بعد مقتل «السنوار».. كيف تعمل قيادة «حماس» وشبكاتها في غزة؟
خلال أقل من 3 أشهر على اغتيال رئيس مكتبها السياسي الأسبق إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، تلقت حركة "حماس" ضربة قوية بمقتل زعيمها الكاريزمي يحيى السنوار بمدينة رفح الفلسطينية.
ووفقًا لما أعلنه الجيش الإسرائيلي فإن مقتل يحيى السنوار وقع خلال اشتباك عرضي ولم يكن في عملية خاصة استهدفته في تلك المنطقة.
ويشكل مقتله أكبر ضربة للحركة الفلسطينية منذ الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023 لا سيما أنه كان صاحب التأثير الأكبر في الحركة، ففضلا عن توليه منصب رئيس المكتب السياسي الذي يمثل القائد الأعلى للحركة في غزة والضفة والخارج، لعب "السنوار" دورًا في تنسيق العمليات الحربية مع المجلس العسكري لكتائب القسام وتولى إدارة ملف التفاوض مع فريق المفاوضين في الخارج والتنسيق مع طهران وبقية أطراف المحور الإيراني المعروف بـ"محور المقاومة".
ورغم تقويض جزء كبير من قيادة حماس في قطاع غزة وخارجها إلا أن إسرائيل أكدت أن «الحركة ما زالت تعمل وتحاول إعادة بناء نفسها مرة أخرى»، وهذا يطرح تساؤلات عن كيفية استمرار شبكاتها في العمل في الفترة الحالية، وأيضًا عن الشخصيات المرشحة لقيادة الحركة في الفترة المقبلة.
قيادتان سياسية وعسكرية
ويختلف المكتب السياسي لحركة حماس عن المجلس العسكري لكتائب القسام، فالأول يمثل القيادة السياسية والثاني يمثل القيادة العسكرية وبينهما مسؤول اتصال يتولى نقل الرسائل والتوجيهات لضمان التنسيق بين القيادتين وهو المنصب الذي شغله، منذ عام 2012، يحيى السنوار قبل اختياره رئيسًا للمكتب السياسي في قطاع غزة، عام 2017، ثم رئيسًا للمكتب السياسي عقب اغتيال سلفه إسماعيل هنية.
ويعد المكتب السياسي أعلى هيئة قيادية تنفيذية في حركة حماس ويندرج تحته 3 مكاتب مناطقية (إقليمية) هي مكتب غزة ومكتب الضفة الغربية ومكتب الخارج، ولكل مكتب مناطقي رئيسه الذي يُختار ضمن انتخابات الحركة التي تُجرى كل 4 سنوات بصورة سرية في أوساط القواعد التنظيمية لحماس، ويتكون المكتب السياسي لحماس من 15 عضوًا.
ويترأس مكتب حماس في الضفة، في الوقت الراهن، زاهر جبارين الذي حل محل صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي ورئيس مكتب الضفة سابقًا- قتل بغارة في الضاحية الجنوبية لبيروت في يناير/كانون الثاني الماضي، أما مكتب الخارج فيترأسه خالد مشعل، بينما لم تُعلن الحركة عن رئيس المكتب السياسي في القطاع عندما صعدت يحيى السنوار لرئاسة المكتب السياسي في أغسطس/آب الماضي.
أما الجناح العسكري لحماس "كتائب القسام" فله هيكله القيادي الخاص وعلى رأسه المجلس العسكري الذي تشكل للمرة الأولى ضمن عملية إعادة تنظيم الكتائب وبناء هيكلها القيادي عام 2005 ويضم 13 قائدًا بارزًا منهم قادة الألوية والأجهزة الخاصة في الحركة وعلى رأس المجلس القائد العام، فيما يكون مسؤول الاتصال أمينًا على أسرار الجناح العسكري للحركة ومسؤولا عن نقل الرسائل بينه وبين المكتب السياسي.
