«اجتياح» رفح.. طلب عاجل من جنوب أفريقيا لـ«العدل الدولية»
تقدمت جنوب أفريقيا بطلب عاجل لمحكمة العدل الدولية في لاهاي لبحث ما إذا كان توسيع إسرائيل لعملياتها العسكرية في رفح يعد قانونيا بموجب القانون الدولي.
وقالت حكومة جنوب أفريقيا، في بيان أصدرته اليوم الثلاثاء، إن مدينة رفح على الحدود مع مصر أصبحت هي الملاذ الأخير للفلسطينيين في غزة. وأوضحت أنها قدمت الطلب العاجل أمس الإثنين.
وأضاف البيان أن جنوب أفريقيا "قلقة للغاية" من أن الهجوم العسكري في رفح "قد أسفر بالفعل عن، وسوف يتسبب أيضا في قتل وضرر وتدمير على نطاق واسع".
وأشارت إلى أن هذا سوف يشكل "انتهاكا خطيرا لا يمكن إصلاحه" لاتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية والأمر الذي أصدرته محكمة العدل الدولية يوم 26 يناير/كانون الثاني الماضي.
وكان قرار المحكمة، الذي جاء ردا على دعوى تقدمت بها جنوب أفريقيا في ديسمبر/كانون الأول، قد طالب إسرائيل بمنع أي أعمال إبادة جماعية إلا أنه لم يطالبها بوقف عملياتها العسكرية في غزة.
واليوم الثلاثاء، تصاعدت الانتقادات للهجوم الإسرائيلي البري المتوقع في رفح، حيث أعرب حلفاء أقوياء لإسرائيل مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا عن معارضتهم لقيامها بعملية كبيرة في رفح.
ووصف وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، اليوم الثلاثاء، رد إسرائيل على الهجمات التي شنتها حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بأنه "غير متناسب".
وقال تاجاني، الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيسة وزراء إيطاليا، لإذاعة "راديو 1" بشبكة "راي" (راديو وتلفزيون إيطاليا): "هناك الكثير من الضحايا الذين لا علاقة لهم بحماس على الإطلاق"، مؤكدا أنه يتعين على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
ويقيم حاليا نحو 1.3 مليون فلسطيني في مدينة رفح، معظمهم من النازحين داخليا.
من جانبه، ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الأمم المتحدة لن تشارك في الإجلاء القسري للفلسطينيين من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
واقترحت الحكومة الإسرائيلية إقامة مدن خيام على مساحة شاسعة للسكان في منطقة أبعد في شمال رفح قبل الهجوم العسكري الإسرائيلي المزمع، وفقا لتقرير إعلامي أمريكي نقلا عن مسؤولين مصريين.
وقال ينس ليركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لوكالة الأنباء الألمانية اليوم الثلاثاء: "لم نتلق أي اتصالات رسمية من الحكومة الإسرائيلية بشأن هذا".
وأضاف: "على أي حال، لن نكون جزءا من أي خطة لنقل الأشخاص قسريا. ولن نوفر مدن خيام في أي مكان آخر بحيث تتمكن القوات الإسرائيلية لاحقا من نقل الأشخاص قسرا ".
ودعت الحكومة الإسرائيلية المنظمات الأممية العاملة في المنطقة إلى المساعدة في إجلاء المدنيين من رفح قبل هجوم مزمع.
وعلى الصعيد الميداني، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أنه قتل "أكثر من 30 إرهابيا" في مدينة خان يونس، بينما تستمر أعمال القتال العنيف في جنوب ووسط قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن مسلحين اثنين قتلا في غرب خان يونس، بعد أن حاولا التحرك "تحت غطاء السكان المدنيين في غزة"، مضيفا أن أحدهما كان يصوب مسدسه نحو مركبة تابعة لقوات الجيش الإسرائيلي.
وفي واقعة أخرى، تعرض العديد من الرجال لهجوم جوي، بعد أن حاولوا نقل عبوة ناسفة على متن دراجة نارية، بحسب الجيش الإسرائيلي.
ويقول سكان محليون إن مستشفى ناصر في خان يونس تعرض لإطلاق النار بشكل متكرر.
وفي وسط قطاع غزة، قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل 10 مسلحين خلال 24 ساعة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية التي تسيطر عليها حركة حماس، اليوم الثلاثاء، إن 133 فلسطينيا قتلوا وأصيب 162 آخرون في هجمات إسرائيلية تم شنها خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأعلنت الوزارة الصحة ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 28 ألفا و473 قتيلا و68 ألفا و 146 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
aXA6IDMuMTQ5LjI0My44NiA= جزيرة ام اند امز