خبير تجميل يكشف لـ«العين الإخبارية» أسباب فشل بعض الجراحات الحديثة (حوار)
أثارت الإعلامية المصرية ريهام سعيد الكثير من الجدل بعد اتهامها دكتور تجميل لبنانيا شهيرا بالتسبب في تشويه وجهها.
ونشرت ريهام سعيد أكثر من بث مباشر عبر حساباتها على مواقع التواصل، كشف عن آثار عملية تجميل أجرتها على يد دكتور التجميل اللبناني المعروف نادر صعب، إذ بدت أماكن معينة في وجهها (حول العينين) منتفخة، في مشهد لم يعتد الجمهور على رؤيتها به.
"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع الدكتور يحيى زكريا، أستاذ جراحة التجميل بجامعة الزقازيق واستشاري جراحات التكميل الميكروسكوبية، تحدث خلاله عن تفاصيل جراحات تجميل الوجه، ومخاطرها، وأسباب الخضوع لها، وأسباب فشلها، مع نصائح للمقبلين عليها.
والدكتور يحيى زكريا يحمل درجتي الماجستير والدكتوراه في جراحة التجميل وجراحات التكميل الميكروسكوبية، وهو عضو الجمعية العالمية لجراحة الجمال ISAPS، وعضو الجمعية الدولية لجراحات التكميل الميكروسكوبية WSRM، وعضو الجمعية المصرية لجراحي التجميل والإصلاح ESPRS.
وإلى نص الحوار:
ما جراحة شد الوجه؟
جراحة تجميل الوجه لا تعتمد على شد جلد الوجه فقط، مثلما كان يحدث سابقا، لأنه لن يستمر كثيرا أو لن يتخطى العام، لكن الآن باستخدام الطرق الحديثة يتم شد الجلد وإزالة الزائد وسحب الدهون الإضافية الموجودة أسفل عضلات الوجه، فضلا عن شد عضلات وأربطة الوجه ويطلق عليه "الشد العميق".
وتتضمن جراحة تجميل الوجه العديد من الإجراءات التجميلية، ويحدد طبيعة العملية التي سيخضع لها الشخص أو المريض حسب حالته، فمثلا هناك حالات تحتاج لشد النصف السفلي فقط، وأخرى يلزمها شد الوجه مع شد الرقبة، أو شد الوجه كاملا، أو شد الوجه كاملا مع الجبهة، وهكذا حسب طبيعة كل حالة.
في حال ريهام سعيد، هل يمكن تحديد طبيعة الجراحة التي خضعت لها؟
لا نستطيع الجزم بطبيعة ما كانت تحتاجه حالتها، لأني لم أفحصها طبيا أو أطلع على تقرير الحالة قبل خضوعها للعملية التجميلية وأعرف طبيعة شكوتها، أو تقرير ما بعد الجراحة لمعرفة الإجراءات التي أخضعها لها الطبيب والمضاعفات التي أسفرت عنها العملية.
لكن من الواضح من الصور والأخبار المتداولة أنه من ضمن الإجراءات التجميلية التي أجريت لها "شد الجفون ورفع الحاجب وشد الوجه".
هل من الطبيعي حدوث مضاعفات بعد جراحات تجميل الوجه؟
لا يوجد إجراء جراحي في العالم بأكلمه ليس له مضاعفات محتملة، لكن هناك مضاعفات عادية وأخرى خطيرة، وأمثلة على النوع الأول وهو بالطبع يمكن علاجه:
- حدوث التهاب في الجرح.
- تجمع سوائل في الجرح.
- ندبات عريضة.
