سجل أسود.. تقرير أممي يفضح انتهاكات الحوثي للعمل الإنساني
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) يكشف عن جانب من الانتهاكات الحوثية بحق العمل الإغاثي والإنساني في اليمن
كشف تقرير أممي عن تنامي الانتهاكات الحوثية بحق العمل الإغاثي والإنساني في اليمن منذ مطلع العام الجاري على نحو غير مسبوق.
وخلال شهري فبراير/شباط، ومارس/آذار الماضيين، سجلت الأمم المتحدة منع واحتجاز مليشيا الحوثي الانقلابية عشرات الشاحنات الإنسانية والطبية.
- اليمن: انسحاب الحوثي من الحديدة دون رقابة يهدم الجهود الدولية
- وزير يمني يكشف "مسرحية" تسليم الحوثي ميناء الحديدة
واختطف الحوثيون القوافل الإغاثية تباعا لتضييق الخناق على عمل المنظمات الإنسانية في صنعاء ولإبقاء مسار المساعدات تحت تصرف عناصرهم في المجتمع المدني والذين دفعوا بالكثير من المساعدات كمجهود حربي لدعم مقاتلي الجبهات.
وطبق الانقلابيون باستمرار نهج سياسة التجويع والحرمان من المساعدات الإغاثية والإنسانية تجاه السكان في المحافظات الخاضعة لإرهابهم، بهدف مضاعفة تردي الوضع الإنساني واستثماره كورقة للمتاجرة.
إحصائيات أممية جديدة
وقال التقرير الأممي، الذي صدر الأحد، إن مليشيا الحوثي الانقلابية منعت واحتجزت 71 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية والطبية.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا)، أن مليشيا الحوثي أوقفت عشرات الشاحنات الأخرى التابعة للمنظمات الأممية والدولية غير الحكومية في محافظة إب خلال الأسابيع القليلة الماضية.
ووثق التقرير قيام مصلحة الجمارك في إب الخاضعة للحوثيين، منتصف فبراير/شباط الماضي، باحتجاز 30 شاحنة تقل إمدادات طبية قابلة للتلف كانت قادمة من العاصمة المؤقتة عدن إلى محافظة الحديدة غربي البلاد.
منع من التدخلات الطارئة
ويوثق التقرير الأممي منع الانقلابيين للمنظمات الدولية من إجراء التدخلات الإغاثية الطارئة في بلدة حجور الواقعة شمال شرق محافظة حجة والتي شهدت حتى فبراير/شباط عدوانا حوثيا على مدى شهرين تعرضت خلالهما المنطقة للقصف بالصواريخ الباليستية والدبابات، إلى جانب اجتياح حوثي بربري للقرى.
وكشف التقرير الأممي عن أن مليشيا الحوثي منعت أكثر من 41 شاحنة محملة بمساعدات الإيواء والمواد غير الغذائية من دخول مديرية كشر، ما أدى إلى إبطاء إيصال المساعدات الطارئة للأسر النازحة على وقع تصاعد حدة القتال.
وأشار التقرير إلى أن المليشيا الحوثية لم تسمح لمنظمات الأمم المتحدة بالوصول إلى مناطق المواجهات في مديرية كشر، سواء لتقديم المساعدات أو لتقييم الأوضاع الإنسانية.
ومارست مليشيا الحوثي حصارا مميتا وحرمانا لسكان مديرية كشر وكافة مناطق حجور من الغذاء والدواء كسياسية عقاب جماعة، إثر انتفاضة رجال القبائل ومقاومتهم لعسكرة المليشيا لقراهم في المرتفعات الجبلية الواقعة شمال غربي البلاد.
حرمان الآلاف من المشاريع
وبينت الأمم المتحدة أن سلطات الحوثيين تسببت في تعليق أكثر من 52 اتفاقية فرعية مع المنظمات الأممية والدولية غير الحكومية، يستفيد منها آلاف الأشخاص.
وطبقا للمنسقية الأممية، لا تزال هناك 7 اتفاقيات فرعية للمشاريع الممولة من الصندوق الإنساني اليمني (YHF) يستفيد منها 236 ألف شخص، في انتظار الموافقة الفعلية من قبل مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
وأوضح التقرير أن المنظمات غير الحكومية الدولية أبلغت أن 45 اتفاقية فرعية معلقة منذ شهر مارس الماضي تخدم 430 ألف مستفيد، ويرفض الحوثيون تفعيلها ضمن الضغوطات التي يمارسونها تجاه تلك المنظمات.
عدوان حوثي ممنهج
وتقول الحكومة اليمنية إن صمت منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن حيال الممارسات الحوثية يشجع مليشيا الحوثي على ارتكاب المزيد من احتجاز القوافل الإغاثية والدوائية الخاصة بالشعب اليمني في المناطق غير المحررة، في ظل عدم التدخل الحازم لوقف مثل هذه الأعمال.
وبحسب التقارير، فإن مليشيا الحوثي احتجزت خلال أبريل/نيسان الماضي أكثر من 25 شاحنة وقاطرة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي تحمل مساعدات إغاثية ومشتقات نفطية خاصة بالمستشفيات في محافظة إب.
وسجلت محافظات الحديدة وإب وصنعاء منذ ديسمبر 2018، أعلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين عدوانا ضد شاحنات الإغاثة، ووصل إجمالي ما احتجزته المليشيا من شاحنات إلى 102 شاحنة إغاثية، فضلا عن قطع الطرقات بين الحديدة وصنعاء وبين صنعاء وعدن.
فيما وثقت تقارير دولية وأخرى محلية قيام مليشيا الحوثي منذ الانقلاب باعتراض واستهداف 65 سفينة إغاثية و124 قافلة مساعدات و7628 شاحنة إغاثة، في عمليات عدوانية ممنهجة تستهدف اغتيال العمل الإغاثي.
وفي وقت سابق، طالبت اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، مارك لوكوك، والمنسقة الأممية في البلاد ليز جراندي، بالتدخل العاجل لوقف انتهاكات مليشيا الحوثي بحق العمل الإغاثي والإنساني.
وشددت، في بيان صحفي، على ضرورة التدخل العاجل للأمم المتحدة للإفراج عن شحنات الأدوية الخاصة بمرضى السرطان في محافظة إب وسط اليمن، وضمان وصولها إلى مركز الأورام المتخصص في المحافظة.
وطالبت اللجنة المسؤولين الدوليين بالضغط العاجل على المليشيا لوقف اعتداءاتها ومضايقاتها للمنظمات الإغاثية في اليمن، والتي كان آخرها الاعتداء وإطلاق النار على فريق منظمة كير في محافظة إب والاستيلاء على 279 سلة غذائية.
ولفت البيان إلى أن احتجاز المليشيا هذه الأدوية يهدد حياة ما يزيد على 3000 مريض بالسرطان في محافظة إب، خصوصاً بعد نفاد ما يقرب من 50% من أدوية السرطان في المركز المتخصص لعلاج الأورام السرطانية في المحافظة.
واعتبر البيان هذه التصرفات جرائم إرهابية تستهدف المجتمع بشكل عام وتخالف القوانين الدولية وتنذر بانهيار القطاع الصحي في المحافظة، والوضع الإنساني بشكل عام.
aXA6IDMuMTQ2LjM3LjIyMiA= جزيرة ام اند امز