قمة الحكومات 2024.. الإمارات تقود العالم نحو مستقبل أفضل
تمثيل دولي رفيع المستوى من مختلف قارات العالم، يشارك بالقمة العالمية للحكومات 2024 بالإمارات، لرسم خارطة طريق نحو مستقبل أفضل للبشرية.
مشاركة كبيرة تبرز تعاظم مكانة دولة الإمارات، والثقة الدولية في رؤيتها وقيادتها والفعاليات والأنشطة التي تستضيفها، وعلى رأسها القمة العالمية للحكومات، التي تنظمها سنويا منذ عام 2013، حتى أضحت أكبر تجمع عصف ذهني دولي تستضيفه وتديره دولة الإمارات سنويا من أجل مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل ورسم خريطة الطريق لمستقبل العمل الحكومي والشؤون العامة على مستوى العالم.
وهو ما أشار إليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في تغريدة عبر حسابه في موقع "إكس"، قائلا: "الحضور العالمي الكبير ورفيع المستوى في القمة العالمية للحكومات 2024 والموضوعات الحيوية التي طرحت على جدول أعمالها والتنظيم المتميز لها، جسد مكانتها الهامة ضمن الفعاليات الكبرى في العالم. بفضل رعاية أخي محمد بن راشد".
وأضاف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "أصبحت القمة منصة عالمية على أرض الإمارات، للحوار حول تطوير العمل الحكومي واستشراف حكومات المستقبل بما يعود بالخير على الشعوب في مختلف دول العالم".
وتترجم القمة على أرض الواقع رؤى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في استشراف المستقبل، والمساهمة في بناء استراتيجية عالمية مشتركة لتطوير الرؤى للارتقاء بالعمل الحكومي ورفده على الدوام بالأفكار الجديدة.
أجندة ثرية
وتختتم اليوم الأربعاء القمة العالمية للحكومات التي عقدت في دبي خلال الفترة من 12 إلى 14 فبراير/شباط الجاري تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل".
وتستشرف النسخة الحالية من القمة ما يلي:
- الفرص والتحديات المستقبلية وأبرز التحديات التي يواجهها العالم في جملة من القضايا الملحة.
- تناقش سبل الوصول إلى رؤى مشتركة للارتقاء بالعمل الحكومي وتوثيق التعاون بين حكومات العالم.
- تركز على تبادل الخبرات والتركيز على قصص ونماذج ملهمة في العمل الحكومي تركت آثاراً إيجابية وأحدثت تغييراً حقيقياً في واقع دولها ومجتمعاتها.
- تستضيف القمة العالمية للحكومات نقاشات وحوارات عالمية هادفة لاستشراف تشكيل حكومات المستقبل، حيث تتضمن هذه الحوارات اجتماعات الطاولة المستديرة التي تجمع قادة الدول والمسؤولين الحكوميين العالميين والمنظمات الدولية وقادة الفكر والقطاع الخاص بما يضمن تعزيز التعاون الدولي وتحديد الحلول المبتكرة للتحديات المستقبلية واستشراف أبرز الفرص وإلهام الجيل المقبل من الحكومات.
وتجمع القمة العالمية للحكومات، 120 وفداً حكومياً وأكثر من 85 منظمة دولية وإقليمية ومؤسسة عالمية، إضافة إلى نخبة من قادة الفكر والخبراء العالميين، وبحضور أكثر من 4000 مشارك.
وتضم القمة العالمية للحكومات في دورتها الحالية 6 محاور رئيسية، و15 منتدى عالمياً تبحث التوجهات والتحولات المستقبلية العالمية الكبرى في أكثر من 110 جلسات رئيسية حوارية وتفاعلية، يتحدث فيها 200 شخصية عالمية من بينهم أكثر من 25 رئيس دولة وحكومة ووزراء وخبراء ومفكرين وصناع المستقبل، إضافة إلى عقد أكثر من 23 اجتماعاً وزارياً وجلسة تنفيذية بحضور أكثر من 300 وزير.
