جمال الغيطاني في ذكرى رحيله الثالثة.. الصحفي الهارب إلى الأدب
الأديب المصري جمال الغيطاني عاش ٣٠ عاما في منطقة الجمالية برفقة أسرته، وتلقى تعليمه فيها ودرس فن تصميم السجاد الشرقي وصباغة الألوان.
يصادف الخميس ١٨ أكتوبر، ذكرى وفاة الأديب المصري الكبير جمال الغيطاني الثالثة، والذي لم يكن يعلم أن قصة "نهاية السكير"، التي كتبها وهو في الـ١٤ من عمره سيذاع صيتها حينها، وتكون البداية لظهوره في مصر، ونُشرت له أول قصة في مجلة الأديب بعدها بـ٤ أعوام وتحديدا في ١٩٦٣، بعنوان "زيارة".
وفي الـ١٧ من عمره ترأس الغيطاني المولود في التاسع من مايو عام ١٩٤٥ في قرية جرجا بمحافظة سوهاج، مجلة "أخبار الأدب"، وكتب فيها كتابات ثقافية عظيمة في وقتها، غير أنه بعد ذلك أكد مرارا أنّه لو عاد به الزمن فلن يعمل في حقل الصحافة أو الكتابة الثقافية على الإطلاق وسيتفرغ بشكل كامل للكتابة الأدبية.
عاش الغيطاني نحو ٣٠ عاما في منطقة الجمالية برفقة أسرته، وتلقى تعليمه في مدرسة عبد الرحمن كتخدا الابتدائية، ومدرسة الجمالية الابتدائية، وفي المرحلة الإعدادية انضم إلى مدرسة محمد علي، ثم مدرسة العباسية الثانوية الفنية ليدرس فيها لـ٣ سنوات فن تصميم السجاد الشرقي وصباغة الألوان.
أتاح له عمله بعد ذلك التعرّف على العمال والحرفيين العاملين في الفنون التطبيقية الدقيقة، حيث عمل في المؤسسة العامة للتعاون الإنتاجي رساما للسجاد الشرقي، ثم مفتشا على مصانع السجاد الصغيرة في القرى، بجانب أنه عمل مديرا للجمعية التعاونية لخان الخليلي.
يقول الكاتب الراحل في روايته الشهيرة "الزيني بركات"، التي تم تحويلها لمسلسل تلفزيوني شهير، "أمنيتي المستحيلة أن أُمنَح فرصة أخرى للعيش، أو أولد من جديد في ظروف مغايرة، أن أجيء مزودا بتلك المعارف التي اكتسبتها من الوجود الأول الموشك على النفاذ، أولد وأنا أعلم أن تلك النار تلسع، وهذا الماء يغرق فيه من لا يتقن العوم، وتلك النظرة تعني الود، وتلك للتحذير، وتلك تنبئ عن ضغينة، كم من أوقات أنفقها لإدراك البديهيات، ومازلت أتهجى بعض مفردات الأبجدية".
عمل الغيطاني في فترة من عمره مراسلا حربيا بعد أن كان يتردد على جبهة القتال بين مصر وإسرائيل بعد احتلالها لسيناء، ليكتب عددا كبيرا من التحقيقات الصحفية التي تفرغ بعدها للعمل كمحرر عسكري لجريدة الأخبار اليومية.
خلال تلك الفترة عايش الغيطاني حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر على الجبهتين المصرية والسورية، ثم زار بعضا من المناطق الصحراوية في الشرق الأوسط مثل شمال العراق، ولبنان، والجبهة العراقية خلال الحرب مع إيران.
كونت تلك الفترة في حياة الغيطاني حياة كاملة عن الجندي المصري والصراعات العسكرية مع إسرائيل، ليكتب ويبرز كل ذلك في كتابات صحفية بديعة كان يتنظرها الجمهور المصري، بجانب استخدامه لكل تلك المشاهد في روايته التي تطرق فيها للحرب.