"الله يكثر خيركم".. بن شبات يحن لأصوله ويتكلم بلهجة مغربية
الحنين للجذور شعور لا يمكن للإنسان أن يخفيه مهما بعُدت المسافات وطال الزمن.
شعورٌ أخرجه اتفاق السلام الذي وقعته الرباط وتل أبيب حين عبّر رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شبات عن حنينه لأصوله المغربية.
حنينٌ للجذور لم يقف عند حدود بروتوكولات الحدث، بل نطق بالدارجة المغربية.
مائير، الذي ترأس الوفد الإسرائيلي، القادم من تل أبيب إلى الرباط في رحلة جوية مباشرة، هي الأولى من نوعها في تاريخ البلدين، لم يستطع مُغالبة حنينه إلى وطنه الأم، وشوقه إلى عادات وتقاليد، قال إنه "لا يزال يُحافظ عليها على غرار باقي اليهود المغاربة في إسرائيل".
ومع أول جملة تفوه بها مائير بن شبات، رُسمت ابتسامات عريضة على وجوه الصحفيين المغاربة، الذين تأثروا بصدق المُتحدث ومدى تشبثه بمغربيته.
وبدأ مائير حديثه بالسلام على إخوته المغاربة، مُردفا بعبارة "الله يكثر خيركم"، والتي تقال في الدارجة المغربية لصاحب المنزل الذي يتفانى في إكرام ضيفه.
وأتبع عباراته بحمد الله على "هذا اليوم المبارك، وهذه الساعة المباركة"، معبراً عن فرحه الشديد بهذه الزيارة، وهي الفرحة التي قال عنها "لا أستطيع إخفاءها، فكل شيء ظاهر بشكل واضح على وجهي، إذ يخرج الكلام من فمي، وقلبي فرح جداً"، قبل أن يتمنى الفرحة لليهود والمغاربة أجمعين.
وفي أعقاب ذلك، عبر المتحدث عن فخره بتواجده في المغرب كرئيس للوفد الرسمي لإقامة العلاقات مع المغرب، مُعتبراً أن الرحلة التي أقلته من تل أبيب نحو الرباط، تاريخية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، خاصة أنها جاءت لـ" تحويل حلم لواقع"
من الأجداد للأحفاد
وساق مائير في سياق حديثه مثالاً عبرانيا معناه "اسأل والدك يقول لك، واسأل جدك سيحكي لك"، لافتاً في هذا الصدد إلى أن السعادة الكبيرة التي تغمره لتواجده في المغرب، لها أسباب شخصية أكثر مما هي سياسية.
وتابع، أن والده الراحل، ووالدته التي ما زالت على قيد الحياة، بالإضافة إلى إخوته الأكبر منهم، ترعرعوا ودرسوا بالمغرب قبل هجرتهم إلى إسرائيل، موضحاً أن الأمر يتعلق بآلاف اليهود في إسرائيل ممن تربوا على التقاليد والآداب والأخلاق المغربية.
واحتفى المتحدث بحياته السابقة في المغرب، موضحاً أنها كانت تتسم بالترف والصحة، ليُردف "كانوا يحكون لنا عن المغرب وكانوا يقولون دائما إن المغرب يستقبلهم ويحتفي بهم كثيرا ويُعاملهم بسخاء".
وقال "كنا نجتمع يوميا، في الصباح والمساء ونستمع إلى الأخبار في الراديو ونصغي للإخبار باللهجة المغربية، وأسرته وأبناؤه لازالوا يعيشون كُل التقاليد والعادات المغربية"، قبل أن يختم قائلا "العيش بأمان ليس له ثمن، نتطلع لاستقبالكم قريبا في إسرائيل".
وبن شبات، المولود لأسرة متدينة من مدينة ديمونا (جنوب) العام 1966، هو "أمين سر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو" في أعين الإعلام الإسرائيلي.
وهو الابن الثاني لعائلة مكونة من 14 شخصا، وهو مرافق دائم لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في اللقاءات الحساسة وغالبا ما يتم تكليفه بمهمات تتسم بالسرية البالغة.
قيادة شجاعة
وفي أعقاب ذلك، نقل المتحدث شكر بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، للعاهل المغربي الملك محمد السادس، على قيادته الشجاعة ورؤيته بعيدة المدى.
وأوضح أن العلاقات الطيبة بين القصر والشعب المغربي عامة، واليهودي خاصة، معروفة في كل أنحاء العالم، على أنها تشكل جسراً بين البلدين وركنا لبناء السلام بين الشعبين المغربي والإسرائيلي.
وتجدر الإشارة إلى أن العاهل المغربي، الملك محمد السادس، خص مائير بن شبات، بالإضافة إلى جاليد كوشنير، وباقي أفراد الوفد الأمريكي الإسرائيلي باستقبال خاص بالقصر الملكي بالرباط.
ويُعتبر هذا الاستقبال، أول نشاط ملكي من نوعه منذ بداية انتشار جائحة كورنا في مارس/ آذار الماضي، والتي فرضت ظروفاً وبروتوكولات خاصة وجديدة على الأنشطة الملكية بالمغرب.