ووفقًا للمعلومات المتاحة فإن يحيى السنوار تولى مهام العمل السياسي والتنسيق مع المجلس العسكري في المرحلة السابقة لهجوم الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وخلال العام التالي، وساعده في مهامه شقيقه محمد السنوار قائد لواء خان يونس في كتائب القسام وعضو المجلس العسكري لكتائب القسام.
ويندرج تحت المجلس العسكري للقسام الألوية الخمسة المقاتلة والأجهزة والوحدات الأخرى ومن بينها جهاز الاستخبارات ووحدة الظل المسؤولة عن ملف الأسرى في الحركة، وهذه الألوية هي لواء الشمال (6 كتائب)، ولواء غزة الذي هو عبارة عن لواءين دمجا معًا لاعتبارات عملياتية (6 كتائب)، ولواء الوسطى (4 كتائب)، ولواء خان يونس (4 كتائب) ولواء رفح (4 كتائب)، وتنقسم الألوية إلى كتائب (مجموعها 24 كتيبة) تتولى كل منها العمل في نطاق جغرافي معين وتنتقي كل كتيبة من بين أفرادها مجموعة نخبة وتُشكل هذه المجموعات المنتقاة في النهاية سلاح النخبة في "القسام".
وبالإضافة للكتائب هناك الوحدات المتخصصة مثل وحدات مضادات الدروع، والقوة الصاروخية، وسلاح الإسناد، وجهاز التصنيع العسكري، ووحدة الحرب الإلكترونية "السايبر" والإعلام العسكري وغيره.
تقويض قدرات حماس وخطة القيادة البديلة
ومع أن الجناح العسكري لحركة حماس كان قد بلغ أوج قوته، قبل تنفيذ هجوم الـ7 من أكتوبر/تشرين 2023 إلا أن الحرب المستمرة منذ أكثر من عام أدت إلى تقويض الجزء الأكبر من قدرات الحركة وتصفية عدد كبير من قادة الحركة سواء على مستوى المكتب السياسي أو على القيادة العسكرية.
فعلى الصعيد السياسي، نجحت إسرائيل في تصفية صالح العاروري، وإسماعيل هنية وأخيرًا يحيى السنوار وكلهم من المجموعة المقربة من طهران أو ما يُعرف بـ"محور المقاومة"، وبالطبع سيكون لهذه الاغتيالات تأثيرات تتخطى الهزائم المعنوية، فمن ناحية تولى رموز هذا التيار التنسيق مع إيران وحلفائها في اليمن ولبنان والعراق، ومن ناحية أخرى ستؤدي تلك الاغتيالات إلى منح التيار الآخر الذي يمثله "مكتب الدوحة" فرصة للبروز في ظل التباينات الموجودة بين مكونات "حماس".
ويُجادل بعض المطلعين على حركة حماس بأن تيار "مكتب الدوحة" سيميل إلى التنازل من أجل التوصل لصفقة تُنهي الحرب الحالية خاصةً بعد مقتل "السنوار" الذي آثر التشدد في المفاوضات غير المباشرة، بيد أن هذا الرأي قد لا يكون دقيقا تمامًا، فغياب رئيس المكتب السياسي السابق لا يعني نهاية التيار الذي يمثله فهناك مجموعة من أعضاء المكتب السياسي الحاليين يقتفون أثره، كما أن القيادة العسكرية داخل قطاع غزة تبقى المتحكم الأول في هذه القرارات على الرغم من أن اللائحة الداخلية للحركة تقضي بأن تكون القيادة العسكرية تابعة لنظيرتها السياسية لكن الظروف والتعقيدات التي خلقتها جعلت للقيادة العسكرية، رغم إضعافها، اليد العليا على القيادة السياسية.
وعلى ذات الصعيد، تبقى مسألة اختيار خليفة يحيى السنوار أحد التحديات التي تواجه المكتب السياسي لحركة حماس في الوقت الحالي، إذ إنه كان الشخصية الأبرز والأكثر تأثيرا في الحركة على مدار السنوات الماضية، وتطرح مجموعة من الأسماء لقيادة الحركة من داخل وخارج قطاع غزة، في الوقت الراهن، من بينهم خالد مشعل الرئيس الأسبق للمكتب السياسي، وخليل الحية نائب رئيس المكتب السياسي حاليا، وموسى أبو مرزوق الرئيس الأول للمكتب السياسي عند تشكيله في التسعينيات، وحتى محمد السنوار شقيق يحيى السنوار وكاتم سره.
