«غزة والإرهاب والانقلابات» تتصدر أعمال المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي
انطلقت، الأربعاء، أعمال المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي في دورته الـ44 بأديس أبابا تمهيدا للقمة الأفريقية الـ37 يومي السبت والأحد.
وخلال افتتاح أعمال المجلس التنفيذي لوزراء الخارجية الأفارقة، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، إن معاناة الشعب الفلسطيني، وسلب حقوقه الأساسية تتفاقم أمام مطالبته بالحرية وإقامة دولته المستقلة.
وأضاف أن "ما يجري في فلسطين هو حرب إبادة أمام أعين الجميع"، داعيا إلى "وقف الأعمال العدائية وإطلاق سراح جميع الرهائن والأسرى والالتزام الحازم بالحل السياسي، على أساس مبدأ حل الدولتين، يعيشان في سلام واحترام"، مشيرا إلى أن "السلام والأمن لا يمكن تحقيقهما إلا بالعدالة والاعتراف بالسيادة والحقوق الأساسية للجميع".
ورحب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بقرار محكمة العدل الدولية في هذا الصدد، وقال إنه "يُحيي كذلك الالتزام الثابت لدولة جنوب أفريقيا في دعم القضية الفلسطينية".
كما تطرق رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، إلى التطورات في القارة وخاصة قضايا السلم والأمن والإرهاب وقال إن القارة الأفريقية "للأسف ما زالت تواجه حالات خطيرة من الصراعات وتداعيات الجيوسياسية العالمية بمنطقة البحر الأحمر".
وتابع أن "السودان يحترق ويحدث به دماراً لا يصدق، والصومال لا يزال تحت تهديد الإرهابيين والتهديد الأمني بمنطقة البحيرات الكبرى، ومنطقة الساحل الأفريقي معرضة دائمًا لخطر التمدد الإرهابي".
وأكد فكي أن عودة الانقلابات العسكرية لدى بعض دول القارة، والعنف قبل وبعد الانتخابات، والأزمات الإنسانية، "يمثل تهديد خطيرا يقوض استقرار القارة السمراء".
بدوره، قال وزير خارجية جزر القمر رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي، ضهير ذو الكمال، إنه "مع استمرار الإرهاب والتطرف العنيف في تهديد بقاء بعض دولنا، هزّ وباء التغييرات غير الدستورية القارة الأفريقية على مدى العامين الماضيين، الأمر الذي وضع المكاسب التي حققتها الديمقراطية في أفريقيا حتى الآن على المحك".
وأضاف خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للمجلس التنفيذي، أن "تضاعف بؤر التوتر، مع عودة الحرب في السودان، واستمرار انعدام الأمن في شرق الكونغو، والحرب الأهلية في ليبيا، كلها تحديات تؤدي إلى إبطاء زخمنا الجماعي نحو السلام والتنمية بشكل كبير".
وتابع أن "المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، أصبحت تواجه اليوم انسحاب ثلاث من دولها الأعضاء، مما يضعف عملية التكامل الاقتصادي في القارة الأفريقية"، مضيفا: "في منطقة الساحل الأفريقي، يبدو أن التحولات السياسية في مالي والنيجر وبوركينا فاسو متعثرة. ومن غير المرجح أن يؤدي انسحاب هذه البلدان الثلاثة من الكتلة الإقليمية إلى تعزيز العودة السريعة إلى التطبيع المؤسسي".
ومضى قائلا: "بعيداً عن هذه التحديات الأمنية والسياسية، تظل أفريقيا المنطقة الأكثر تعرضاً لتغير المناخ على الرغم من أنها لا تساهم إلا بشكل هامشي في انبعاثات غازات الدفيئة، فإنها تعاني مع ذلك من تداعيات ارتفاع درجات الحرارة، والجفاف، وتآكل السواحل، والفيضانات".
أما وزير الخارجية الإثيوبي، تاي أصقى سيلاسي، فقال خلال كلمته، إن "أفريقيا تتمتع بإمكانات هائلة لتحقيق الرخاء الاقتصادي"، مشيرا إلى أن "التنفيذ الناجح لأجندة التنمية الأفريقية يعتمد على الإرادة السياسية القوية والتصميم والتنسيق الفعال والشراكة القوية بين الدول الأعضاء وكذلك المجتمعات الاقتصادية الإقليمية".
وأضاف أنه "يجب أن نظل حازمين في جهودنا الرامية إلى التنفيذ الكامل لاتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية لتوسيع نطاق التجارة بين الأقاليم الأفريقية".
وذكر أن هيكل السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي "أمر أساسي لنجاح الحل الأفريقي للتحديات الأفريقية"، مضيفا "يجب أن تستمر البنية في العمل كأساس لتعزيز السلم والأمن المستدامين في أفريقيا".
ومن المقرر أن تناقش اجتماعات المجلس التنفيذي، التي تضم وزراء الخارجية وممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، مختلف القضايا وإعداد جدول أعمال القمة الأفريقية للرؤساء والتي ستعقد يومي السبت والأحد المقبلين.
وسيولي الاتحاد الأفريقي اهتمامًا خاصًا للتعليم والتدريب مع التركيز على موضوع العام على "تعليم أفريقي يواكب القرن الحادي والعشرين: بناء أنظمة تعليمية مرنة لزيادة الوصول إلى التعلم الشامل والنوعي من أجل أفريقيا".
aXA6IDE4LjIyNi44Mi45MCA= جزيرة ام اند امز