية، والأعوام من 1854 إلى 1863. حيث حكم الخديو محمد سعيد باشا مصر، وتحت إشرافه، تم حفر ثاني أطول قناة من صنع الإنسان (قناة السويس).
وحسب موقع "ميديوم"، يذكر المؤرخ المصري عاصم الدسوقي أن الفرنسي فرديناند ديليسبس كان صديقًا مقربًا لـ"محمد سعيد باشا" الذي كان معروفًا بولعه الشديد بالأطعمة، خاصة تلك الدسمة وذات الأطعمة الغنية متعددة النكهات.
ولكن بحسب ما قاله المؤرخ الأمريكي بيير كرابيتيس فإن محمد علي باشا أراد لابنه الأمير محمد سعيد باشا في شبابه أن يتمتع بجسم رياضي، وأن يتخلص من السمنة، كونه حاكم مصر المستقبلي.
وهكذا أمر محمد علي باشا ابنه الصغير بممارسة الرياضة يوميا لمدة ساعتين بالقفز في الماء من المراكب على ضفاف النيل. ولم يكن أمام الأمير سعيد وقتها خيار سوى اتباع نظام غذائي صحي في محاولة للتخلص من وزنه الزائد، كما مُنع من الكثير من الأطعمة الدسمة التي كان يفضلها.
وفي تلك الفترة كانت العلاقة بين فرديناند وسعيد باشا تزداد قوة. إذ كان ديليسبس يتسلل إليه بأطباق المكرونة المفضلة، بعيدا عن الأنظار.
الطبق الأغلى
لاحقا، وفي صباح يوم الخامس عشر من شهر نوفمبر 1854، وفى الطريق بين الإسكندرية والقاهرة، جلس ديليسبس، داخل خيمة أقيمت لاستراحة "محمد سعيد باشا" الذي أصبح والي مصر الجديد آنذاك، متحينا الفرصة لعرض حلم طالما راوده بشق قناة بين البحرين الأحمر والأبيض، وتكون وسيطا يربط الشرق والغرب بأقصر مسافة ممكنة.
ويحكى أن سعيد كان يحتفل بعيد تتويجه الثاني حاكمًا لمصر، وقد جلس يستمع للفكرة التي تستحوذ على لب ديليسبس.
وبحسب كتاب "ضرب الإسكندرية في ١١ يوليو" للأديب الراحل عباس العقاد، فإن العلاقات الشخصية كان لها أثر كبير في إقناع دي لسبس لمحمد سعيد باشا.
وحسب صحيفة الأهرام المصرية، فإن "طبق المكرونة" كان سببا في أن يحصل الفرنسيون على امتياز حفر قناة السويس، وهو المشروع الذى رفضه محمد على بشدة، لإيمانه بأن مثل هذا المشروع يمكن أن يضع مصر في قلب الصراع الاستعماري، وهو ما حدث بالفعل بعد رحيله بسنوات.
وبالتالي أصبح هذا الطبق هو أغلى وأشهر طبق مكرونة على مدار التاريخ الإنساني كله حيث لعب دوراً محورياً في كل الأحداث السياسية والاقتصادية لمصر منذ افتتاح القناة عام 1869 حتى الآن.
aXA6IDE4LjIxOC4yNDUuMTc5IA== جزيرة ام اند امز