تدمير واعتقالات.. مليشيات الحوثي تفتك بالعبدية اليمنية

يستمر الحصار الحوثي المطبق على مديرية العبدية اليمنية، وسط توسع الانتهاكات نحو الأطراف، فيما يتصاعد انتقاد صمت المجتمع الدولي والمنظمات.

فالمعلومات التي لا تكاد تأتي من العبدية جنوبي محافظة مأرب، بسبب الحصار الحوثي المستمر منذ شهر، كشفت عن انتهاكات جديدة تمارسها داخل المديرية المحاصرة بعد تسللها إلى بعض المناطق في الأطراف، حتى تعم الجرائم أرجاء المنطقة.

وأفادت مصادر ميدانية لـ"العين الإخبارية"، اليوم الأحد، بأن مليشيات الحوثي تنفذ حملة اعتقالات واسعة بحق المدنيين في مديرية العبدية في مأرب، ولا يسلم من تلك الممارسات جرحى تحت أنين الألم، ولا أطفال في عمر البراءة.

الانتهاكات لم تقتصر على الاعتقالات التعسفية، بل إن المليشيات الحوثي -تقول المصادر- قامت بتفجير المنازل، واعتقال كل من يعتقد أنه يعارض الحركة الانقلابية، وسياستها، من المدنيين العزل.

هذه الممارسات أثارت حفيظة الكثير من الناشطين الحقوقيين والإعلاميين في اليمن، ممن انتقدوا الصمت والخذلان العالمي لما يحدث لأبناء العبدية، رغم تواتر أخبار حصار العبدية، وانتشار صور جرائم الحوثي فيها.

وحشية وحقد

وأشار سفير اليمن لدى بريطانيا، ياسين سعيد نعمان، إلى أن "الحوثيين يعبثون -بإسراف- بحياة اليمنيين، ولم يتركوا أي وشائج للتعايش بممارساتهم تلك".

وقال نعمان عبر حسابه في "فيسبوك": "إن ما تشهده العبدية في مأرب، تحت سطوة الحوثيين، هو نموذج لوحشية لا يمكن إلا أن تسجل كشاهد على أن الحقد والنزق وبلطجة القوة مرت ذات يوم من هنا".

مؤكدا أن الدماء التي سفكتها أسلحة إيران في هذه البقعة من أرض اليمن ستبقى عنواناً لمشهد تاريخي جسد فيه أبناء "العيدية" بصمودهم قوة تمسكهم بأرضهم وكرامتهم.

ووصف السياسي اليمني مليشيات الحوثي بـ"مغول العصر" الذين يفرضون حصارا "وحشيا" يعيد إنتاج تاريخ حكم كهنوتي أرهق اليمن بحصار دام قروناً، في إشارة إلى أسلاف الحوثيّين

وأضاف نعمان أن "كل مؤهلات الحكم الإمامي ومخلفاته متجسدة في مليشيات الحوثي، والمتمثل في حصار اليمنيين أينما وكلما تمكن الحوثيون من ذلك".

منحدر أخلاقي

من جانبه قال الصحفي اليمني عبدالله المنيفي في سلسلة تدوينات على موقع "تويتر"، رصدتها "العين الإخبارية" أن المنظمات الدولية، تمارس "منحدرا أخلاقيا" من الانحياز والصمت والتواطؤ لما تراه في العبدية من جرائم وانتهاكات ترتكبها ميليشيات الحوثي.

وأكد المنيفي أن المنظمات ترى وتشاهد ما تتعرض له مديرية العبدية من قصف وحصار؛ لكنهم لم يصدروا أي موقف يندد بهذه الجريمة، على الأقل من منطلق الإنسانية.

وأضاف: "أكذب تضامن يمكن أن نراه هو من المنظمات الأممية والدولية، مسارها الأخلاقي منحدر في قعر سحيق من الانحياز والصمت والتواطؤ، وهم يرون مديرية العبدية تتعرض للقصف والحصار والإرهاب الحوثي"، وفق تعبيره.

ومنذ أكثر من شهر، يفرض الحوثيون حصارا على مديرية العبدية، جنوب محافظة مأرب، مانعين دخول السلع الغذائية الأساسية، والأدوية واحتياجات المواطنين اليومية، حتى دفع هذا الوضع المستشفى الوحيد في المديرية إلى وقف خدماته للمواطنين.