ويعد خالد مشعل الأقرب للمنصب، في الظروف الطبيعية، وتشير المصادر المقربة من حركة حماس إلى أنه رشح لخلافة إسماعيل هنية لكنه اعتذر عن تولي المنصب فجرى اختيار "السنوار" بتوافق المكتب السياسي للحركة، وهذا يلفت إلى التأثير الذي تشكله المجموعة المقربة منه، ويتوقع أن يكون لهذا التأثير دور في اختيار خليفته في رئاسة المكتب السياسي.
وعلى صعيد الداخل في قطاع غزة، تعمل القيادة العسكرية بأسلوب يجمع ما بين المركزية واللامركزية لتلافي آثار الضربات التي وجهها الجيش الإسرائيلي لمنظومات القيادة والسيطرة الخاصة بـ"القسام" بدلا من الطريقة التقليدية التي تعمل بها الحركة وفق تسلسل أوامر روتيني يشبه تسلسل الأوامر في الجيوش النظامية.
وفوضت القيادة العسكرية العليا (المجلس العسكري) لقادة الكتائب والسرايا سلطة العمل وفق مقتضيات الوضع الميداني الذي يواجهونه، وذلك بعد الخسائر التي منيت بها على مدار عام من القتال، ووفقًا للبيانات المتاحة فإن قائدي لواء الشمال والوسطى (أحمد أبو غندور، وأيمن نوفل) قتلا في أكتوبر/تشرين الأول 2023، كما قتل 9 من قادة كتائب القسام الـ24 خلال عمليات الجيش الإسرائيلي على مدار العام الماضي، فضلا عن آلاف المقاتلين في مختلف المناطق، ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل ما يزيد على 15 ألف من مسلحي حماس، بيد أنه لا يمكن الجزم بصحة بياناته في الوقت الراهن.
ولجأت كتائب القسام لإجراء إعادة هيكلة كتائب ووحدات، خاصة في لواءي الشمال وغزة، بسبب الخسائر الكبيرة التي منيت بها الألوية والكتائب التابعة لها في تلك المناطق، وشملت عملية إعادة الهيكلة دمج الوحدات المتضررة والدفع بمسلحين جدد لتلك الوحدات، وظهر المنضمون الجدد في مقاطع مرئية سابقة نشرها الإعلام العسكري للقسام.
وتضررت قدرات ألوية القسام بنسب متفاوتة، وتشير التقديرات العسكرية إلى أن لواءي الشمال وغزة تضررا إلى حد كبير وأخرجت كتائب تابعة لهما من الخدمة، وكذلك الحال في لواء خان يونس، وبدرجة أقل تضررا لواء رفح، بينما يعتبر لواء الوسطى أقل الألوية تضررًا، وتقدر الخسائر في بعض الألوية والوحدات بنسب تتراوح ما بين 60: 70%.
ويتلاشى مسلحو كتائب القسام، عادة، الاشتباك المباشر مع الجيش الإسرائيلي وأحيانا ينسحبون في مواجهة الحملات العسكرية التي تقوم بها الفرق الإسرائيلية العاملة في القطاع (الفرقتين 252، و162)، بينما يلجأون لتكتيكات حرب العصابات التي تشمل الكمين والإغارة، مع زيادة الاعتماد على عمليات قنص الدبابات والأفراد وتفخيخ الأنفاق والمنازل لاستهداف وحدات الهندسة العسكرية ومقاتلي الجيش الإسرائيلي الذين يواصلون العمليات في شمال وجنوب القطاع.
