"ووهان الصينية".. صدت الغزاة فهل تهزم كورونا؟
"ووهان" الأكثر تطورا في مجال التعليم العالي وثالث مركز تعليمي بعد العاصمة بكين وشانغهاي ما يجعلها مزدحمة بأكبر عدد من الطلبة
استطاعت مدينة "ووهان" الصينية أن تواجه غزاتها عبر التاريخ بأبراج المراقبة والحصون والأسوار المنيعة، لكنها تقف اليوم باحثة عن سبل التصدي لفيروس قاتل حولها إلى مدينة معزولة عن العالم هو "كورونا الجديد".
وحتى وقت قريب، كانت "ووهان" تنبض بالحياة، فهي المدينة الأكثر تطورا في مجال التعليم العالي، وثالث مركز تعليمي بعد العاصمة بكين وشانغهاي، ما يجعلها مزدحمة بأكبر عدد من الطلبة حول العالم.
لكن ظهور فيروس "كورونا الجديد" القاتل فيها، حولها من مدينة مفعمة بالحياة والإقبال على العلم، إلى ركن يحظر الدخول إليه أو الخروج منه، حتى إن وسائل الإعلام المحلية والدولية اصطلحت على تسميتها "مدينة الأشباح" أو "مدينة الوباء".
ومع أن "ووهان" غدت تحت دائرة الضوء العالمي منذ اكتشاف السلالة الجديدة من الفيروس (وفاة 106 أشخاص منذ اكتشافه)، فإن معظم الاهتمام ظل مسلطا على المدينة من هذه الزاوية، في وقت يمكن أن يمنح سبر أغوارها فرصة التوصل إلى بعض أسباب ظهور الوباء الغامض بهذه المدينة دون سواها.
"ووهان" هي عاصمة مقاطعة هوبي الواقعة وسط المناطق الصينية النائية عند تقاطع نهري اليانغستي وهانجيانغ، وهي مركز صناعي واقتصادي رئيسي وأكبر مدن الصين الوسطى من حيث عدد السكان، حيث يبلغ عدد سكانها مليون ونصف المليون نسمة.
في عشرينات القرن الماضي، كانت ووهان عاصمة لحكومة كوومينتانغ اليسارية بقيادة وانغ جينغواي المعادي لشيانج كاي شيك، وهي عبارة عن منطقة مدنية ممتدة لثلاث مدن دمجت في عام 1950 وهي: هانكو في الضفة الشمالية لليانغتزيه، وهانيانغ بجانب الهان، وووتشانغ في الضفة الجنوبية لليانغتزيه.
جدار صد
تضم المدينة أبرز الجامعات الصينية، ففيها توجد جامعة ووهان وجامعة ووهان للتكنولوجيا، وهذا ما يجعلها وجهة عدد كبير من الطلاب.
كما تعد أيضا مدينة عريقة بأكثر من 340 موقعا تاريخيا وأثريا تمنحها إطلالة مميزة بأبراج المراقبة والحصون والأسوار التي شيدت عبر العصور لحمايتها من الاقتحامات والحروب.
يعود عمرها لأكثر من 3 آلاف و500 عام، وهي بذلك أقدم من بكين، وشهدت طوال تاريخها كثيرا من المعارك الحربية الضارية التي استطاعت أن تخرج منها منتصرة.
لكن اليوم، يبدو أنها تواجه أصعب حروبها مع فيروس كورونا الجديد، على أمل أن تخرج منه منتصرة كما تعودت دائما، وأن تستعيد ألقها المعتاد، وهي المدينة الواقعة عند ملتقى نهرين، وملتقى المدن، والمدينة العريقة التي يخشى أن يسلبها الوباء جواهرها.
aXA6IDMuMTM1LjE5MC4yNDQg جزيرة ام اند امز