الكويتية أمل الرندي لـ"العين الإخبارية": الكتابة للطفل مهمة صعبة
الكاتبة الكويتية أمل الرندي ترى أن كل قصة تكتبها هي لحظة ميلاد جديد لها، تكتشف معها شيئاً مختلفاً في نفسها.
قالت الكاتبة الكويتية أمل الرندي إنها لم تتوقع يوماً أن تكون أديبة، رغم حبها للأدب بشكل عام، مشيرة إلى أنها دخلت هذا المجال بمحض الصدفة.
وترى الرندي، وهي كاتبة وقاصة تهتم بمجال أدب الأطفال، وصدرت لها قصص للأطفال منها: "سفراء التسامح"، و"طائر الحرية"، و"البيت الكبير"، وغيرها، ونالت جوائز عديدة تقديراً لنشاطاتها الثقافية، وكرمها رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح، لإبداعها في مجال أدب الطفل 2014، أن كل قصة تكتبها هي لحظة ميلاد جديد لها، تكتشف معها شيئاً مختلفاً في نفسها.
وتحدث الرندي الحاصلة على جائزة الدولة التشجيعية في أدب الطفل من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت مرتين، والمركز الثاني في جائزة الشيخ راشد بن حميد للثقافة والعلوم في عجمان عام 2015، في مجال قصص الأطفال عن "نجم المستطيل الأخضر"، لـ"العين الإخبارية" عن بداياتها في الكتابة للأطفال وماذا أضاف عالم أدب الطفل إليها، في سياق الحوار التالي..
- متى كتبتِ أول قصة للأطفال.. وهل لطفولتك أثر كبير في توجهكِ وحبكِ لكتابة أدب الطفل؟
أول قصة كتبتها للأطفال وأنا في المرحلة الجامعية، وكانت بمحض الصدفة، فلم أتوقع يوماً أن أكون كاتبة أدب طفل، رغم أنني أحب الأدب بشكل عام وأستمتع به كثيراً.
كان عنوان القصة "الفيل صديقي"، ونشرت في مجلة "نصف الدنيا" بالقاهرة، واختيرت كأفضل نص من قِبل أستاذي في الجامعة الدكتور يعقوب الشاروني، عميد أدب الطفل في الوطن العربي.
وفي طفولتي كنت أحب الاشتراك في أنشطة المدرسة، كالتمثيل والعزف على الأوكورديون والإكسيلفون، فضلاً عن العمل الكشفي، تستطيع أن تقول إنني كنت مدمنة أنشطة، حتى نشاط المطبخ في المدرسة كنت أحبه، وأنفذ ما أتعلمه في المنزل، وقد صنعت أول كعكعة وعمري 12 سنة.
- صدرت لك قصص كثيرة للأطفال.. بعد التجارب الأولى كيف ترين مرحلة النضج في الكتابة؟
أرى تجربتي مثل رحلة جميلة، فبعد التعب يأتي الحصاد، وعندما أتطلع إلى ما بذلت من جهد وعطاء وإبداع لأصنع نفسي، وأثبت حضوري في الساحة الأدبية، أشعر بالسعادة، وكما قالت الكاتبة أوكتافيا بوتلر: كل قصة أبدعتها، أبدعتني، فأنا أكتب لأكون نفسي.
- من أين تستسقين أفكارك وتختارين المواضيع التي تقدمينها للأطفال؟
هناك مصادر متعددة لفكرة كل قصة، قد يكون موقف ما يستفزني ويحرضني لكتابة قصة، إيماناً مني بالمساهمة في حل مشكلة.
ففي قصة "نجم المستطيل الأخضر"، كنت قد سمعت بحوادث كثيرة حصلت في المدارس عنوانها العام اعتداء طالب على آخر، فحاولت مناقشة هذا العدوان، وفكرت في كيفية زرع قيمة التسامح والمنافسة الشريفة في نفوس الأطفال.
وهناك أيضاً قصص تكون مرتبطة بالمناسبات الوطنية، مثل قصة "عيّدي يا كويت"، وقصة "يا وطن لك من يحبك"، فكل قصة عندي لها هدف محدد أريد أن أحققه من خلال توليف أحداث القصة، وتقديم رأيي في الحل بأسلوب حواري غير مباشر، بعيداً عن الوعظ والنصح.
- هل تعتبرين الكتابة للطفل فناً قائماً بذاته، أم أنه اجتهاد خاص من أي كاتب يبحر فيه متى يشاء؟
طبعاً الكتابة للطفل فن قائم بذاته، وهي مهمة ليست سهلة، وعمل له أدواته الخاصة التي تميزه عن غيره من فنون الأدب، صحيح أنه ليس لدينا اختصاص أكاديمي اسمه أدب الطفل، لكن الكاتب يخوض تجارب أدبية كثيرة حتى ينجح في هذا الاختصاص، أو في هذا الفن المستقل بذاته.