وعلى صعيد العمل اللوجيستي، لا تزال حماس تمتلك شبكة دعم لوجيستي توفر الدعم المادي للحركة، وتضم هذه الشبكات ميسيرين ماليين في خارج قطاع غزة، وغالبا تحول الأموال للداخل بطرق غير رسمية ومعقدة عبر ما يسمى "نظام الحوالة"، ولُوحظ في الفترة الأخيرة إطلاق الحركة الفلسطينية وفصائل أخرى دعوات للتبرع لصالح المسلحين في قطاع غزة بالعملات الرقمية المشفرة، وتُجمع التبرعات في محافظ تابعة للحركة ويتم تحويلها عن طريق الشبكة المالية لها إلى داخل القطاع.
مجلس قيادي يتولى مهام "السنوار" في الخارج
بدوره، قال الكاتب المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة، محمد خيال، إن الشبكة التنظيمية المعقدة لحركة حماس ساهمت في بقائها رغم استمرار الحرب الإسرائيلية الرامية إلى استئصال وجود الحركة في قطاع غزة وسائر فلسطين، مضيفًا أن الحركة راكمت خبرة كبيرة في العمل وتحولت لكيان له هياكله التنظيمية التي تُشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في حزب الله اللبناني.
وأضاف "خيال" في حديث لـ"العين الإخبارية" أن هذه الشبكة معقدة التكوين ولها تراتيبيتها القيادية المعروفة التي يتم في إطارها عملية التحول أو التغييرات القيادية، ففي حال قُتل أو غاب أحد قادة الحركة يكون هناك بديل له، مضيفًا أن حماس لن تنهار باغتيال قادتها إذ أنها تجاوزت أزمات شبيهة من قبل منها اغتيال قادة محوريين فيها كصلاح شحادة، مؤسس الجناح العسكري الأول لها، وإبراهيم المقادمة عضو المكتب السياسي لحماس وقائد كتائب القسام، وعدنان الغول قائد وحدة التصنيع العسكري سابقًا، فضلا عن القادة السياسيين كمؤسسها أحمد ياسين وخليفته عبد العزيز الرنتيسي وآخرين.
واعتبر الكاتب المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة أن مقتل يحيى السنوار ضربة مؤثرة بلا شك لحماس وانتصار معنوي كبير لإسرائيل التي حققت أهم أهدافها المعلنة بهذه العملية لكنه لا يعني انتهاء الحرب فحتى الآن لم يتم استعادة الأسرى الموجودين في قطاع غزة وهو الهدف الكبير الآخر الذي أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مردفًا أن الأخير طور أهدافا أخرى منها إعادة السيطرة على قطاع غزة وإعادة هيكلة المنطقة وفق ما أعلنه في خطاباته.
وعن خلفاء يحيى السنوار المتوقعين، قال محمد خيال إن السنوار كان قائدًا ميدانيا وعسكريًا وبالتالي فتعويضه سيحتاج أكثر من قيادي فعلى المستوى العملياتي قد يتم اختيار شقيقه محمد السنوار بديلا له أو حتى تصعيده كرئيس لمكتب حماس بغزة على أن يتولى قيادي آخر مسؤولية العمل العسكري كمحمد شبانة قائد لواء رفح أو أحد القادة الذين جرى تصعيدهم مؤخرًا لعضوية المجلس العسكري للقسام، وعلى المستوى السياسي تقوم لجنة مشكلة من 4 من أعضاء بالمكتب السياسي في الخارج بمهام السنوار منذ تكليفه رئيسًا للمكتب السياسي في أغسطس/آب الماضي.
وألمح "خيال" إلى أن المكتب السياسي لحماس عرض ترشيح خالد مشعل رئيسًا له بعد اغتيال إسماعيل هنية لكن الأول اعتذر وبالتالي جرى اختيار يحيى السنوار لهذا المنصب، ولما كان وضعه يجعل من الصعب أن يتابع العمل السياسي بسبب وضعه داخل غزة اختار لجنة رباعية لتقوم بأعمال رئيس المكتب السياسي.
