في يومهم العالمي.. 10 أعوام من حرب المليشيات على أطفال اليمن
يأتي اليوم العالمي للطفل، والذي يصادف 20 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، وأطفال اليمن يتعرضون لانتهاكات عديدة بسبب حرب الحوثيين المستمرة منذ 10 أعوام.
واقع مؤلم وظروف قاسية يعيشها أطفال اليمن، أبرزها القتل والاختطاف والتجنيد والتشريد، وحرمانهم من أبسط حقوقهم خاصة التعليم والصحة والأمان والمأوى.
ومنذ عشرة أعوام والمليشيات الحوثية، تستخدم الأطفال كوقود لحربها العبثية وترتكب بحقهم أبشع الجرائم في انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان الدولي وحقوق الطفل.
انقطاع 2.4 طفل عن التعليم
كشفت منظمة أممية، عن وجود أكثر من 2 مليون و400 ألف طفل، انقطعوا عن التعليم في المدارس منذ بدء الصراع قبل نحو عشر سنوات.
وقالت منظمة الهجرة الدولية، التابعة للأمم المتحدة، في بيان لها، الأربعاء، اطلعت «العين الإخبارية» على نسخة منه، إنه انقطع أكثر من 2.4 مليون طفل عن الدراسة في اليمن، مع تسرب ما يقرب من مليون طفل منذ تصاعد الصراع في مارس/آذار 2015.
وأضافت المنظمة أن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن أكثر من 2000 مدرسة تعرضت للضرر أو إعادة الاستخدام منذ بداية الصراع.
وأشارت إلى أن الأضرار التي لحقت بتلك المدارس، يعرض 8 ملايين طفل في سن الدراسة لخطر ترك النظام التعليمي، بما في ذلك أكثر من مليون طفل نازح.
وجددت المنظمة الدولية، التزامها بدعم الحق في التعليم في المجتمعات الضعيفة المتضررة من الصراع في اليمن.
في السياق، أكد الاتحاد الأوروبي أن حرب مليشيات الحوثي في اليمن أثر بشكل هائل على الأطفال ووضع الطفولة بالبلاد.
وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي في تغريدة على منصة "إكس": "إن الصراع في اليمن أثّر بشكل كبير على أطفال اليمن".
كما جدد الاتحاد الأوروبي بمناسبة اليوم العالمي للطفل، على "التزامه بتقديم الدعم والرعاية لأطفال اليمن، من خلال دعم التعليم وخدمات الرعاية الصحية ومبادرات الحماية، وجهود السلام، نسعى لضمان مستقبل أفضل لأطفال اليمن".
تسميم عقول أطفال المدارس
ضمن مشروعها الطائفي سعت مليشيات الحوثي الإرهابية منذ انقلابها على الدولة اليمنية إلى تسميم عقول طلبة المدارس في مناطق سيطرتها وزرع المناهج الطائفية لتقديس قياداتها، وتحشيد الأطفال لحربها الدامية ضد اليمنيين.
كما قامت المليشيات خلال السنوات الماضية بعمل سلسلة من التغييرات على الكتب الدراسية بنهج متشدد ضمن مخطط أيديولوجي، والترويج للحرب والكراهية من خلال تعزيز محتوى الدروس التعليمية بما يتوافق مع أجندتها الطائفية.
ويهدف المخطط الحوثي لتسميم المناهج الدراسية وتسميم عقول الآلاف من الأطفال بثقافة العنف والقتل والتطرف والإرهاب المجتمعي والدولي، لإنشاء جيل جديد من "الإرهابيين الصغار".
انتهاك الحق بالتعليم
وكان تقرير فريق الخبراء المعني باليمن، المقدم إلى مجلس الأمن مؤخراً، اتهم مليشيات الحوثي باعتماد تدابير تقوّض الحق في التعليم، بما في ذلك تغيير المناهج الدراسية وفرض الفصل بين الجنسين، ونهب رواتب المعلمين، وفرض جبايات على إدارة التعليم لتمويل أغراض عسكرية، وتدمير المدارس.
وعلاوة على ذلك، أشار التقرير الأممي إلى أن مليشيات الحوثي سعت في سياستها الممنهجة للتجهيل وتدمير التعليم في اليمن، من خلال اختطاف المعلمين وخبراء التعليم وإخفاءهم قسرياً.
وبحسب ما ذكرت مصادر لفريق الخبراء أن مستشارين من «حزب الله» اللبناني ساعدوا الحوثيين في مراجعة المناهج الدراسية وإدارة المخيمات الصيفية.
ومن خلال المخيمات الصيفية، أوضح فريق الخبراء المعني باليمن أن مليشيات الحوثي تواصل الترويج للكراهية والعنف والتمييز عبر هذه المخيمات، والذي يعرض مستقبل المجتمع اليمني وآفاق السلام
انتهاكات وتجنيد
تمارس مليشيات الحوثي انتهاكات عديدة تطال حقوق الأطفال في اليمن، منها تجنيد الأطفال والزج بهم في محارق الموت، وتعبئة أطفال المدارس بالفكر الإرهابي والطائفي.
وكان التقرير الثاني عشر للجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، الصادر في سبتمبر/أيلول الماضي، قد كشف عن تصدر مليشيات الحوثي قائمة ارتكاب الانتهاكات، البالغ عددها 3055 واقعة، والتي أسفرت عن سقوط نحو 13 ألف ضحية من المدنيين بينهم أطفال ونساء، خلال الفترة من أغسطس/آب 2023 وحتى يوليو/تموز 2024.
وبحسب اللجنة، أنه خلال تلك الفترة تم رصد 126 حالة تجنيد أطفال ما دون سن 18 عاماً، منها 122 حالة تقع المسؤولية فيها على مليشيات الحوثي.
ووفقاً لتقرير فريق الخبراء، أن المليشيات تقوم بشكل متواصل باخضاع الأطفال للدعاية والتدريب العسكريين، لا سيما في سياق المراكز والمخيمات الصيفية، والتي ضمت في العام الماضي 2023، أكثر من مليون طفل يعيشون في مناطق سيطرة المليشيات.
وكانت تقارير حقوقية قد كشفت أن الحوثيين جندوا أكثر من 10 آلاف طفل غالبيتهم من المدارس وبشكل إجباري.
وضع مأساوي
ويأتي يوم الطفل العالمي في اليمن في ظل تصنيف منظمة اليونيسف الأممية، المهتمة بالطفولة، لليمن بأنها واحدة من أسوأ البلدان التي يمكن أن يعيش فيها الأطفال، لما تواجهه من نزاع مستمر منذ سنوات.
وبحسب تقارير سابق لليونيسف، أن الآلاف من الأطفال في اليمن يتعرضون إما للقتل وإما الإصابة في حرب ليست من صنع أيديهم، وفي ظل خطر مشترك ناجم عن النزاع المسلح والمرض وسوء التغذية، والذي يعد واقعا يوميا يعيشه هؤلاء الأطفال.
aXA6IDE4LjExOC4xNTQuMjM3IA== جزيرة ام اند امز