بعد أسوأ عام في تاريخ السياحة.. الجيل الجديد يكتشف "السحر المحلي"
رغم أن عام 2020 هو الأسوأ في تاريخ قطاع السياحة، لكن هذا اللقب القاتم لم يمنع ظهور فوائد عديدة للدول صاحبة "الجمال المحلي".
في الصين والولايات المتحدة وأوروبا، أدت قيود السفر طوال العام الماضي إلى دفع الأجيال الجديدة لاكتشاف مواطن السياحة في بلدانهم، وهو أمر قد يؤثر مستقبلا على السياحة الدولية.
- فنادق الرياض تنتعش رغم الجائحة.. سحر السياحة الداخلية
- قرار أسترالي "استثنائي" لإنقاذ شبكة الطيران المحلية
الثقافة الصينية
وقالت المتخصصة في تطور التوجهات الاجتماعية والثقافية سيسيل بوانيان إن "الجيل الجديد (في الصين) يعيد منذ فترة اكتشاف الثقافة الصينية في موازاة نية لدى الحكومة بجني المال" من السياحة.
وأضافت أنه خلال فترة الوباء، سافر الصينيون "في أرجاء بلادهم المترامية" خصوصا أن "بين التيبت وهاينان وسيشوان هناك أمكنة كثيرة تستحق الزيارة" و"باتت وكالات السفر تطور نفسها في هذا المنحى".
تشجيع حكومي
ولتشجيع السياحة المحلية، عمدت الحكومة الصينية مثلا الى السماح بإقامة سوق حرة في مقاطعة هاينان التي استقطبت الشبان الأثرياء بفضل شواطئها وفنادقها الفخمة.
وفي دراسة نشرها بداية العام وأعلن فيها أن السوق الداخلية ستكون محرك النهوض، لاحظ مكتب ماكينزي "قفزة جديدة في الصين" التي أحيت "80% من نشاطها السياحي" وباتت "محجة" للزبائن الشباب الأثرياء.
الأمريكيون والأوروبيون يلبون النداء
وفي الولايات المتحدة، شكل السياح المحليون 95% من عائدات السياحة في 2020 بزيادة 10 نقاط عن العام 2019 بحسب مجلس السياحة والتجارة العالمية الذي يضم كبريات شركات السياحة العالمية.
بدورهم، لبى الأوروبيون نداء السفر في بلدانهم على غرار الفرنسيين مع إطلاق الحكومة حملة "الصيف الأزرق والأبيض والأحمر" أو سكان لوكسمبورغ الذين حصلوا على عروض للتسوق.
وفي حالات اخرى، فضل البعض السفر داخل أوروبا.
وقال سيباستيان مانسو الخبير السياحي في مكتب رولان برجيه لفرانس برس إن "الحركة الفعلية التي رصدناها وسنرصدها هذا الصيف تعود إلى السياح المحليين. إنها ظاهرة دائمة".
نهوض متأخر للسياحة الدولية
ولا يتوقع الخبراء نهوضا للسياحة الدولية قبل 2022، وفق المنظمة الدولية للسياحة، علما أن نصفهم لا يراهن على عودة الى ما كان عليه القطاع العام 2019 قبل 2024.
وأكد ديدييه ارينو الذي يترأس شركة استشارات سياحية لفرانس برس أن "هذه الأزمة صبت إلى حد بعيد في مصلحة السياحة المحلية، وهو أمر جيد جدا".
وتراجع وصول السياح على الصعيد الدولي بنسبة 83% في الربع الأول من 2021 بسبب استمرار القيود على الرحلات، وفق المنظمة الدولية للسياحة.
ومع تراجع وصول هؤلاء بنسبة 73% اعتبرت المنظمة أن 2020 "هو العام الأسوأ تاريخيا في القطاع".