جراحة العظام في ألمانيا.. تطور ألهمته إصابات الحروب
90 % من الإصابات التي تعرض لها العسكريون والمدنيون خلال الحرب العالمية في ألمانيا الثانية استدعت تدخلا جراحيا، معظمها لإصلاح ضرر بالعظام.
بتطور التقنيات المستخدمة وقوة صناعاتها كانت ألمانيا دائما وجهة الباحث عن الإتقان في العمل، متميزة بمختلف المجالات العلمية، متفردة بتقدمها في مجال الطب، خصوصا جراحة العظام.
وتقف الحرب العالمية الثانية بما حملته من مآسٍ وراء تطور جراحة العظام في ألمانيا، مجسدةً لمقولة أبقراط ”من أراد أن يصبح جراحا، فليتبع الجيش“ وهو بالضبط ما حدث مع القطاع الطبي الألماني خلال الحرب.
واستدعت 90% من الإصابات التي تعرض لها العسكريون والمدنيون تدخلا جراحيا، معظمها كانت لإصلاح ضرر في العظام، بحسب ما نقله موقع UPI عن د. ناثانيل جولد، الذي قضى قرابة 4 سنوات في مناطق النزاع.
كما ظهرت خلال الحرب العالمية الثانية إصابات جديدة وكسور في عظام لم يعتد الأطباء التعامل معها من قبل، ما أجبر الأطباء على تطوير تقنيات جديدة في وقت قياسي وظروف قاسية.
خبرة الحروب
يعزو البعض تطور جراحة العظام في ألمانيا بجزء منه للتجارب النازية على أسرى قوات التحالف الذين خضعوا في معسكر اعتقال رافنسبروك لتجارب زراعة العظام ونقلها ودراسة الأعصاب.
ومن الأمور التي أدخلها الألمان لجراحة العظام مستفيدين من خبرتهم خلال الحرب العالمية الثانية كانت تقنية تثبيت عظام الفخذ بواسطة مسامير، فعند معالجتهم لطياري التحالف، شك الأسرى بأنهم فئران لتجارب خبيثة يقوم بها الجيش الألماني، ليتضح فيما بعد أن الأمر ليس كذلك، وتنتقل التقنية إلى الأطباء الأمريكيين عندما عاد أسرى الحرب لبلادهم عام 1945.
كما طوروا تقنية عرفت سابقا من قبل جراح في جيش نابليون عن طريق ترك جروح الكسور مفتوحة, أحد أساليب الشفاء بالمقصد الثاني الطبي، بعد استئصال النسيج الميت لتجنب إصابتها بالالتهاب، إضافة لتعلمهم مبدأ استخدام التخدير بالتبريد لتجنب امتصاص السموم من الأطراف المصابة وانتشارها في الجسم.
وبعد الحرب كانت البلدان المختلفة في حالة من السعي المحموم لمداواة الجنود والمدنيين، لتتكاثف الجهود لتدريب الأطباء وإنشاء مراكز لتأهيلهم للتعامل مع إصابات كانت نادرة في السابق، كإصابات الكف والكسور المتعددة للعظم الواحد والحاجة لتثبيت المفاصل أو استبدالها.
اليوم
تشير الإحصاءات اليوم إلى أن أكثر من نصف سكان ألمانيا يعيشون في مناطق يتوفر بها مراكز لجراحة العظام و39% منهم في مناطق بإمكانية وصول متوسطة لجراحي العظام، بحسب دراسة نشرتها دورية Plos العلمية.
وما يميز جراحة العظام في ألمانيا عن سواها من الدول المتقدمة قدرتها على تقديم الخدمات الأكثر تطورا بتكاليف منخفضة نسبيا.
وتتوزع المشافي المتخصصة بجراحة العظام في مختلف المدن الألمانية من أشهرها كارل غوستاف كاروس الجامعي في دريسدن ومستشفى شاريته الجامعي في برلين ومستشفى هايدلبرج الجامعي ومركز جراحة العظام في ميونخ.
aXA6IDMuMTQ3LjgyLjI1MiA=
جزيرة ام اند امز