قتل وتفجير واختطاف.. سجل وحشي للحوثي بالعبدية

حصار خانق، وتفجير للمنازل، واختطافات، وقصف مكثف على القرى المأهولة بالسكان، صورة قاتمة السواد رسمتها جرائم مليشيات الحوثي في العبدية اليمنية.

ودخل الحصار الحوثي على مديرية العبدية في الريف الجنوبي من محافظة مأرب (شرق) يومه الـ27، حيث اجتاحت المليشيات بريا جزءا من القرى فيما عمدت لخنق الأخرى وقطع شرايين الحياة المؤدية إليها.

الحصار الخانق الذي تفرضه المليشيات الحوثية الإرهابية على المدنيين في مديرية ⁧‫العبدية‬⁩ والهجوم المستمر عليهم بالأسلحة الثقيلة يعد جرائم إبادة جماعية متعمدة ومكتملة الأركان، بحسب نشطاء يمنيين.

وقال النشطاء في حملة تغريدات على "تويتر"، تحت وسم" #العبدية تخاطب الإنسانية" و"# الحوثي يحاصر العبدية" إن مليشيات الحوثي اعتقلت أكثر من 30 مدنيا من قرية “الظهرة" في مديرية العبدية فيما فجرت العديد من المنازل.

كما أحرقت في يوم واحد نحو 400 منزل ومحاصيل زراعية ضمن جرائم حرب ضد الإنسانية ترتكبها المليشيات الانقلابية بلا هوادة.

جرائم بعيدا عن العالم

ولجأت المليشيات الانقلابية لقطع خطوط الإنترنت في مسعى لحجب جرائمها الإنسانية عن العالم.

وبحسب كامل الخوداني، رئيس مؤسسة "بناء حياة للحقوق والحريات"  فإن مليشيات الحوثي تتعمد في كل منطقة تحاصرها أو تسيطر عليها، ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة كالاختطاف، والقتل، وتفجير المنازل، وأيضا الإعدامات، والاقتحامات.

وأوضح في سلسلة تدوينات على "تويتر"، تابعتها "العين الإخبارية"، أن هذه الجرائم تحدث في وقت تختفي المنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية وصوت ناشطيها كدليل كاف على نفاقها وأنها ليست أكثر من منظمات ابتزاز.

الحقوقي اليمني أشاد بما تسطره مأرب جيشا وقبائل من "ملاحم بطولية خالدة بتضحيات ما قدمتها ولن تقدمها منطقة أخرى لأن الرجال تؤمن بقدسية قضيتها ومعركتها فلا شيء يثنيها القتال حتى النصر".

من جانبه، قال الناشط السياسي رشاد الصوفي، إن أطفال ونساء "العبدية" التي تحاصرهم مليشيات الحوثي الإرهابية يعانون من نقص الغذاء والدواء، مضيفا:" من لم يمت من النساء والأطفال بسبب نقص الدواء قتلته صواريخ وقذائف مليشيات الحوثي التي تمطر بها سكان كافة قرى العبدية".

وأضاف أن المليشيات الحوثية الإرهابية لم تمتثل لكل الدعوات والنداءات والتحذيرات المتكررة لفك الحصار عن المدنيين في مديرية ⁧‫العبدية‬⁩ وتمعن في ارتكاب جرائمها ما يسفر عن تهديد وخطورة واضحة على حياة المدنيين وخاصة النساء والأطفال.

ضوء أخضر

بدوره، كتب القيادي في المقاومة الوطنية محمد أنعم، قائلا إن  "قيادات مليشيات الحوثي تفاخر وتحتفل بارتكاب المذابح الجماعية بحق أهلنا في مأرب".

وأشار إلى أن "هتافات مليشيات الحوثي بشعارها الإرهابي وهي الغارقة بدماء الأطفال وطلقات رصاصاتهم تسكت أصوات توسلات اليمنيات،" لافتا إلى أن "الانقلاب الحوثي يبيد مأرب وأحفاد ملوك سبأ في جرائم تجعل السلام في اليمن مستحيلا".

وأوضح القيادي اليمني، أن قيادات الحوثي يمجدون ويباركون قتل أبناء مأرب ويمنحون مليشياتهم الضوء الأخضر لارتكاب مذابح جماعية وتنكيل للقبائل، لافتا أن المليشيات تبرر جرائمها بنشر تغريدات تتهم كل قبائل مأرب أنهم دواعش وقاعدة وما تتعرض له العبدية وغيرها صورة من ذلك الإرهاب المتعمد.

كيان حقوقي لمحاكمة الحوثي

الدكتور يحيى الأحمدي والشبكة اليمنية للحقوق والحريات بدورهما طالبت بتشكيل كيان حقوقي يتولى تعقب قيادات الحوثي تمهيدا لمحاكمتها.

وكتب الأحمدي على حسابه في "تويتر"، وقال إن "الحملات الإنسانية التضامنية مالم تتحول إلى برنامج عمل فلا معنى لها".

وشدد "يجب أن يبادر المعنيون والمهتمون إلى تشكيل فريق حقوقي وإنساني قادر على كبح جماح المليشيات الحوثية وإدانتها وتجريم قادتها وتقديم ملفات ضدهم أمام المحاكم الدولية".

أما الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، دعت الجهات المعنية لتشكيل فريق حقوقي وإنساني للوقوف على الكارثة الإنسانية التي يعيشها أبناء "العبدية" جراء العدوان والحصار الحوثي الإرهابي.

وأشارت إلى أنه مثلما فضحت مديرية العبدية وحشية المليشيات الحوثية وطبيعتها الإرهابية لكنها كشفت زيف المجتمع الدولي وازدواجية مواقفه تجاه القضايا الإنسانية.

وأكدت أن " الشعب اليمني يعتبر أن الصمت الأممي والدولي تجاه ما يتعرض له الأطفال والنساء وكبار السن في مديرية العبدية بمثابة ضوء أخضر للمليشيات الحوثية الإرهابية للاستمرار في التنكيل بالمدنيين وقتلهم".

ونبهت إلى أن ‏ما يتعرض له سكان مديرية العبدية يمثّل نموذجاً للحرب العدمية التي تخوضها مليشيات الحوثي الإيرانية بحق اليمنيين وتخاذل الأمم المتحدة تجاه العبدية يكشف موقفها المتخاذل تجاه الشعب اليمني ككل.

وأوضحت  الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، أن جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها مليشيات الحوثي بحق أبناء المديرية جاءت بعد تهديدات وتحريض مباشر من قبل قيادات المليشيا التي تكفّر كل من يختلف معها وتستبيح دمه وعرضه وأملاكه.

يشار إلى أن مليشيات الحوثي تحاصر العبدية التي يقدر عدد سكانها بـ35 ألف نسمة منذ نحو 26 يوما ما تسبب بتفاقم المعاناة الإنسانية وسط مخاوف أممية من كارثة إنسانية وشيكة.