أدباء في وداع جبور الدويهي: "كنت الروائي وأمسيت الرواية"
رحل الروائي اللبناني الدكتور جبور الدويهي، الجمعة، طاويا كتابه للمرة الأخيرة، بعدما سطّر أبجدية لا يُمحى حبرها، تاركاً إرثاً أدبياً غنياً أثّر في الفكر والأدب والاجتماع.
روى جبور حياة اللبنانيين بكل التناقضات التي يعيشونها، بلغة غير متكلفة جسّد أيامهم، هو الذي سبق أن اعتبر أنّ شخصيات رواياته "صبغت بتحولات لبنان خلال القرن العشرين وأهمّها الحرب، الهجرة، وديناميات اجتماعيّة شهدها لبنان في تريُّف المدينة وتمدُّن الرّيف".
لطالما اعتبر الدويهي أن "الرواية تفكّك العالم من الأعلى الى الأسفل، ولا تأخذه على محمل الجد.. الرواية الحقيقية تترك العالم على خرابه".
وقد ترجمت رواياته إلى لغات عدة من العالم منها "مطر حزيران" (2006) التي تُرجمت إلى الفرنسية والإيطالية والألمانية والإنجليزية، وقد كرّم بجوائز مرموقة منها جائزة سعيد عقل 2015 عن روايته "حيّ الأمريكان"، وجائزة الأدب العربي عام 2013 عن روايته "شريد المنازل".
"سم في الهواء" هي آخر روايات الدويهي التي صدرت عن دار الساقي في حزيران الماضي، لم يكن يتوقع أن سمّ المرض سيخطفه عن عمر ناهز الـ72 عاماً، ويخطف معه قلوب قرائه ومحبيه والمتعطشين دائماً إلى كل كلمة من كلماته.
العديد من القرّاء والأدباء والنقاد والفنانين لا بل والسياسيين في لبنان والعالم العربي نعوا الدويهي عبر صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، بينهم الصحافي اللبناني غسان شربل الذي كتب: "غاب جبور الدويهي، تعب "روائي الحياة اللبنانية" من فصول بلاده فاختصر رواية عمره"، فيما قال الفنان اللبناني أحمد قعبور: "وداعا جبور الدويهي كنت الروائي أمسيت الرواية".
المخرج والشاعر اللبناني يحيى جابر كتب: "مات جبور الدويهي. الروائي الفلاح الذي حاول بسكته أن يُدخل المدينة كيساري إلى الريف القاسي بأقطاعه وثأره وفقره وغرباته، بلغة شمالية وبلاغة جامعي، شيد غابته الروائية من ثلج أهدن وبشري إلى ساحل زغرتا وطرابلس. حاول ونجح مع جيله أن يرشدنا إلى وجع ناس وأهل الشمال إلى العاصمة بيروت ومنها إلى العالم. هو الذي لم يغادر الميدان. غدره الموت. وداعا جبور الدويهي. حقا الموت بين الأهل نعاس".
من جانبه، اعتبر الروائي والناقد والكاتب المسرحي اللبناني إلياس خوري أن "الروائي الصديق جبور الدويهي يعانق أمطاره الداخلية ويمضي، تاركا لنا إرثا أدبيا ونضاليا كبيرا. وداعا أيها الكاتب الذي أضاءت كلماته الحبر. وداعا جبور الدويهي".
أما الروائية اللبنانية لنا عبد الرحمن فكتبت: "وداعا جبور الدويهي، كم كنت كاتبا مبدعا، ورجلا نبيا. لن أنسى حضورك الحساس، وكلماتك الداعمة المشجعة على الكتابة والحياة... السلام لروحك".
ورثى الإعلامي اللبناني نديم قطيش، الدويهي بالقول: "ودعت مطر حزيران ومضيت.. لم تحتمل السم في الهواء.. وداعاً جبور الحبيب.. العشاء الأخير كان في بيت سليم مزنر.. وكان بعضه رحيل".
"حبر زغرتا والرواية اللبنانية جفّ ونبض القلم همد برحيل الصديق والمفكر والكاتب جبور الدويهي الذي أرّخ لأمكنة ومراحل لبنانية بحبكة رواياته"، بحسب ما اعتبر رئيس حركة الاستقلال ميشال معوّض الذي أضاف: "خسرنا في زغرتا الزاوية كما لبنان والعالم العربي قامة أدبية كبيرة تركت أثرها العميق في المشهد الثقافي والفكري من خلال إبداعاتها التي تبقى شاهدة على عظمة الفكر. صديقي جبور، سأفتقد آراءك السديدة ونصائحك الصائبة والمحبة ومواكبتك الدائمة في كل المراحل. نعزي أنفسنا وأسرة الراحل الكبير ومحبيه في لبنان وكل مكان".
كما ودّع النائب اللبناني السابق فارس سعيد بالقول: "وداعاً جبور الدويهي وداعاً للشجاعة والنبل تجرّأ حيث لم يجرؤ أحد".
"حين يموت مبدع تنطفئ شمعة، وتتكوّم ظلمة أكثر من حولنا!" بحسب ما اعتبر الروائي الكويتي طالب الرفاعي، مضيفاً "جبّور الدويهي (1949-2021) وداعًا صامتًا. رحمة وسلام لروحك الطيبة".
من جانبه، عبّر الروائي اليمني علي المقري عن حزنه برحيل الدويهي قائلاً: "أليس لهذا الموت من آخر، جبور الدويهي، سنفتقدك كثيرا أيها العزيز".
aXA6IDMuMTM4LjEwNS40IA== جزيرة ام اند امز