اليمن.. الحوثيون يبيعون علاج الكوليرا في السوق السوداء
انتهاكات الحوثيين مستمرة في اليمن بمنع مرضى الكوليرا من الوصول للمستشفيات والمتاجرة بعلاجه
لم تكتفِ مليشيات الحوثيين بمحاصرة اليمنيين واستهدافهم بالقتل والاختطاف منذ الـ21 من سبتمبر/أيلول 2014، لتمتد انتهاكات المليشيات الإجرامية إلى منع الشعب اليمني من أبسط حقوق الحياة وهو حق العلاج.
ومنعت مليشيا الحوثي الانقلابية مرضى الكوليرا من الوصول للمستشفيات وتلقي العلاج المناسب لحالاتهم، بعد أن انتهجوا سياسية بيع الدواء والمتاجرة به في السوق السوداء، ليصبح سجل الحوثيين مليء بالعديد من الجرائم بحق اليمنيين طوال الـ3 أعوام الماضية.
انتهاك جديد للحوثيين
ووفقاً لتصريحات وزير الإدارة المحلية اليمني عبدالرقيب فتح، بدأ الحوثيون في بيع الأدوية المخصصة لعلاج الكوليرا، والمتاجرة بها في السوق السوداء في عدد من محافظات اليمن، مشيراً في تصريحاته التي نقلتها وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، إلى أن الخطوة التي أقدم عليها الحوثيون هي بمثابة إنذار لجميع الجهات اليمنية الحكومية لضرورة المتابعة والرقابة الشديدة على قطاع الصحة وجميع الصيدليات والمستشفيات الخاضعة تحت سيطرة مليشيات الحوثيين.
ورصدت اللجنة العليا للإغاثة وهي جهة حكومية، عملية المتاجرة وبيع دواء الكوليرا في عدد من محافظات يمينة واقعة في يد الحوثيين كمحافظات الحديدة وحجة غرب اليمن، وإب وسط اليمن، ومحافظة ذمار شمال البلاد، ليحرموا بهذا الفعل عدداً كبيراً من المستحقين من الحصول على الدواء للعلاج من وباء الكوليرا.
وفي الوقت نفسه، اعتبر رئيس اللجنة العليا للإغاثة والوزير اليمني عبد الرقيب فتح، أن التحرك مطلوب محلياً ودولياً من قبل المنظمات بمراقبة أداء المكلفين بتوزيع الأدوية، فضلاً عن تشديد الرقابة على عمل المخازن التي تحتوي على دواء الكوليرا ومستلزمات الوقاية من الوباء، ومتابعة المشرفين على هذه المخازن، خاصة أن أدوية وعلاج الكوليرا يقدم مجاناً لجميع اليمنيين.
ووجّه فتح رسالة إلى منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والمنظمات الدولية المهتمة بالشأن الصحي، ولمنسق الشؤون الإنسانية باليمن جيمي ماكجولدريك، لمتابعة الوضع الإنساني المتدهور بعد انتشار وباء الكوليرا في الـ27 من إبريل/نيسان الماضي، مطالباً المرضى بالإبلاغ الفوري عن أية حالات سرقة أو بيع لأدوية ومستلزمات الكوليرا.
وتركزت الكوليرا في عدد من المحافظات اليمنية وصلت أعدادهم خلال الشهر الماضي إلى 21 محافظة من أصل 22، لتسجل الإصابات والوفيات المختلفة طوال الـ3 أشهر الماضية أكثر من 1600 حالة وفاء بالكوليرا، وأكثر من 3 آلاف إصابة، بالإضافة لـ320 ألف حالة اشتباه بالمرض، بمعدل زيادة 10 حالات يومية خلال الأسبوعين.
وتعود جرائم الحوثيين بالقطاع الصحي إلى بداية القصف الجوي للمستشفيات والمنشآت الصحية والبنى التحتية للصحة باليمن، ما أدى لتفاقم الأوضاع الصحية والإنسانية بالمحافظات في ظل انتشار وباء الكوليرا، لتصبح المستشفيات غير قادرة على استقبال المرضى، وندرة العلاج والأدوية والأدوات الصحية المعقة، كما أن القصف لم يقف عند استهداف المنشآت الصحية فقط ليمتد إلى البنية التحتية ما أدى لتلوث مياه الشرب وندرتها، ما وفر للوباء مناخاً مناسباً لتفشي المرض.
تغيير مسار اللقاحات
اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنت أن المرحلة الحالية باليمن مليئة بالمخاطر التي تهدد حياة الآلاف من اليمنيين، لتوضح مدير عمليات اللجنة دومينيك ستيلهارت، في بداية الأسبوع الحالي أن شهر يونيو/حزيران الماضي شهد 115 حالة وفاة وأكثر من 8500 إصابة نتاج الإصابة بالكوليرا، لاستمرار الحوثيين في سياسة المتاجرة وبيع الدواء في السوق السوداء، وغياب المستشفيات عن دورها الرئيسي في تقديم العلاج المناسب خاصة الحالات الحرجة.
وتفاقمت أوضاع اليمنيين عقب إصدار الأمم المتحدة قراراً بتعليق خطتها الموضوعة لمواجهة وباء الكوليرا باليمن بعد انتشاره السريع مع تواصل الاشتباكات والحرب من الجانب الحوثي.
وبررت اللجنة الدولية للصليب الأحمر سبب تغيير الخطة من توجيه الدواء والعلاج للمرض من المناطق المصابة بالفعل إلى مناطق أخرى مهددة بالإصابة بالمرض المعدي، لترسل اللقاحات المناسبة إلى المناطق المتوقع دخولها بؤرة المرض الفترة المقبلة، إضافة إلى توجيه جزء من العلاج إلى بلدان أخرى مهددة بالإصابة، ما يهدد اليمنيين من انتشار الوباء بشكل أوسع.
"جرعات اللقاحات التي تم تحديدها في الأصل للشحن إلى اليمن ربما تتجه إلى بلدان أخرى مهددة بالإصابة".. بهذا التصريح أكدت كريستيان ليندمير، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، للصحفيين أن جميع اللقاحات والعلاج الذي يقدم من الأمم المتحدة لليمن ربما يحجب بشكل تدريجي بعد هذا القرار المؤقت، منوهة إلى أن الجهود المبذولة في اليمن تواجهها المزيد من التحديات والمخاطر، خاصة أن طبيعة البلد غير آمنة بسبب استمرار الحرب.
وبتعليق خطط التطعيم الوقائي المستهدفة المحافظات اليمنية، يضرب الشلل النظام الصحي باليمن بالأزمات المتتالية، لصعوبة وصول الدواء المقدم من المنظمات الدولية إلى المناطق المصابة والمهددة بالإصابة، واستمرار الحوثيين في الحرب واستهداف المستشفيات، فضلًا عن ممارساتهم الأخيرة باستهداف العلاج والمتاجرة بالدواء في السوق السوداء، ما يضع اليمن في مأزق لمحاربة وباء الكوليرا بالمناطق المصابة.
aXA6IDUyLjE0LjYuNDEg جزيرة ام اند امز