يارا شلبي أول مصرية تحترف رالي السيارات: نجاحي بدأ بفشل
المهندسة يارا شلبي نجحت في اقتحام سباقات رالي السيارات لتنافس الرجال وتحقق نجاحات لافتة، وتحلم بمزيد من الإنجازات للمرأة في هذا المجال
يارا شلبي، مهندسة مصرية استطاعت أن تكون أول مصرية تدخل عالم الاحتراف في سباقات الرالي بمصر، وتتجه إلى العالمية.
حصلت يارا على على بكالوريوس الهندسة من جامعة عين شمس المصرية، لكنها قررت منافسة الرجال في رياضة تمتلئ بالمغامرة والإثارة، والخطورة أيضا، متسلحة في ذلك بحبها للمغامرة وعشقها للسيارات.، حسب ما روته لـ"العين الإخبارية" في حوارها التالي..
كيف جاءتكِ فكرة الانخراط في سباقات الرالي؟
منذ صغري أعشق السيارات والصحراء، ودائما كنت أنظم رحلات سفاري بصحبة أهلي، وذات يوم من هذه الرحلات اكتشفت أن الصحراء لها طابع فريد لما تشهده من تنظيم لسباقات الرالي، فبعد تخرجي بدأت تعلم القيادة واشتريت سيارة جيب "فور باي فور"، وبطبيعة هوايتي كنت حريصة جدا على الانضمام لرحلات السفاري، وتابعت السباقات ولاحظت أن المتسابقين يتخطون الصعاب، الأمر الذي أثار إعجابي وجعلني متابعة دائمة لهذه السباقات، وحرصت على استغلال كل راحة أسبوعية للانضمام إلى رحلات الرالي في الصحراء، وبدأت أسأل عن بعض الأمور المتعلقة بتجهيز سيارتي حتى أتمكن من المشاركة في السباقات بصورة آمنة.
متى بدأتِ خطوتكِ الحقيقية في هذا الطريق؟
في سباق الرالي بالجونة، وللأسف لم أظهر بشكل مميز لعدم خبرتي في هذا المجال، ولتعلمي القيادة في الصحراء قبل السباق بثلاثة أشهر فقط، وهذا يعد وقتا قصيرا جدا وغير كاف لتعلم القيادة السليمة في الصحراء، بالإضافة إلى أنني ضللت الطريق، ولم أتمكن من العودة إلى خط البداية إلا عن طريق المنظمين لهذا السباق، ولكن رالي الجونة أفادني كثيرا في نواح أخرى، خاصة أنه أضاف لي معلومات جديدة مرتبطة جميعها بالقيادة والملاحة.
وكيف أصبحتِ محترفة في سباقات الرالي؟
بشكل سريع تأقلمت واحترفت القيادة في الصحراء خلال السباق الثاني، الذي عقب رالي الجونة، وكان "الثاني" يحمل مميزات كثيرة لما استفدته من "الأول"، فضلا عن وجود ملاحين مميزين ولديهم خبرات كثيرة، وحصلت على المركز الثاني في السباق، الأمر الذي أسعدني كثيرا، خاصة أن المتسابقين الذين جاؤوا خلفي لديهم باع كبير في هذا المجال.
وماذا كانت نتيجة منافستكِ للرجال في سباقات الرالي؟
بالفعل استطعت منافسة الرجال في سباقات الرالي، خاصة بعد أن فزت ببطولة الجمهورية عدة مرات متتالية، وكان المنافسون لي كلهم رجال، وكنت أنا الفتاة الوحيدة التي أشارك في هذه البطولة، وبعد شعوري بنجاح محلي في هذه السباقات شعرت بأنني قادرة على المنافسة عالميا.
ما أبرز الصعوبات التي واجهتكِ؟
كانت الصعوبات منحصرة في الشركات الراعية التي بحثت عنها خلال بداية مشواري في عالم الرالي، حتى أتمكن من دخول سباقات عالمية، وأستطيع تكوين فريق مميز قادر على المنافسة في المحافل العالمية، وبالفعل مع مرور الوقت ارتفع اسمي في سباقات الرالي، وتمكنت في نهاية الأمر من توقيع عقود مع شركات رعاة عالمية منحتني القوة المالية لتجهيز السيارات الخاصة بفريقي على أعلى مستوى، مما أتاح لي في نهاية الأمر المشاركة في سباقات بالمغرب والإمارات، وأخيرا السعودية بعد إتاحة القيادة للمرأة.
هل تملكين حلما خاصا للمرأة في عالم رالي السيارات؟
أحلم بأن تكون الفتاة المصرية مستعدة للالتحاق بسباقات الرالي ومنافسة الرجال في هذه البطولات على نطاق واسع حتى تنتشر هذه الثقافة في مصر، وتصبح المصرية قادرة على دخول سباقات عالمية في الرالي، وترفع علم بلادنا في المحافل الدولية، فالعالم خلال الوقت الحالي يملك عددا من الفتيات اللاتي تمارس سباقات الرالي، والمصريات لسن أقل منهن، لذا علينا الدخول لهذا المجال بشكل واضح وسريع.
من مثلكِ الأعلى في الرالي؟
الألمانية يوتا كلايند شميت، التي فازت ببطولة "رالي داكار"، الذي يعد أفضل وأصعب السباقات العالمية للرالي، خاصة أنه يقام على 13 يوما، ويقطع المتسابقون والمتسابقات خلاله ما يقرب من 700 كليومتر، وفي عام 2015 تمكنت من مقابلتها وكونت صداقة معها مستمرة حتى الآن، أما مثلي الأعلى في مصر فهو عبدالحميد أبويوسف، الشهير بـ"ميدو"، الذي يعد الرجل الأول الذي أدخل عالم الرالي في مصر.