رجل الصين القوي.. "شي جين بينج" في أعين محللي الغرب
نجح الرئيس الصيني شي جين بينج في تعزيز مكانة بلاده إلى حد أن وصفه محللون بأنه "أقوى زعيم صيني منذ ماو تسي تونج".
ووصف تقرير أخير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على أنه أقوى زعيم صيني منذ ماو تسي تونج، مؤسس جمهورية الصين الشعبية وزعيمها إبان الحرب الباردة.
ولد الرئيس الصيني فى ١٥ حزيران/يونيو عام ١٩٥٣ لأب كان محاربا شيوعيا مخضرما هو "شي هونج شون"، قبل أن ينتقل إلى مقاطعة ياسكاوا الريفية عندما كان مراهقًا وذلك إبان الثورة الثقافية، وعاش في وايدونج في قرية ليانجياه Liangjiahe، حيث انضم إلى الحزب الشيوعي الصيني وعمل كسكرتير للحزب.
تدرج شي جين بينج في المناصب
- وبعد دراسة الهندسة الكيميائية في جامعة تسينج-هوا، ارتقى شي في المناصب السياسية في المقاطعات الساحلية بالصين.
- وكان شي هو حاكم فوجيان من 1999 إلى 2002، قبل أن يصبح حاكمًا وأمينًا للحزب في جيجيانج المجاورة من 2002 إلى 2007.
- بعد إقالة سكرتير الحزب في شنغهاي، تشين ليانج يو، نقل شي ليحل محله لفترة وجيزة في عام 2007.
- انضم بعد ذلك إلى اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني وشغل منصب السكرتير الأول للأمانة المركزية في تشرين الأول/أكتوبر 2007.
- في عام 2008 عين خلفًا مفترضا لهو جينتاو كزعيم رئيسي؛ وتحقيقًا لهذه الغاية، عين شي نائبًا لرئيس جمهورية الصين الشعبية ونائبًا لرئيس اللجنة العسكرية المركزية.
رئاسة شي جين بينج
فى ١٤ أذار/مارس ٢٠١٣، عقد المجلس الوطني الـ12 لنواب المجلس الوطني دورته الأولى بقاعة الشعب الكبرى في العاصمة بكين بحضور 3000 مندوب، وقرر انتخاب شي جي بينج رئيساً لجمهورية الصين الشعبية خلفاً لهو جينتاو، بموافقة 2996 صوتاً ومعارضة صوت واحد، فيما امتنع 3 مندوبين عن التصويت.
حصل شي رسميًا على لقب قطب القيادة من الحزب الشيوعي الصيني (CCP) في عام 2016. وفي عام 2018، ألغى حدود فترة الرئاسة.
وعندما وصل إلى السلطة، تحرك بسرعة فى ملف مكافحة الفساد والمحسوبية، وهو ما اعتبره شي "يعطل دفاعات الصين ضد التهديدات الداخلية والخارجية."
وقال تقرير لـ"نيويورك تايمز" إن شي، الذى سيسعى مع نهاية هذا العام للحصول على ترشيح بفترة رئاسية ثالثة، عمل خلال الفترة السابقة على إعادة تعريف مفهوم الأمن القومي للصين، واستتبع ذلك تعزيز قبضة الحزب الشيوعى بالبلاد بوصفه ضمانة لمواجهة أى تهديد يأتى من الخارج.
وفى هذا الإطار، عزز جهاز الأمن المنتشر بالفعل وجعله مركزيا مما جعله أقوى زعيم منذ ماو تسي تونج ودنج شياو بينج.
وبنى شي حسب الصحيفة ما يسميه نظامًا "شاملًا" لمواجهة عالم يراه مصممًا على إحباط الصين - سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وعسكريًا وتقنيًا.
وتوقع التقرير أن تؤدي زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لتايوان إلى إعادة تأكيد رؤيته للعالم بأن الولايات المتحدة وحلفاءها مستعدون لاستغلال أي ضعف محتمل - وأن الصين يجب أن تظهر دائمًا يقظة شديدة.
وبالنسبة للرئيس شي، فإن الأمن القومي هو "حرب شعبية" ، حيث لا يقتصر الأمر على تجنيد ضباط الجيش فحسب، بل يشمل أيضًا معلمي المدارس الابتدائية وعمال الأحياء.
وفي يوم مخصص لتعليم الأمن القومي، يتلقى الأطفال دروسًا حول المخاطر التي تشمل التسمم الغذائي والحرائق والجواسيس والإرهابيين.
وقال التقرير إنه بينما يستعد شي للسعى للحصول على فترة رئاسية ثالثة، يتوقع أن الأمن القومي أكثر تركيزًا. والتوترات حول فيروس كوفيد والقيود الوبائية، وانقسامات القوى العظمى التي عمقت بسبب الحرب في أوكرانيا، فضلاً عن ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، هي جزء من هجوم مستمر من التحديات.
شجاعة الإجراءات
قال محللون من "معهد سياسة مجتمع آسيا": "ما هو مهم ومقلق للغاية هو أن شي لم يعد يميز بين الأمن الداخلي والأمن الخارجي.. هو مصمم على اتخاذ إجراءات أكثر قوة، إجراءات وقائية، واستخدام الأدوات المختلفة الموجودة تحت تصرفه لمواجهة تلك التهديدات".
ومنذ ترقيته كقائد للحزب الشيوعي في عام 2012، مارس شي سلطات أمنية بطرق واسعة. وهو يعتقد أنه ما لم يتم ضمان الأمن السياسي، ستنهار البلاد حتمًا، وتتبعثر مثل صندوق من الرمال، "وسيكون الإحياء العظيم للأمة الصينية غير وارد"، وفقا لمحللين.
أما أول استراتيجية كاملة للأمن القومي للصين، فهي وثيقة داخلية تحدد أهدافًا واسعة حتى عام 2025، وتم الموافقة عليها العام الماضي.
وتدعو الوثيقة إلى ضمان قدرة الصين على توفير المزيد من غذائها وتقنياتها الأساسية وتطوير طرق لنزع فتيل الاضطرابات الاجتماعية قبل اندلاعها.
وتقدم الوثيقة المكونة من 150 صفحة "النظرة الشاملة للأمن القومي" للرئيس شي حول تلك الاستراتيجية.
aXA6IDE4LjIxOC45OS44MCA=
جزيرة ام اند امز