وقفة تصويبية.. اليمن يعالج اختلالات قطاع الابتعاث الخارجي (خاص)
اختتم اليمن، الإثنين، المؤتمر الأول للابتعاث، الذي يقام للمرة الأولى، بهدف الارتقاء بعملية البعثات الدراسية للخارج.
ويسعى مؤتمر الابتعاث الخارجي للوقوف على مسيرة الابتعاث في اليمن وافتقارها لاستراتيجية إعداد وتأهيل كفاءات البلاد، واستيعابهم في خطط التنمية الشاملة.
المؤتمر نظمته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني، برعاية رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، رئيس المجلس الأعلى للجامعات اليمنية، وبالشراكة مع مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية.
واستمر مؤتمر الابتعاث لمدة يومين، وبمشاركة أكاديميين وباحثين من مختلف الجامعات اليمنية الحكومية، وناقش أربعة محاور، شملت تجربة الابتعاث، وتحديات الابتعاث، ودراسة تجارب إقليمية، والتوجهات المستقبلية.
المؤتمر الذي أقيم تحت شعار: (نحو استراتجية وطنية تستوعب المتغيرات)، استعرض 11 بحثا وورقة علمية، تخللها نقاشات تناولت تقييم تجربة الابتعاث في اليمن، وسبل مواجهة التحديات التي تواجهه؛ ووضع تصور مستقبلي للارتقاء بهذا القطاع.
الحكومة توجه باستيعاب مخرجات المؤتمر
وكان رئيس الحكومة اليمنية، الدكتور معين عبدالملك، قد أشاد بمخرجات المؤتمر الأول للابتعاث، والدور المعول عليها في تقييم تجربة الابتعاث والاستفادة من التجارب الإقليمية والدولية المتميزة في هذا المجال.
ووجه في كلمته خلال ختام المؤتمر باستيعاب مخرجاته وتوصياته ضمن خطط الوزارات والجهات المعنية.. مؤكدا حرص الحكومة على إيجاد استراتيجية واضحة للابتعاث تضمن آليات شفافة في الاختيار وتكافؤ الفرص.
ولفت الى أن إقامة المؤتمر تؤكد تكامل الأدوار والشراكة المجتمعية بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني العاملة في مجال الابتعاث.. مشيرا إلى الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن والتي تتطلب اهتماما أكثر بالكوادر العلمية وتأهيلها للمساهمة في عملية البناء والتنمية.
كما أكد أهمية العمل في أكثر من محور لتنمية رأس المال البشري عبر تطوير الجامعات والتركيز على التخصصات النوعية، ووضع تصور استراتيجي وطني لعملية الابتعاث وتوجهاتها، ومعالجة الاختلالات في هذا الجانب.
وقال إن الحكومة اتخذت إجراءات لتصحيح قوائم الابتعاث الخارجي وإخراج أسماء غير المستحقين خارج مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص للمنح الدراسية في الخارج، بتوجيهات من مجلس القيادة الرئاسي؛ لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد في هذا القطاع.
إعادة تأهيل الكفاءات
وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني، الدكتور خالد الوصابي قال إن فكرة تنظيم المؤتمر جاءت استشعارا من الوزارة بالحاجة الماسة للوقوف على مسيرة الابتعاث ودور كافة الأطراف المعنية بهذه العملية، وانطلاقا من حرص الوزارة في ترجمة توجهات الدولة في إعداد وتاهيل الكفاءات التي يحتاجها الوطن.
وأضاف الوصابي لـ"العين الإخبارية" أن الأوضاع الاستثنائية التي تعيشها بلادنا نتيجة انقلاب المليشيات الحوثية وتدمير البنية التحتية للدولة، تتطلب من جميع الكوادر المؤهلة المشاركة الفاعلة في عملية البناء والتنمية.
وقفة تصويبية
وأكد الوزير اليمني أن الابتعاث يحتاج إلى وقفات تقييمية وتصويبية لتطويره ولتحقيق الأهداف المرجوة منه وفق استراتيجية وخطط مدروسة.
واعترف أن الحكومات اليمنية السابقة أنفقت المليارات على قطاع الابتعاث دون أن يكون له أثر أو مردود حقيقي على التنمية في بلادنا، وهذا ما دفع إلى مثل هذه الوقفة التصويبية لواقع الابتعاث.
وأشار إلى التزام الوزارة بشروط ومعايير الابتعاث للطلبة المتفوقين إلى الخارج ليمثلوا اليمن أفضل تمثيل، وهو ما تجسد لنخبة من الطلاب اليمنيين المبتكرين والعلماء الذين حصدوا المراكز الأولى في أرقى الجامعات، والذين ينشرون أبحاثهم في أرقى المجلات العلمية بالعالم.
الاستثمار في الإنسان
من جانبه قال وكيل وزارة التعليم العالي الدكتور مازن الجفري إن المؤتمر جاء منسجما مع توجهات القيادة السياسية في الاهتمام بالكادر البشري باعتباره أهم وأغلى ثروة يمتلكها شعبنا.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن الابتعاث يقوم على الاستثمار في الإنسان، وهذا الاستثمار هو أساس التنمية والتطور والتحديث، وهو بالفعل ما تحتاجه اليمن من العقول النيرة والمتعلمة، خاصة وأنها تمر في ظروف صعبة للغاية.
الجفري أكد أنه ينبغي الاهتمام بالشباب وبالإنسان اليمني، لكي يتلقى العلوم المعرفية والتطبيقية الحديثة والعصرية، وآخر ما توصلت إليه تطورات العلم في المجالات المختلفة.
توصيات الختام
يذكر أن المشاركين في المؤتمر الأول للابتعاث، أوصوا في ختام أعمالهم، بأهمية تشكيل فريق متخصص لرسم سياسة الابتعاث و استراتيجيتها الوطنية، وإطار الشراكة مع القطاع الخاص والمنظمات المجتمعية في حقول التعليم والابتعاث.
كما دعا المشاركون إلى اعتماد موازنات مالية لوزارة التعليم العالي في مضمار الابتعاث، وتعزيز دور الملحقيات الثقافية عبر تطوير قاعدة البيانات الوزارية وربطها بالملحقيات.
وأوصوا بتطوير التشريعات القانونية المنظمة للابتعاث الداخلي والخارجي بما يتوافق مع المتغيرات الحديثة، وتخصيص مقاعد للأوائل والمبدعين من خريجي الثانوية العامة للابتعاث إلى جامعات ذات مكانة علمية عالية، وتخصيص منح مالية لأبناء الجاليات اليمنية في الخارج.
كما اختتم المؤتمر أعماله بتشكيل لجنة لمتابعة المخرجات، ولجنة مشتركة بين الوزارة والمؤسسات الأهلية لرسم سياسة الشراكة لإعداد وصياغة الاستراتيجية الوطنية للابتعاث.