يصادف يوم الخميس 24 أكتوبر/ تشرين الأول اليوم العالمي لشلل الأطفال، بينما تستمر الإمارات في تقديم مبادراتها الرائدة لمكافحة هذا المرض عالميًا، وذلك بعد أن نجحت في القضاء عليه محليا.
جهود رائدة ومبادرات ملهمة لمكافحة مرض شلل الأطفال وغيره من الأمراض والأوبئة في المنطقة والعالم يسجلها تاريخ الإنسانية بأحرف من نور لدولة الإمارات وقيادتها.
يصادف اليوم العالمي لشلل الأطفال 24 أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام ويهدف إلى رفع الوعي المجتمعي حول هذا المرض والتأكيد أهمية القضاء عليه وتسليط الضوء على مجموعة الجهود والمبادرات المحلية والإقليمية والدولية لتحقيق هذا الهدف.
وفي هذا الصدد، تبرز جهود دولة الإمارات، بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في دعم وتوفير لقاحات شلل الأطفال حول العالم لحماية أجيال المستقبل في كل مكان من تهديد هذا المرض.
جهود لطالما حظيت بإشادة دولية، كان أحدثها من منظمة الصحة العالمية قبل نحو شهر.
أطفال غزة.. إشادة دولية
ويحل اليوم العالمي لشلل الأطفال غداة إعلان عملية "الفارس الشهم3" الذراع الإنسانية لدولة الإمارات اختتام حملة تطعيم أكثر من نصف مليون طفل في قطاع غزة ضد شلل الأطفال، ضمن أحدث مبادرات الإمارات الإنسانية لمكافحة المرض على الصعيد الإقليمي والدولي.
وكانت مبادرة مكافحة شلل الأطفال بغزة قد انطلقت مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي، إثر توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بتقديم 5 ملايين دولار لدعم حملة التطعيم الطارئة ضد شلل الأطفال في غزة بعد تسجيل أول إصابة بالفيروس داخل القطاع.
ووفرت الحملة التي تم تنفيذها بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية و"يونيسف" والأونروا، جرعتين من لقاح شلل الأطفال لنحو 640 ألف طفل من غزة دون سن 10 سنوات، لوقف انتشار الفيروس ومنع تفشي المرض في القطاع.
وانطلقت الحملة، بعد أن أكدت منظمة الصحة العالمية في 23 أغسطس/ آب الماضي إصابة طفل واحد على الأقل في غزة بالشلل بسبب فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني، وهي أول إصابة من نوعها في القطاع منذ 25 عاماً.
تأتي حملة تطعيم ضد شلل الأطفال ضمن مبادرات إماراتية متتالية لدعم قطاع الصحة في غزة، ضمن مبادراتها الإنسانية الإغاثية المتواصلة.
مبادرات تربُت بها دولة الإمارات وقيادتها على قلوب أهل غزة، محاولة مداواة جروحهم وتخفيف آلامهم في قطاع يئن تحت قصف إسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن عميق شكره لدولة الإمارات العربية المتحدة على تقديم 5 ملايين دولار لدعم حملة التطعيم الطارئة ضد شلل الأطفال في غزة.
وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية عبر حسابه الرسمي في منصة “إكس”، أهمية دعم دولة الإمارات للجهود العالمية لمكافحة شلل الأطفال، مشيرا إلى أن مثل هذه المساهمات حيوية في تقريب العالم من القضاء التام على هذا المرض المُدمّر.. مثمنا الدعم المتواصل من دولة الإمارات لجهود منظمة الصحة العالمية في مكافحة الأوبئة على مستوى العالم.
إنجازات بارزة بباكستان
أيضا يحل اليوم العالمي لشلل الأطفال فيما تتواصل الجهود الإماراتية الرائدة لمكافحة المرض في باكستان أحد البلدين الوحيدين المتبقيين في العالم اللذين يتفشى فيهما المرض.
وفي إطار مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم نجحت المبادرة منذ إطلاقها في باكستان عام 2014 في توزيع أكثر من 750 مليون جرعة لقاح على الأطفال في باكستان.
وفي عام 2022 وحده، تم تطعيم أكثر من 16 مليون طفل في باكستان.
وتعمل حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال بدعم من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يداً بيد مع حكومة باكستان لمكافحة شلل الأطفال وحماية الأطفال من هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه.
وتشكّل الفرق الصحية المتخصصة من العاملين في الخطوط الأمامية جوهر جهود حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال، حيث ينتقلون من منزل إلى منزل وغالباً ما يكون ذلك في مناطق تضاريس صعبة، لتطعيم الأطفال.
وتضمّ الحملة ما يزيد على 103,000 من العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية، أكثر من نصفهم من النساء، وهم يلعبون دوراً محورياً وحيوياً في كسب ثقة المجتمعات، ومكافحة المعلومات الخاطئة حول اللقاحات وزيادة الوعي بمخاطر شلل الأطفال.
سخّرت دولة الإمارات قدراتها وإمكاناتها لضمان الوصول ميدانياً إلى آخر طفل في باكستان من خلال حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال.
وشملت التغطية الجغرافية لحملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال 85 منطقة من المناطق الصعبة والعالية الخطورة بجمهورية باكستان.
كما خصصت الحملة فرق تطعيم خاصة لتوفير اللقاحات وتطعيم أكثر من 597 ألف طفل من أبناء اللاجئين الأفغان في مخيماتهم ومناطق انتشارهم في مختلف الأقاليم والمدن الباكستانية.