وقديماً لم يكن هناك أدب خاص بالطفل قبل القرن الـ17، ومع ذلك ظهرت مجموعة من أهم القصص العالمية، ولا تزال حاضرة رغم مرور زمن طويل على ظهورها، مثل "سندريلا"، و"الأميرة النائمة" و"أمي الإوزة".
لكن أول من كتب قصة أطفال متخصصة كان الشاعر الفرنسي تشالز بيرو، الذي كتب مجموعته الأولى باسم مستعار، خوفاً من مواجهة الناس، ثم بعد ذلك كتب مجموعته الثانية باسمه الحقيقي بعنوان "أقاصيص وحكايات الزمن الماضي"، وبعده جاء الشاعر لافونتين، وفي ألمانيا الأخوان "جريم"، وغيرهم الكثير ممن وضعوا لبنات أدب الطفل الأولى.
أما ظهور أدب الطفل بشكل واضح، فلم يكن إلا في القرن الـ18، عندما ظهر عالم النفس جان جاك رسو، وكتابه الشهير "إميل"، الذي كان له أثر كبير في تطوير علم التربية والكتابة للطفل، التي تقوم على خصائص نمو كل مرحلة عمرية واحتياجاتها، وهذا ما يميز أدب الطفل، أن القصة التي تقدم لمرحلة الطفولة المبكرة لا تصلح لمرحلة الطفولة المتأخرة، لذا على الكاتب إدراك احتياجات كل مرحلة عمرية يمر بها الطفل، ويعبر عنها من خلال القصة.
وأصبح لأدب الطفل أسسه التي انتشرت في العالم كله والوطن العربي في القرن الـ19.
- ماذا أضاف عالم أدب الطفل إلى أمل الرندي.. وأيهما أسهل الكتابة للأطفال أم للكبار؟
أدب الطفل أضاف لي الكثير رغم أن الكتابة للأطفال مهمة صعبة وحملتني مسؤوليات كبيرة، ولكن هكذا الحياة، لكل متعة ثمن، أجد متعة كبيرة عندما أكتب قصة جديدة، وأشعر بنجاحها، لكن وراء هذه اللحظة مجهود كبير في الكتابة ومتابعة الرسوم والإخراج، حتى تظهر القصة بالشكل الذي أرضى عنه.
وليست هناك كتابة سهلة وكتابة صعبة، لكل أدب مفرداته ومتطلباته ومعاييره، وفي كل الحالات لا يمكن أن تحصل الكتابة الحقيقية إلا عندما يكون هناك حافز قوي يدفعني إلى الإبداع، والكتابة بشكل عام هي وظيفة إنسانية لا يتحمل أعباءها إلا المجاهدون.
- لكِ مبادرة مهمة بعنوان "أصدقاء المكتبة".. ماذا عنها؟
سعيدة جداً أنني قمت بهذه المبادرة، فهي تعد الأولى من نوعها التي يشارك فيها عدد كبير من كتاب أدب الطفل المتخصصين، لقد قدمنا في المبادرة بكل ما يمكن أن يجذب الطفل لحضور الورش، وكانت ردة فعل أولياء الأمور إيجابية وفعالة، وهم اجتهدوا في إحضار أطفالهم كل سبت للمشاركة، وهذا دليل على وعي وثقافة وقناعة ثابتة لديهم، وإدراكهم أهمية القراءة لطفلهم.
لمجرد تقديم نشاط مناسب نجد تجاوباً فعالاً وإيجابياً من ولي الأمر، والحمد لله حققنا نجاحاً حقيقياً وكبيراً من خلال تضافر جهود الجميع، والآن تعد مبادرتنا من المشاريع المهمة في الكويت للتحفيز على القراءة، والتي تواكب أنشطة القراءة والمشاريع الكثيرة التي تقوم بها دول أخرى، لا سيما "مشروع تحدي القراءة" الذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
ومن ناحيتي حرصت في المبادرة على أن يكون فيها جانب لاكتشاف الأطفال الموهوبين، وذلك من خلال مشاركة جميع الأطفال بكتابة أفكار مقاربة للقصص التي اطلعوا عليها، أو وضع نهايات مختلفة، أو تلخيصها، المهم أن يشارك جميع أطفال المبادرة ويتفاعلون.
- فزتِ بالعديد من الجوائز الأدبية.. ماذا تمثل لكِ؟
الجوائز تقدير للإبداع، وتحفيز على إبداع أكثر وأهم، والحمد لله المجموعتان اللتان فزت بهما في جائزة الدولة التشجيعية، كانتا تحتويان على قصص متنوعة لمرحلة الطفولة المبكرة والمتوسطة، المجموعة الأولى بعنوان "مجموعة الأمل للأطفال" التي فزت بها عام 2011، والمجموعة الثانية عام 2015 بعنوان "حدائق العسل"، أما جائزة الشيخ راشد بن حميد للثقافة والعلوم عام 2015، فكانت عن قصة (نجم المستطيل الأخضر)، وكانت تهدف للتقليل من العنف بين الأطفال في المرحلة المتوسطة التي تكون منتشرة.
aXA6IDE4LjE5MS45Ljkg جزيرة ام اند امز