نحو هدف الـ25%.. الإمارات ماضية نحو ريادتها لصناعة الهيدروجين الأخضر
على مسار استشراف ريادة المستقبل النظيف عبر بوابة "كوب 28"، تمضي دولة الإمارات قدمًا في خطواتها المزدهرة بصناعة الهيدروجين العالمية.
وتشهد التقنيات المبتكرة لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة النظيفة والمتجددة تطوراً متسارعاً وتقدماً مطرداً، وتشير الدراسات إلى أن إنتاج الهيدروجين الأخضر سيرتفع بنسبة 57% سنوياً ليصل إلى 5.7 مليون طن في 2030.
وتستهدف دولة الإمارات العربية المتحدة الاستحواذ على 25% من حصة سوق الهيدروجين منخفض الكربون، الذي يتوقع أن يبلغ حجمه أكثر من 400 مليار دولار.
ويعتبر مشروع الهيدروجين الأخضر الذي نفذته هيئة كهرباء ومياه دبي بالتعاون مع إكسبو 2020 دبي، وشركة سيمنس للطاقة في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، مشروعًا أساسيًا في دعم مساعي دولة الإمارات لتحقيق تنافسية عالمية في سوق الهيدروجين الأخضر.
ويسهم تنفيذ المشروع، الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة الشمسية، في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في تحقيق أسعار تنافسية في إنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث إن إنتاج الهيدروجين الأخضر يتم بشكل أساسي عن طريق التحليل الكهربائي للمياه من الطاقة المتجددة، وقد حققت هيئة كهرباء ومياه دبي أرقاماً قياسية عالمية في أدنى الأسعار لمشروعات الطاقة الشمسية لخمس مرات متتالية وباتت دبي معياراً لأسعار الطاقة الشمسية على مستوى العالم.
وإلى جانب ذلك، توفر دبي الأطر التنظيمية والتشريعية الواضحة والمحفزة، ما يشجع القطاع الخاص والمستثمرين والمطورين العالميين على المشاركة في مشاريع إنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة، بنظام المنتج المستقل للطاقة ..وقد استقطبت الهيئة استثمارات تقدر بنحو 40 مليار درهم من خلال هذا النموذج الذي يشجع الشراكات النوعية ذات القيمة المضافة بين القطاعين الحكومي والخاص.
ويشير الخبراء إلى أن وفرة مصادر الطاقة الشمسية في دبي والأنظمة البنكية القوية في الإمارة، علاوة على وجود بنى تحتية متقدمة ومشاريع صناعية كبرى مثل المجمعات الشمسية ومحطات إنتاج الأمونيا ومصانع الألمنيوم والصلب، علاوة على استقطاب دبي لخيرة الخبراء والاختصاصيين من كافة أنحاء العالم، كلها عوامل تسهم في دعم مساعي دولة الإمارات وإمارة دبي لتحقيق الريادة في مجال الطاقة، وترسيخ قوة وتنويع الاقتصاد الوطني، وتطوير سوق الهيدروجين الأخضر في الدولة.
وأكد سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي أن الهيدروجين الأخضر من بين مصادر الطاقة الصديقة للبيئة ويمثل أحد ركائز مستقبل مستدام يعتمد على تسريع الانتقال إلى الحياد الكربوني تحقيقاً لاستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي لتوفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2050.
وأضاف: "ينسجم مشروع "الهيدروجين الأخضر" مع التزام دبي الراسخ بالاستدامة ودعمها الحثيث لقضايا الطاقة والتغير المناخي، ويدعم رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتحويل إمارة دبي إلى اقتصاد محايد للكربون بحلول عام 2050، واستراتيجية هيئة كهرباء ومياه دبي لتنويع مصادر الطاقة وزيادة حجم الاستثمار بها، عبر دعم الابتكار والبحوث والتطوير في تقنيات تخزين الطاقة ومن بينها الهيدروجين الأخضر الذي يصفه البعض بأنه "وقود المستقبل"، وسيلعب دوراً مهماً ليس فقط في مزيج الطاقة العالمي، ولكن أيضاً في التخفيف من آثار الاحتباس الحراري.
كما يدعم المشروع خريطة طريق الإمارات للهيدروجين والتي تُعد بمثابة محرك رئيس يساهم في تقديم حلول مستقبلية لتحديات التغير المناخي وتحقيق ريادة دولة الإمارات في مجال الهيدروجين".
من جانبه، أشار المهندس وليد بن سلمان، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع تطوير الأعمال والتميز في الهيئة، إلى أن الهيئة دعت كبرى الشركات الاستشارية العالمية لتقديم عروضها لتطوير استراتيجية طموحة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بهدف تطوير قطاع التنقل الأخضر، والحد من الانبعاثات الكربونية في مختلف الصناعات، إضافة إلى استخدامه في إنتاج الطاقة الكهربائية والحرارية وتحلية المياه والتطبيقات الأخرى.
إن دولة الإمارات في طريقها إلى تحقيق طموحها في أن تكون رائدة عالميا في مجال الهيدروجين منخفض الكربون، وإن خريطة طريق تحقيق الريادة في مجال الهيدروجين، التي أطلقتها الإمارات خلال 26 COP في جلاسكو، ستحدد هدفاً وطنياً واضحاً لنمو سوق الهيدروجين والنظام البيئي في دولة الإمارات.