وتستضيف القمة 15 منتدى عالمياً تركز على مستقبل أهم القطاعات الحيوية، ويتم تنظيمها بالشراكة مع عدد من المنظمات الدولية، والمؤسسات التكنولوجية العالمية، والشركات الرائدة، وتشمل قائمة منتديات القمة؛ منتدى الصحة العالمي، ومنتدى الخدمات الحكومية، ومنتدى الإدارة الحكومية العربية، ومنتدى تبادل الخبرات، ومنتدى مستقبل النقل، ومنتدى المالية العامة للدول العربية، ومنتدى مستقبل التعليم، ومنتدى مستقبل الفضاء، ومنتدى الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومنتدى الذكاء الاصطناعي، ومنتدى مستقبل العمل، ومنتدى الاقتصادات الناشئة، ومنتدى حوكمة الجيوتكنولوجيا، ومنتدى أهداف التنمية المستدامة، والاجتماع العربي للقيادات الشابة.
صناعة المستقبل
مشاركة كبيرة وأجندة ثرية في القمة التي أضحت منصة إماراتية دولية هامة لتبادل الأفكار والتجارب والخبرات وفتح قنوات التواصل بين القطاعين الحكومي والخاص ومشاركة المعرفة وقصص النجاح الملهمة، ونقلها إلى مرحلة متقدمة من التمكين والتطبيق والانتشار، والمساعدة في اتخاذ القرارات التي تسهم في إحداث التغييرات الإيجابية في المجتمعات والاقتصادات العالمية.
وبالتالي أضحت حدثاً مهماً تترقبه حكومات العالم التي تسعى إلى الاستفادة من هذه المنصة المعرفية الرائدة التي تقدمها دولة الإمارات للعالم بأسره لاستشراف وصناعة المستقبل ومناقشة الحلول الفعالة للتحديات التي تواجه البشرية، وبحث سبل النهوض بالقطاعات الحيوية التي تسهم في تحقيق مستقبل مزدهر للإنسان.
نموذج ملهم
تلك القمة وما صاحبها من فعاليات ومباحثات وما استبقها من أنشطة وأحداث استضافتها الإمارات تحمل العديد من الدلائل الهامة التي تقدم الإمارات كنموذج ملهم للعالم، وهو ما تحدث عنه الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات في تغريدة له اليوم عبر موقع التواصل الاجتماعي "إكس" قال فيها: "أنشطة دولة الإمارات وفعالياتها ومن ضمنها القمة العالمية للحكومات مؤشر على مجتمع حيوي متنوع يخطط للمستقبل برؤية ونشاط، نموذج الإمارات المتجدد يرسل رسائل إيجابية للعالم ويكسر النمطية حول العالم العربي والإسلامي".
وتابع :"نريد للإمارات والمنطقة موقع في الصدارة ونعمل في هذا الاتجاه".
دلالات هامة
وتهدف استضافة دولة الإمارات تلك القمة والمشاركة الكبيرة بها، وأجندتها الثرية الهادفة إلى صياغة تصورات موحدة لمواجهة المستجدات العالمية، ومناقشة آفاق التعاون بين الحكومات في سياق الجهود الدولية لإيجاد الحلول المبتكرة للقضايا التنموية والإنسانية الملحة، وتحمل العديد من الدلائل:
- تبرز استضافة الإمارات للقمة والمشاركة الكبيرة بها تعاظم مكانة دولة الإمارات وحضورها الفاعل، وثقل وأهمية الدور التي تقوم به في استشراف وصناعة المستقبل، ووضع الخطط الاستباقية لتحدياته، بما يساهم في بناء غد أفضل للبشرية.
- حرص دولة الإمارات على تعزيز الحوار والتعاون الدولي لبحث مختلف التحديات الإقليمية والدولية، ونقل تجاربها وخبراتها وتعميم الاستفادة من مبادراتها.
- تبرز المشاركة الدولية الكبيرة رفيعة المستوى في فعاليات القمة، الثقة الدولية المتزايدة في الإمارات ومبادراتها وفعالياتها.
