جرحى العمالقة.. استعجال الشفاء والعودة لقتال الحوثي
يستعجل جرحى قوات العمالقة في شبوة اليمنية أمنيات الشفاء ومغادرة أروقة المستشفيات من أجل العودة سريعا إلى أرض المعركة.
ووجد أطباء في مستشفيات محافظة شبوة أن أمنيات الجرحى، تنحصر برغبتهم في العودة لقتال مليشيات الحوثي، رغم الجروح التي يعانون منها.
ويقول زايد سلطان أحد الأطباء في مستشفى عافية التخصصي في شبوة لـ"العين الإخبارية"، إن فريقا طبيا أجرى عملية جراحية لأحد الجرحى، وفور خروجه أكد اعتزامه العودة لأرض المعركة، في القريب العاجل.
بالرغم من الفترة القصيرة التي دخل فيها بعض الجرحى، وحاجتهم إلى فترات كي تشفى جراحهم يقول الطبيب زايد، إلا أن الدهشة تملكته وزملاءه لإلحاحهم بضرورة منحهم إذنا بالمغادرة.
في البداية اعتقد الأطباء أن الجرحى يرغبون في العودة إلى أهلهم لتطمينهم، بحسب ما يوضحه ذلك الطبيب، لكن المفاجأة أنهم يرغبون بالخروج من أجل العودة إلى المعارك.
ويرى الطبيب أن جرحى العمالقة قدموا أمثلة إضافية عن المعنويات التي يتمتعون بها فيقول: "قرأنا في سير بعض المعارك التي وقعت في السنوات العشرين الماضية، أن بعض الجرحى يتخذون من إصابتهم عذرا للبقاء بعيدا عن ساحات القتال، لكن الأمر كان مفاجئاً بالنسبة لأمنيات جرحى العمالقة".
وعادة ما يوجه الجرحى سؤالا للأطباء عن الموعد المتبقي لمغادرة المستشفى، في إصرار عجيب على ضرورة الانتقال إلى ساحات القتال.
وأقر الطبيب أن الفريق الطبي سأم الأسئلة المتكررة، لكن بقدر خشيتهم على الجرحى، إلا أن حماسهم منحهم دافعا للقتال معهم "أنه يحفز الآخرين للحذو حذوهم"، فالمعنويات العالية التي يتمتعون بها، تشير لروح القتالية لديهم.
ويقول طبيب التخدير، إن الحماس يتملكنا للانتقال إلى أرض المعارك، فالمعنويات التي يتمتع بها جنود العمالقة، يحفزون الآخرين كي يكونوا بجانبهم.
ويؤكد طبيبا آخر أنه شاهد اختلافا كبيرا ما بين جرحى العمالقة، والتذمر الواضح الذي كان يشكو منه جنود الإخوان "بسبب فساد قياداتهم ونهبها لمخصصات علاج ورعاية الجرحى".
وأوضح أن الجرحى ممن قاتلوا ضمن تشكيلات الإخوان في معارك سابقة ضد مليشيات الحوثي كانوا عادة ما يتملكهم الإحباط واليأس، لأنهم لا يحصلون على الرعاية الكافية وبعض الأدوية كانوا يشترونها على نفقتهم الخاصة.
لكن جرحى قوات العمالقة الذين تقدم لهم دولة الإمارات، دعما غير محدود، "أظهروا روحا معنوية تجعلهم في طليعة كافة التشكيلات العسكرية التي تقاتل الحوثي، وأن ما يمتازون به هو نفاذ الصبر عندما يتعلق الأمر بقتال الحوثي"، بحسب أفادة ذلك الطبيب.
ويدرك مقاتلو العمالقة، مدى الخطر الذي تشكله مليشيات الحوثي على البلاد، ولذا يرون أن التعامل مع ذلك الخطر يكون بطردهم من كافة المدن اليمنية.
ويملك أفراد العمالقة إرادة صلبة في قتال مليشيات الحوثي، وهو السر الذي اكسبهم القدرة على كسب كافة المعارك التي خاضوها مع المليشيات المدعومة إيرانيا.
وتمكنت قوات العمالقة خلال عشرة أيام من تحرير المديريات الثلاث في شبوة بفضل ذلك الحماس، ووحدة الهدف التي يملكونها، ما دفع بعناصر مليشيات الحوثي للفرار.