ثمار التعاون بين الإمارات والصين في تجارة الخدمات تلفت أنظار العالم
جذبت عينة من لقاحات كوفيد-19 التي أنتجتها "بيوتيك" الصينية مع شريكها الإماراتي، اهتمام زوار معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات 2022.
ويوضع نموذج لعينة من لقاحات كوفيد-19 نفسها في مكان ملحوظ بالجناح الإماراتي في المعرض، كثمار للتعاون الثنائي البارز بين البلدين.
وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة أول دولة في منطقة الشرق الأوسط تكون ضيفة الشرف في معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات.
وأقامت دولة الإمارات العربية المتحدة عروضا خاصة باسمها لأول مرة تحت موضوع "الاقتصاد المتنوع"، لتعرض من خلالها خبراتها وإنجازاتها في قطاعات خدمات الطيران والخدمات المالية والصناعة التحويلية المتقدمة والخدمات الثقافية وغيرها. كما ستصبح التبادلات بين الشركات الصينية والإماراتية في مجالات الصيدلة الحيوية وخدمات الطيران من النقاط البارزة في هذه الدورة.
وقال تشو جينغ جين، أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمجموعة بيوتيك الوطنية الصينية التابعة لشركة المجموعة الوطنية الصينية المحدودة للصناعات الدوائية (سينوفارم)، إن "المجموعة تجري مع الشركاء في دولة الإمارات تعاونا استراتيجياً في مجالات عديدة مثل بحوث وتطوير لقاحات كوفيد-19 والاختبارات السريرية والتعاون بشأن الإنتاج والتسويق في أنحاء العالم وغير ذلك، كما تتطلع إلى توسيع مجالات التعاون بينها وبين دولة الإمارات عبر منصة هذا المعرض".
وقال علي عبيد الظاهري، سفير دولة الإمارات لدى الصين، إن تجارة الخدمات أصبحت محرك نمو جديدا للتجارة الخارجية في الصين، كما تجلب فرصا جديدة شاملة في التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري والابتكاري بين الجانبين الصيني والإماراتي، مؤكدا على أن "دولة الإمارات تتطلع إلى مزيد من التعاون مع الصين في الخدمات المالية وغيرها من القطاعات المتعلقة بتجارة الخدمات، مما يحفز النمو الاقتصادي في الدولتين".
الإمارات أكبر مقصد استثماري للصين
وحسب بيانات وزارة التجارة الصينية، حافظت الصين على مكانتها كأكبر شريك تجاري لدولة الإمارات لسنوات عديدة، وتعد دولة الإمارات أكبر مقصد استثماري للصين بين الدول العربية، ويشهد التعاون الثنائي في مجال تجارة الخدمات تطورا سريعا.
وقال الظاهري إن دولة الإمارات لديها استثمارات في أكثر من 650 مشروعا في الصين تتركز أغلبها في مجالات الطاقة والمصارف والشحن البحري ومناطق التجارة الحرة، وستعمل الإمارات مع الصين لاكتساب المزيد من الخبرات التنموية ودفع المصالح المشتركة، لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار والصناعات المالية وغيرها.
اتفاقيات على هامش المعرض
وشاركت مجموعة الاتحاد للطيران وبنك أبوظبي الأول وغيرها من الشركات الرائدة في قطاعات الطيران والمصارف في دولة الإمارات بالمعرض.
ووقعت مجموعة الاتحاد للطيران مع شركة البترول الوطنية الصينية (سي إن بي سي) اتفاقية للتعاون العالمي، كما تقوم مجموعة سينوفارم وغيرها من الشركات الصينية بتبادلات ودية مع الجانب الإماراتي بما في ذلك سفارة دولة الإمارات لدى الصين وغيرها.
وأعربت الشركات الإماراتية العاملة في مجالات الطيران والسياحة عن تفاؤلها إزاء آفاق السوق الصينية واهتمامها بتلك السوق، آملة في أن تصبح تجارة الخدمات نقطة نمو جديدة في حفز التعاون الثنائي المستمر والنمو الاقتصادي للبلدين.
وقال مارتين درو، النائب الأول لرئيس شؤون المبيعات العالمية والشحن بمجموعة الاتحاد للطيران، إن الصين واحدة من أهم الأسواق الاستراتيجية للمجموعة وكذلك لدولة الإمارات، وإن المجموعة تملك حاليا خطوطا جوية إلى مدينتي شانغهاي وبكين، وتأمل في إطلاق مزيد من الخطوط الجوية بين البلدين.
وكشف عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، أن الصين تمثل سوقا مهمة جدا لدبي. وأجرت دبي تعاوناً شاملاً مع شركات صينية مثل تنسنت وهواوي، وطرحت تطبيقات ذكية على منصة ويتشات لتقديم معلومات سياحية وفيرة وتيسير الإجراءات السياحية وإثراء تجارب السياح الصينيين أثناء رحلاتهم في دبي.
من جهة أخرى، وعلى الرغم من آثار تفشي جائحة كوفيد-19، لم ينقطع التعاون بين الصين ودول الخليج. ففي يناير/كانون الثاني من العام الجاري، أصدرت وزارة الخارجية الصينية مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بيانا مشتركا، حيث اتفق الجانبان على ضرورة إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين والمجلس في أسرع وقت ممكن، وضرورة إتمام المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين في أقرب فرصة ممكنة، وإقامة منطقة التجارة الحرة بينهما في موعد مبكر.
وفي المؤتمر الصيني-الخليجي للاستثمار في الابتكار الذي عقد أثناء المعرض، رأى كالفن فو، رئيس الجانب الصيني لاتحاد المراكز المالية الدولية ومراكز الابتكار الدولية، إن الشركات الصينية في قطاعات ناشئة مثل الخدمات المالية واقتصاد الإنترنت والتصنيع الراقي والذكاء الاصطناعي وغيرها قد نجحت في الدخول إلى دول الخليج العربية، وتتطلع إلى الأسواق الضخمة والفرص الوفيرة الكامنة في المنطقة.
وأشار وانغ لين تسونغ، نائب مدير معهد بحوث غربي آسيا وشمالي أفريقيا ونائب رئيس مركز البحوث لدول الخليج بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إلى أن الابتكار قد أصبح السعي المشترك للصين ودول الخليج العربية، ومن المتوقع أن يواصل الجانبان التعاون الثنائي في مجالات التكنولوجيا الفائقة والصناعات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الكبرى والحوسبة السحابية وغيرها.
ورأى يان جين مينغ، المدير التنفيذي لمعهد بحوث التنمية والاستراتيجية الوطنية بجامعة رنمين الصينية، أن الصين والدول العربية قد أسست شراكة استراتيجية للتعاون الشامل والتنمية المشتركة والتوجه نحو المستقبل، مما يقدم دعما قويا ورفيع المستوى للتعاون الصيني العربي، مؤكدا أنه ينبغي للصين والدول العربية تعزيز التعاون في تحسين بيئة التجارة والاستثمار ومواصلة الترقية في مجالات البنية التحتية والمعايير والتمويل والابتكار وغيرها، حتى تتعزز البيئة الداعمة للتعاون الشامل بين الجانبين.