بعد مقتل السنوار.. سكان غزة يبحثون عن نهاية للحرب
هل تنتهي الحرب في غزة بمقتل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس؟
سؤال يبحث سكان غزة عن إجابته بعد إعلان مقتل السنوار الذي تصفه إسرائيل بأنه مهندس هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واختطاف 250 آخرين، وتسبب في بدء إسرائيل حربا شاملة على قطاع غزة خلفت أكثر من 42 ألف قتيل.
وتسببت الحرب بدمار هائل في القطاع المحاصر، وتسببت بنزوح غالبية سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة مرة واحدة على الأقل، بحسب الأمم المتحدة.
العديد من سكان غزة أعربوا الخميس عن رغبتهم في انتهاء الحرب المدمّرة التي يشهدها القطاع منذ أكثر من عام، بعد الإعلان عن مقتل السنوار.
ومنذ مساء الخميس، انتشرت الأنباء سريعا بين الغزيّين بشأن السنوار الذي تولى منذ 2017 زعامة الحركة في القطاع، قبل أن يتمّ اختياره في أغسطس/آب الماضي رئيسا لمكتبها السياسي خلفا لإسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران في ضربة نسبت لإسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في البداية أنه يحقق في احتمال مقتل السنوار، قبل أن يؤكد مسؤولون إسرائيليون أنه قُتِل.
وعلى الرغم من تلك الأنباء وتداول صور عبر منصات التواصل ووسائل إعلام إسرائيلية قيل إنها للسنوار بعد مقتله، شكّل النبأ مفاجأة للعديد من سكان القطاع.
وقالت أمل الحناوي (28 عاما) التي نزحت من شمال القطاع الى منطقة النصيرات في الوسط، لوكالة فرانس برس، "شعوري بأن حماس انتهت، لم تعد هناك مقاومة قوية، لقد تفككت... وهذا ما يريده نتنياهو، يريد إنهاء المقاومة في غزة باغتيال قادتها".
وأثار مقتل السنوار تساؤلات عما إذا كانت ثمة نهاية للحرب تلوح في الأفق.
واعتبر مؤمن أبووسام (22 عاما) من حي التفاح في شرق غزة أن مقتل السنوار خسارة للشعب الفلسطيني، لكنه يعتقد أن الحرب ستنتهي كما بدأت.
أضاف: "السنوار مات (...)، لم يبقَ عذر لـ(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو ليواصل حرب الإبادة".
وتابع: "إن شاء الله تعود العائلات التي ذهبت إلى جنوب غزة لبيوتها.. وتنتهي الحرب ونرى إعمارا وبناء لغزة".
واعتبر نتنياهو أن "محور الشر تلقّى ضربة شديدة" بمقتل السنوار، مشيرا إلى أن "تصفيته محطة مهمة في تراجع حكم حماس الشرير". لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي أكد أن "الحرب (..) لم تنتهِ بعد وهي صعبة وتكلفنا ثمنا باهظا".
وقبل ورود الأنباء عن مقتل السنوار، تعرّضت مناطق عدة في قطاع غزة لغارات جوية مكثّفة وقصف مدفعي طوال يوم الخميس خصوصا في منطقة جباليا شمالي القطاع حيث تكثّف إسرائيل عملياتها منذ أيام.
وأعلن مستشفيان في القطاع أن غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في جباليا أدت إلى مقتل 14 شخصا على الأقل، بينما أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه استهدف عناصر من حماس.
وسأل شادي نوفل أبوماهر (23 عاما) "السنوار حسب نتنياهو كان السبب في الحرب.. والآن، ماذا يريد الإسرائيليون؟ نحن نريد العيش كباقي الشعوب، لا نريد حروبا ولا مآسي".
وتابع "تعبنا وزادت الحرب عن حدها وأخذت الأخضر واليابس.. أمامنا فقط الدمار والقتل والتخريب والانتقام"، مطالبا بأن "يتدخل العالم لوقفها وكفّ إسرائيل عن القتل والدمار بحق شعبنا".