"الرئيس الخطاط".. حبر "سعيد" على ورق الأزمة التونسية
لطالما كانت كلمات الرئيس التونسي قيس سعيد المسموعة منها والمكتوبة محط انتباه على مواقع التواصل الاجتماعي منذ بداية توليه منصبه في 23 أكتوبر 2019.
فمنذ وصوله إلى رئاسة تونس لازمت سعيد طقوس فريدة لفتت الانتباه إلى أسلوبه في الحكم، لاسيما رسائله المخطوطة بيده وأسلوبه الخطابي الذي يستخدم اللغة العربية الفصحى مهما اختلف المكان والزمان.
فإضافة إلى حديثه المطول والمنمق بالفصحى مع ضيوفه، واسترساله في استطراد شواهد التاريخ يصرّ سعيد على اختيار كتابة رسائل بالقلم الحبري القديم وبخط عربي منتظم.
طريقة كتابة الرسائل بالحبر التقليدي انفرد بها سعيد، وهي سابقة لدى الرؤساء التونسيين من الحبيب بورقيبة ( 1987_1956) وصولًا الى آخر رئيس لها الراحل الباجي قائد السبسي ( 2019_2015.
وفي أحدث خطوة أقبل عليها الرئيس التونسي ولقيت تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، تلك الطريقة التي رد فيها سعيد على التعديلات الخاصة بالمحكمة الدستورية العليا.
رسائل مبطنة للإخوان
أحدث تلك الرسائل تضمنت تعبير سعيد عن رفضه لما أقره البرلمان التونسي من تعديلات على المحكمة العليا ( إقرار انتخاب أعضائها بـ131صوتا بدل 145صوتا)، باعتباره مخالفا للدستور الذي تمت صياغته سنة 2014.
وحملت رسالة الرئيس التونسي المكتوبة - بجانب رفضه التعديلات- رسائل مبطنة تستهدف رئيس البرلمان وزعيم إخوان تونس راشد الغنوشي.
وكتب سعيد في ختام رسالته الموجهة للغنوشي: "إن الله وحده هوالعالم بالخائن .. إن لدينا من المعلومات الكثير ليس هذا الوقت مجال تعدادها وذكرها وأنا على يقين أنكم على علم بها".
وتابع: "لن يتم قبول التعديلات إلا إذا تم احترام الدستور التونسي".
مواقف التونسيين من رسائل سعيد الحاضرة في الأزمة بين الرئاسات الثلاث تتباين؛ بين من يرى أن هذه الطريقة في الكتابة لا تستجيب والتطور التكنولوجي، واصفين الرجل بأنه يعيش في الماضي، وبين من يعتبرها أسلوبا خاصا في الكتابة والتعبير يعكس شخصية الرئيس التونسي ورصيده الأكاديمي.
وقيس سعيد هو من مواليد سنة 1958، عمل أستاذا للقانون الدستوري في الجامعات التونسية من سنة 1990إلى غاية 2018، قبل أن يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية بشكل مفاجئ سنة 2019 ويفوز في الشوط الثاني أمام منافسه نبيل القروي رئيس حزب قلب تونس.
aXA6IDMuMTQ4LjExNy4yMzcg
جزيرة ام اند امز