بينما تشمل المضاعفات الخطيرة، التي من المفترض ومن غير المقبول حدوثها، ما يلي:
- شد جلد الوجه على شحمة الأذن
- مشكلة في أعصاب الوجه مثل العصب السابع
- حدوث مشكلة في تعبيرات الوجه
- عدم التماثل بين الجهتين (جهة غير الأخرى)
وما هي أنواع جراحات تجميل الوجه؟
التدخلات الجراحية في الوجه كثيرة، وتنقسم لجراحية وتضم:
- شد الوجه كاملا
- شد الوجه والرقبة
- شد الوجه والجبهة
- شد الجفون العلوية والسفلية
- رفع الحواجب
- تجميل الأنف بأنواعه
أما الإجراءات التجميلية للوجه غير الجراحية تضم:
- الفيلر بأنواعها
- البوتكس (تعمل على إرخاء التجاعيد الحركية في الوجه)
- حقن الدهون في الوجه بأنواعها
- الليزر بأنواعه (لتحسين البشرة والجلد)
- الديرما بن
- الديرما كولر
متى يلجأ الشخص لإجراء جراحة تجميلية في الوجه؟
سابقا كان الشخص يفكر في مثل هذه الجراحات بعد سن الخمسين عاما، لكن الآن هناك أعمار صغيرة تخضع لهذه العملية.
وهل هناك فئات ينصح بعدم خضوعها جراحات التجميل؟
مبدئيا، جراحات التجميل مثل أي جراحة لا بد أن يكون لها سبب طبي أو داع يطلبه المريض، ففي النهاية جراح التجميل ليس "كوافير" هو طبيب يراعي أن الإجراء الذي يطلبه الشخص مناسب له وآمن.
وفي العموم جراحات التجميل ليست سهلة بل طويلة وتستغرق ساعات عند إجرائها، ولا بد قبل الخضوع لها التأكد من المريض لائق صحيا "fit"، أي نسبة الهيموجلوبين جيدة وكذلك الوظائف الحيوية وغيرها من أساسيات الخضوع لجراحة.
أما أصحاب الأمراض المزمنة لا يصلح خضوعهم لجراحة تجميلية إلا في حالة التأكد من أن الحالة مستقرة وتحت السيطرة، وبالطبع يخضع لكل الفحوصات المطلوبة للاطمئنان قبل الجراحة.
وما أسباب فشل عمليات التجميل؟
بالتأكيد هناك العديد من الأسباب المختلفة، لكن من أهمها:
- عدم السؤال على الطبيب قبل اختياره لإجراء الجراحة، إذ بات كثيرون يتأثرون بالسوشيال ميديا وينساقون وراء الدعاية ويعتقدون أنهم إذ ذهبوا للطبيب ذاته سيحولهم لمن ظهر في الإعلان، رغم أن كل حالة لها خصوصية، لذا من الضروري قبل العملية الاطلاع على شهادات الطبيب والتأكد من أنه "طبيب مرخص" من وزارة الصحة ومسجل بنقابة الأطباء أنه "جراح تجميل".
- جراحات التجميل عمليات "كبيرة" يجب إجراؤها في مستشفيات جيدة مجهزة للتعامل في حال حدوث مضاعفات خطيرة وإنقاذ المريض، وفي حال عدم مراعاة ذلك قد نسمع عن مشاكل عمليات التجميل.
- من أسباب الفشل أيضا التسرع عند إجراء الجراحة، إذ لا يصلح في عمليات التجميل عموما، وشد الوجه خصوصا، أن يخضع الشخص للكشف ثم يخضع للعملية في اليوم التالي، بل عليه أن يأخذ وقتا في بحث تفاصيل الجراحة كلها ومضاعفاتها.
هل هناك نصائح معينة قبل الخضوع لجراحة التجميل؟
- أهم نصيحة أوجهها لمن يقبل على جراحات التجميل هي "وجود رغبة حقيقية" لديه لفعل الأمر، ولا يكون المحرك مجرد كلام الآخرين.
- اختيار متخصص والخضوع لها في مكان مجهز.
- لا بد من فتح نقاش معمق بين الطبيب والمريض قبل الخضوع للجراحة، حتى لا يتفاجأ الأخير بعدها بأي شيء لم يكن في حسبانه، ولفهم النتائج المتوقعة دون رسم خيالات غير واقعية.
وفي مصر، أعدت الجمعية المصرية لجراحي التجميل نموذجا موحدا للإقرار على موافقة الشخص على إجراء العملية يتضمن كل التفاصيل بدقة، وبالطبع هدفه ليس إقامة الحجة على المريض وإنما التأكد من أن من سيخضع للجراحة مدرك لطبيعة العملية ونتائجها ويعرف بمضاعفاتها المحتملة.
aXA6IDMuMTUuMTQ4LjIwMyA= جزيرة ام اند امز