وفي نفس السياق، قال إبراهيم الدراوي، الصحفي والكاتب المصري المتخصص في الشأن الفلسطيني، إن شبكات حماس تعمل تحت الأرض رغم الضربات المكثفة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي الذي لم يستطع أن يصل لكامل ترسانة "حماس" حتى الآن ولم تقدرها بشكل صحيح وبالتالي تجد هناك صعوبات في فهم كيفية تنفيذ حماس لضربات نوعية مثل عملية قصف تل أبيب في الذكرى الأولى لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وأضاف "الدراوي" في حديث لـ"العين الإخبارية" أن السنوار كان له وضع خاص في حماس لأسباب عدة من بينها معرفته بالعقلية الأمنية والسياسية الحاكمة في إسرائيل بسبب خبرته في التعامل معها، مردفًا أنه من المتوقع أن يخلف مقتل "السنوار" تأثيرا على الحركة وقد تكون هناك ضربات انتقامية لمقتله من قبل مقاتلي الحركة الناشطين في الفترة المقبلة.
ولفت الكاتب المصري المتخصص في الشأن الفلسطيني إلى أن تشظي القيادة يدفع المجموعات المتفرقة إلى التنافس في ما بينها على مهاجمة الجيش الإسرائيلي لإرسال رسائل بأنها تقتفي نهج "السنوار"، مضيفًا أن حماس ستواجه صعوبات في التئام صفوفها في ظل الحرب وهو ما يكشفه أيضًا اختيار يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي من قبل فمن اختاروه هم قيادة الخارج وليس الداخل في قطاع غزة.
وتوقع الدراوي أن يتم اختيار خليفة للسنوار من المكتب السياسي في الخارج هذه المرة لأن المرحلة الحالية صعبة بالنسبة للحركة، كما أن البدلاء المحتملين للسنوار في قطاع غزة ضعفاء على المستوى السياسي والإعلامي، وبالتالي فالظروف توحي بأن خالد مشعل هو المرجح لشغل منصب رئيس المكتب السياسي بعد يحيى السنوار.
وأوضح أن شكل حركة حماس في داخل غزة سيختلف عن شكلها في الخارج كما أن الحركة لن تُعلن، على الأرجح، عن رئيسها في الداخل ومع ذلك لن تكون هناك أزمات تنظيمية في الحركة خاصة لو جرى إيقاف الحرب لأن الحركات الراديكالية تستطيع بناء وتجديد نفسها إذا أُتيحت لها الفرصة المناسبة، كما أن الصورة الأخيرة ليحيى السنوار ستمنح مسلحي الحركة زخمًا إذا استوعبوا صدمة الضربات الأخيرة وقد يقود هذا الزخم لضربات انتقامية ضد الجيش الإسرائيلي.
ومن جهته، قال اللواء محمد رشاد، وكيل المخابرات العامة المصرية ورئيس لجنة الشؤون العسكرية الإسرائيلية الأسبق بالجهاز، إن حركة حماس والحركات الشبيهة بها تعتمد على منظومة قيادية وليس شخصًا واحدًا وبالتالي فمقتل يحيى السنوار لن يؤدي إلى هزيمة تلك الحركة، مضيفًا أن هناك قادة آخرين يمكن أن يحلوا محله خاصةً مع وجود آلية وتسلسل معين لعملية التغيير القيادي في حماس.
وأضاف "رشاد" في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة تعمل بشكل تكاملي في ما بينها عن طريق ما يُعرف بـ"غرفة عمليات المقاومة" وبالتالي فإن عملياتها العسكرية ستستمر لأنها عبارة عن خلايا عنقودية ومجموعات متفرقة لكل منها قيادتها الخاصة ومن ثم فهي لا تنتظر الأوامر من القيادة العليا كالجيوش النظامية.
وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية الأسبق أشار إلى أن الفصائل الفلسطينية تواجه تحديا وجوديا في ظل استمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية، ولذا تسعى للحفاظ على ما تبقى من كوادرها وقادتها وتستفيد من وجود الأنفاق لإبقاء تلك القيادة محمية ومحصنة بعيدًا عن الاختراق، متوقعًا أن يتم التشدد في الإجراءات الخاصة بتأمين قيادات حماس وغيرها من الفصائل في الفترة المقبلة حتى تستمر العمليات ضد الجيش الإسرائيلي، وفق تعبيره.
aXA6IDMuMTQ0LjIwLjY2IA== جزيرة ام اند امز