- إبراز التجربة الإماراتية التنموية الملهمة في هذا المحفل الدولي الهام، وعرض إنجازاتها ومشاركة أفضل التجارب والخبرات والممارسات المتميزة في مجال التنمية المستدامة بما يسهم في دعم جاهزية الحكومات للمستقبل والإسهام في تحسين حياة المجتمعات.
- الحرص على تعزيز العلاقات الثنائية و التعاون الدولي لتعزيز التنمية المستدامة ودعم أمن واستقرار العالم.
مباحثات هامة
وظهر ذلك جليا في المباحثات الهامة التي عقدتها القيادة الإماراتية على هامش القمة العالمية للحكومات، مع عدد من رؤساء دول وحكومات العالم المشاركين في القمة.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، العلاقات الثنائية بين البلدين والعمل المشترك من أجل تحقيق أهداف الشراكة الاقتصادية الشاملة بينهما وتوسيع آفاق التعاون خاصة في المجالات التنموية التي تعود بالخير والازدهار على البلدين وشعبيهما.
وتطرق الجانبان إلى القمة العالمية للحكومات 2024 والموضوعات التي تناقشها، وأهميتها في رفد العمل الحكومي في العالم كله بمزيد من الأفكار والرؤى الجديدة لتطويره وتعزيز قدرته على التعامل مع تحديات الحاضر والمستقبل.
كما استعرض الزعيمان عدداً من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها، إضافة إلى مستجدات المنطقة وتطورات الأوضاع في قطاع غزة، مؤكدين أولوية التحرك الدولي لوقف إطلاق النار في القطاع وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين فيه، وفق قواعد القانون الدولي الإنساني.
وفي اليوم نفسه، بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند، مختلف جوانب "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" و"الشراكة الاقتصادية الشاملة" بين دولة الإمارات والهند ومسارات تطويرها بما يسهم في استدامة التنمية والازدهار لشعبي البلدين.
واستعرض الزعيمان، تطور شراكة البلدين وما وصلت إليه من تقدم نوعي واستراتيجي خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية والطاقة المتجددة والأمن الغذائي والتي تعزز أولويات البلدين في تحقيق التنمية والازدهار الاقتصادي المستدام.
كما تبادل الجانبان، خلال اللقاء، وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك ورؤى البلدين بشأن دعم العمل الدولي متعدد الأطراف بهدف تعزيز الاستقرار والتعاون والازدهار في العالم.
ومساء اليوم نفسه، بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وإيدي راما رئيس وزراء ألبانيا، مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها ودفعها إلى الأمام خاصة في المجالات التي تخدم التنمية في البلدين، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
جاءت تلك المباحثات بعد يوم من لقاء رئيس دولة الإمارات، الإثنين، مسرور بارزاني رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، حيث بحث الجانبان مختلف جوانب التعاون بين دولة الإمارات والعراق الشقيق خاصة إقليم كردستان العراق في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية والإنسانية التي تخدم جهود التنمية وتحقيق الازدهار لدى الجانبين.
وفي اليوم نفسه، بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والدكتور مصطفى مدبولي رئيس وزراء مصر العربية العلاقات الأخوية الراسخة وجوانب التعاون والعمل المشترك بين البلدين وسبل تنميتها في مختلف المجالات بما يحقق مصالحهما المتبادلة انطلاقا من الشراكة الاستراتيجية التي تجمعهما، إضافة إلى عدد من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتطرقت جميع تلك اللقاءات إلى القمة العالمية للحكومات وأهمية ما تطرحه من موضوعات وحلول مبتكرة بشأن استشراف مستقبل الحكومات والإسهام في بناء مستقبل أفضل للدول والمجتمعات من خلال تمكين صناع القرار والعمل على تعزيز جاهزيتهم للمستقبل، وما توفره كمنصة عالمية لتبادل الخبرات والتجارب الملهمة في تطوير العمل الحكومي وإيجاد حلول مبتكرة لتحدياته بجانب تعزيز جهود التنمية الوطنية والاستدامة والجاهزية لبناء مستقبل أفضل.