مقتل يحيى السنوار.. ما خيارات إيران وأذرعها في المنطقة؟
حلقة جديدة في مسلسل النزيف المستمر لقادة ما يعرف بـ«محور المقاومة» الإيراني، كتبت بإعلان مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، مما ترك إيران وأذرعها في المنطقة أمام خيارات ضئيلة.
وبعد ثلاثمائة وستة وسبعين يومًا، قُتل زعيم حماس يحيى السنوار، العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أشعل فتيل حرب استمرت عامًا في الشرق الأوسط.
وأشادت إيران يوم الجمعة بالسنوار باعتباره «شهيدًا قاتل حتى النهاية». وقارنت رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي من بعثة طهران لدى الأمم المتحدة بين وفاته والرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي «توسل إليهم ألا يقتلوه» عندما أسره جنود أمريكيون في عام 2003، قائلة إن «روح المقاومة ستتعزز بوفاة السنوار في ساحة المعركة».
وترك مقتل يحيى السنوار وكلاء ما يعرف بـ«محور المقاومة» التابعين لإيران في المنطقة تحت ضغط شديد، مما أثار تساؤلات: ما خيارات إيران وأذرعها؟
فما خيارات إيران وأذرعها؟
حماس
بحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، فإن «حماس» ربما تكون «الأصعب» في القراءة؛ ففي حين يُفترض أن السنوار قد ترك خطة لمقتله، كما قال مسؤولون استخباراتيون، فقد تمر أسابيع أو أشهر قبل أن يتضح مركز القوة في الجماعة الفلسطينية.
لكن المؤشرات المبكرة المليئة بالتفاخر من جانب حماس لم تكن مشجعة، فقد أعلن خليل الحية، أحد أقرب نواب السنوار، والذي يعتبر خليفة محتملا له، بعد وفاة رئيسه أن «الرهائن لن يعودوا إليكم دون إنهاء كامل للحرب على شعبنا»، فضلا عن «تحرير أسرانا الأبطال من سجون الاحتلال». وقد يستغرق الأمر شهورا، بعد تنصيب الرئيس المقبل، قبل أن يتضح ما إذا كان قادة حماس الآخرون يبحثون عن مخرج.
إلا أن أحمد الخطيب زميل مقيم أول في مبادرة سكوكروفت للأمن في الشرق الأوسط التابعة للمجلس الأطلسي، قال إن مقتل السنوار يوفر «مخرجاً» محتملاً للحرب في غزة.
وتوقع في الوقت نفسه دخول «حماس» في مرحلة من الفوضى، مما يمنح إسرائيل وحلفاءها «فرصة لاستغلال حالة عدم اليقين والانقسامات» من أجل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين.
بدوره قال، جوناثان بانيكوف، مدير مبادرة سكوكروفت للأمن في الشرق الأوسط ونائب ضابط الاستخبارات الوطنية الأمريكي السابق للشرق الأدنى، إن زعيم حماس الجديد، خاصة إذا كان من خارج غزة، «قد يكون أكثر ميلاً إلى إتمام الصفقة من السنوار»، ما يعني أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيحظى بأفضل فرصة له منذ أشهر «للدفع مرة أخرى نحو وقف إطلاق النار»، وسيواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطاً سياسية أكبر لإبرام صفقة أسرى «أكثر من أي وقت مضى منذ بدء الحرب».
حزب الله
وتقول صحيفة «نيويورك تايمز»، إن حزب الله يعيش حالة من الفوضى المشابهة، لكن مثل حماس، لم يستسلم مقاتلوها منذ مقتل حسن نصر الله. ورغم أن الإدارة كانت تأمل أن يؤدي مقتل نصر الله إلى إيجاد فرصة أخرى، إلا أن هذا لم يحدث حتى الآن.
وعلى مدى العام الماضي، ربط حزب الله هجماته الصاروخية على إسرائيل بالحرب في غزة. لكن «عمليات إسرائيل في لبنان بدأت بالفعل، ومن غير المرجح أن تتوقف، بغض النظر عن النتيجة في غزة»، ما لم يتم التوصل إلى صفقة كبرى تتضمن أيضاً إبعاد حزب الله لمقاتليه عن الحدود الإسرائيلية، مما يسمح لنحو 70 ألف إسرائيلي بالعودة إلى ديارهم، يقول جوناثان.
الحوثيون
تقول إميلي ميليكين المديرة المساعدة في مبادرة N7 في برامج الشرق الأوسط، إن الحوثيين المتمركزين في اليمن قد يبرزون بعد أن أمضوا العام الماضي في تعطيل الشحن العالمي بإطلاق النار على السفن في البحر الأحمر.
وتضيف: «من المرجح أن تعطي طهران الأولوية لتزويد الجماعة بأسلحة متطورة ومكونات أسلحة لتمكينها من تنفيذ عمليات وضربات بحرية أكثر دقة وتدميراً على الأراضي الإسرائيلية»، مشيرة إلى أنه ربما تعمل طهران مع موسكو لتزويد الحوثيين بصواريخ مضادة للسفن.
لكن تزايد الأهمية يأتي مع زيادة المخاطر المتمثلة في أن زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، قد يلقى نفس مصير نصر الله والسنوار (من بين العديد من الآخرين الذين انتهى بهم الأمر في مرمى نيران إسرائيل).
وتقول إميلي إنه إذا استهدف الجيش الإسرائيلي كبار قادة الحوثيين، فإن ذلك «قد يؤدي إلى تدهور قدرة الجماعة على العمل، وتحفيز أزمة قيادية، وتوسيع الفراغ القيادي داخل شبكة حلفاء إيران ووكلائها».
لكن ماذا عن خيارات إيران؟
تساءلت صحيفة «نيويورك تايمز» قائلة، إن السؤال الأصعب يتعلق بإيران، مشيرة إلى أن مقتل نصر الله والسنوار، اللذين سلحتهما ودعمتهما، «يحرمها من أقوى قدراتها على إحداث الفوضى في إسرائيل».
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن راز تسيمت، الخبير في الشؤون الإيرانية في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، بعد مقتل السنوار، قوله إن القادة الإيرانيين قد يتجهون إلى أحد ثلاثة اتجاهات.
3 خيارات إيرانية:
وبحسب الخبير في الشؤون الإيرانية، فإن طهران:
- قد تتجاهل سلسلة الانتصارات العسكرية التي حققتها إسرائيل مؤخرا وتركز على إعادة بناء قواتها بالوكالة.
- قد تسعى إلى تحقيق تقارب أوسع مع الغرب، على غرار التقارب الذي تصوره العديد من المسؤولين الأمريكيين من الممكن أن ينشأ عن الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى الغربية.
- قد تقرر أن الحماية الحقيقية الوحيدة من إسرائيل المتجددة هي «مراجعة العقيدة النووية»، ومحاولة تحويل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى أسلحة فعلية.
aXA6IDE4LjExNi44NS4xMDIg جزيرة ام اند امز