الإمارات.. نجاح كبير
ويحيي العالم "اليوم الدولي لشلل الأطفال" الذي يصادف 24 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، في وقت تحتفي فيه الإمارات بمرور نحو عقدين على خلوها من هذا المرض.
وبفضل الجهود التي بذلتها وزارة الصحة ووقاية المجتمع وشركائها بالدولة بتطبيق نظام الترصد القوي للشلل والتغطية بالتطعيمات لم تسجل أي حالة في دولة الإمارات منذ العام 1992 ومع الاستمرار في تنفيذ كافة الإجراءات اللازمة للقضاء على هذا المرض تم الإشهاد رسميا في العام 2007 على خلو الإمارات من شلل الأطفال.
وقدمت دولة الإمارات مثالاً عالمياً يحتذى به في إدارة مكافحة شلل الأطفال وفقًا لخطط واستراتيجيات مبتكرة نفذتها وزارة الصحة ووقاية المجتمع وشركاؤها في الدولة عبر تطبيق نظام ترصد شامل لشلل الأطفال وتغطية شاملة بالتطعيمات.
وتستمر جهود الإمارات في تنفيذ جميع الإجراءات اللازمة للقضاء عليه من خلال خطة استجابة وطنية جاهزة لمواجهة أي حالة مشتبه بها قادمة من خارج الدولة والتعامل معها وفقاً لأفضل الممارسات العالمية.
مبادرات رائدة
وتقف الإمارات في الخطوط الأمامية لمواجهة انتشار شلل الأطفال على المستوى العالمي حيث تسهم مبادراتها الإنسانية ومساهماتها المالية في تسريع الخطوات نحو القضاء نهائيا عليه.
تلتزم دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بمواصلة جهودها الحثيثة للقضاء على شلل الأطفال نهائيًا، والتعاون مع الدول والشركاء الصحيين لحماية الأطفال في كل مكان من تهديد هذا المرض الموهن.
وضمن جهودها في هذا الصدد، تبرز مبادرة بلوغ الميل الأخير التي تضم مجموعة من البرامج الصحية العالمية التي تعمل من أجل مكافحة الأمراض المعدية.
وتوفر المبادرة العلاج والرعاية الوقائية في المجتمعات التي تفتقر للخدمات الصحية الجيدة، مع التركيز بشكل خاص على المراحل النهائية (الميل الأخير من القضاء على الأمراض) وتعتبر مبادرة بلوغ الميل الأخير من المبادرات الرائدة التي تدعم اليوم العالمي لشلل الأطفال وتحتفي بقيادة دولة الإمارات في مجال الصحة العالمية والتنمية.
أيضا يعد معهد "غلايد" الذي تأسس عام 2019 على يد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالاشتراك مع مؤسسة بيل وميليندا غيتس، إضافة حاسمة إلى قطاع الصحة العالمي وجهوده في تسريع القضاء على الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها، ولا سيما الملاريا وشلل الأطفال والأمراض المدارية المُهملة والخيطيات اللمفاوية والعمى النهري.
وعلى مدى خمس سنوات، أطلق معهد "غلايـد" أكثر من 45 برنامجاً في 30 دولة، تعمل مع أصحاب المصلحة المحليين والدوليين لبناء القدرات داخل الدول المستفيدة، وتزرع بذور البحث، وتمول الابتكارات من أجل تحقيق أهداف القضاء على الأمراض.
جهود ومبادرات الإمارات لمكافحة شلل الأطفال تأتي ضمن رؤية والتزام حكومي بالاستدامة وتحسين صحة الأجيال القادمة ولدعم خطة منظمة الصحة العالمية بالقضاء على شلل الأطفال بحلول عام 2030.
أرقام مهمة
بلغة الأرقام، قدم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، منذ عام 2011 مبلغ 381 مليون دولار، مساهمة منه في الجهود الإنسانية والخيرية لتوفير اللقاحات وتمويل حملات التطعيم، لدعم الجهود العالمية في مكافحة مرض شلل الأطفال.
في عام 2023 وحده، ساهم هذا التمويل في توصيل 320 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال على مستوى العالم، بما في ذلك توصيله إلى الدول التي تشهد تفشيا للمرض.
وبفضل هذه الجهود وجهود الشركاء الآخرين حققت حملات مكافحة شلل الأطفال نتائج مشجعة، فقد أعلنت أفريقيا خلوها من فيروس شلل الأطفال البري في عام 2020، ويتوطن الداء حالياً في باكستان وأفغانستان فقط ، حيث تتواصل جهود الإمارات وشركاؤها حول العالم للقضاء على المرض بشكل تام.
أيضا، قادت الإمارات الجهود الدولية الرامية إلى استئصال مرض شلل الأطفال من دول العالم، حيث احتضنت العاصمة أبوظبي، أول قمة عالمية للقاحات في أبريل/ نيسان عام 2013، لتأييد الدور المهم الذي تلعبه اللقاحات والتحصين في توفير بداية صحية لحياة الأطفال، وانتهت القمة بجمع ما يزيد على 4 مليارات دولار ، بغرض تحقيق هذا الهدف العالمي المنشود، وتبرع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمبلغ 120 مليون دولار.
وفي 19 نوفمبر/ 2019، اجتمعت قيادات من أنحاء العالم في منتدى بلوغ الميل الأخير في أبوظبي، للتأكيد على التزامهم بالقضاء على شلل الأطفال، وتم جمع مبلغ 2.6 مليار دولار لصالح المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال، حيث أكد المانحون من الدول المعنية والمحسنون وشركاء الصحة العالمية التزامهم مشترك نحو تحقيق عالم خال من شلل الأطفال.