"هوية عدن".. مشروع لإنقاذ موروث ثغر اليمن الباسم
مثلت مدينة عدن اليمنية قبلة لمختلف الهويات والثقافات الشرقية والغربية؛ بحكم موقعها الحيوي الرابط بين قارات العالم القديم.
وساهم في ذلك ميناؤها الواقع على مفترق طرق التجارة الدولية، وعلى أزقتها وشوارعها ترتص بنايات الفن المعماري الهندي والفارسي والإنجليزي.
وعلى مدار عقود مضت، عُرفت عدن بأنها "ثغر اليمن الباسم" ومدينة التعايش والانفتاح الذي تجسد في تلاقح الهويات وانصهارها داخل المدينة، حتى باتت عدن مدينةً عالمية، تختزل الثقافات والتي تحكي قصة تعايش العدنيين بمختلف انتماءاتهم مع الآخر المختلف.
ومنذ الانقلاب الحوثي، كانت إرهاصات الحرب التي طالت المدينة قد بدأت بطمس ذلك التنوع، قبل أن تتلقف منظمة "عدن أجين الثقافية"، مهمة إنقاذ التراث العدني، وتعلن عن مشروع "هوية عدن"، للحفاظ على النمط المعماري العدني، بالشراكة مع منظمة اليونسكو والصندوق الاجتماعي للتنمية، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي.
وبحسب رئيس المؤسسة مازن شريف فإن المشروع يعزز دور الأهالي والشباب في الدفاع عن التراث المعماري العدني، من خلال أنشطة المشروع التي تتنوع ما بين لقاءات بالأهالي وسكان المنازل التاريخية، بالإضافة إلى تدريبات نوعية تستهدف طلاب وطالبات المعمار والديكور الداخلي في الجامعات اليمنية.
وكشف رئيس مؤسسة "عدن أجين" في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن المشروع سيتضمن جولات ميدانية بهدف التعرف عن كثب على جماليات وخصائص النمط البنائي العدني.
وأشار إلى أن المشروع يسعى إلى توثيق نماذج من المنازل ذات النمط العدني توثيقا فنياً، وتوثيق مكونات هذا النمط من: أعمال خشبية، نوافذ، أبواب، تيجان، عبارات ونقوش.
واعتبر شريف أن هذا المشروع "مهم جدًا" للحفاظ على ما تبقى من النمط العدني، وصونه من الاندثار، ورفع الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ عليه.
وبدأت الترتيبات بالفعل، أواخر الأسبوع الماضي، من خلال أول نشاط مع أهالي وسكان المباني المعمارية الفريدة في عدن، ومن المقرر أن يتبعه تدريب يخص طلاب المعمار والديكور الداخلي سيستمر عدة أيام، يعقبه جولات ميدانية وزيارة المنازل القديمة؛ لتعريف طلاب الديكور بها وتوثيقها.
أهداف المشروع يشير إليها رئيس المؤسسة المنفذة، بأنها تتمحور حول تأسيس نواة أولية لتوثيق الإرث المعماري لمدينة عدن القديمة، والتعريف به من خلال مسح وتوثيق مكونات التراث البنائي العدني.
بالإضافة إلى رفع وعي الجهات المختصة والمجتمع بأهمية الحفاظ على التراث المعماري العدني، وأهمية عدن القديمة وموروثها العمراني، وتعزيز دور الأهالي في الدفاع عن التراث وإشراكهم في أنشطة المجتمع المدني.
كما يهدف المشروع إلى دعم المطالبات بإعلان عدن القديمة محمية تاريخية، وتعزيز دور المنظمات الدولية الساعية للحفاظ على الإرث المعماري والثقافي، وبناء قدرات الشباب في مجال التوثيق وتوجيه هواياتهم في هذا الجانب، وخلق مجالات عمل لهم تتعلق باستثمار التراث.
وتوقع مازن شريف أن يتمخض عن المشروع العديد من النتائج، أهمها: تأييد الشعور الإيجابي تجاه ما تمتلكه عدن من إرث، يعكس هويتها المنفتحة على الآخر والمتعايشة معه، وتعزيز وتقوية دور الأهالي بالتصدي لكل مظاهر العبث بمكونات الموروث.
كما من المتوقع أن يفتح المشروع علاقات تواصل بين الأهالي والمنظمات المدنية المدافعة عن الموروث الثقافي لعدن، وتأسيس قاعدة معلوماتية عن مكونات الموروث الثقافي للمدينة.
ودعا رئيس مؤسسة (عدن أجين) الثقافية في ختام حديثه لـ"العين الإخبارية"، مجتمع عدن للتعاون مع المشروع وأنشطته التي ستعلن تباعًا على منصات التواصل الاجتماعي التابعة للمؤسسة.
aXA6IDMuMTM4LjMyLjUzIA== جزيرة ام اند امز