زعيم الحوثيين باليمن.. رأس الأفعى وسجل حافل بالإرهاب
يملك زعيم مليشيا الحوثي عبد الملك الحوثي سجلا حافلا بالإجرام،أهلته خلال عقدين للتربع على عرش لوائح الإرهاب العالمية.
ووجهت الإدارة الأمريكية سلسلة من الضربات المدروسة لزعيم الانقلاب المعروف بـ"رأس الأفعى" عبدالملك بدر الدين الحوثي، تمثلت بالإعلان عن قرار لوزارة الخزانة الأمريكية، إدراج مليشياته ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية العالمية.
كما تضمن الإعلان على لسان وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، الإثنين، إدراج زعيم الخراب عبدالملك الحوثي وشقيقه الأصغر "عبدالخالق" وذراع آلته العسكرية "عبدالله الحاكم" على قائمة الإرهابيين الدوليين.
وتطُرق "العين الإخبارية" الزاوية الأكثر ظلاما في حياة الرجل الأول لطهران في اليمن منذ ولادته سنة 1979، بمدينة صعدة بأقصى الشمال اليمني، وفقا لتقارير دولية.
وكانت واشنطن استبقت في ديسمبر الماضي، قرارها ضد عبدالملك وجماعته بتصنيف 5 قيادات يعدون الأذرع الأمنية والمخابرات للمليشيات على قائمة الإرهاب لسجلها الإنساني الأسود، كما طالت المندوب الإيراني بصنعاء، حسن إيرلو.
ورحبت الحكومة اليمنية بتصنيف واشنطن للحوثيين منظمة إرهابية، واعتبرته انتصارا للضحايا المدنيين مطالبة الدول العربية بخطوات مماثلة لتشديد الخناق على المليشيات الانقلابية.
من هو عبدالملك الحوثي؟
عاش "عبدالملك" بين جبال وكهوف"مران" في مديرية حيدان التابعة لصعدة والتي تدحرجت منها كرة النار الإيرانية لتشعل كل اليمن وتنشر الموت والخرب ووصلت تهديدها إلى كل العالم بعد شن سلسلة من الهجمات والألغام البحرية في البحر الأحمر.
ولايحمل زعيم المليشيات شهادة علمية واحدة، كما لم يلتحق بأي مدرسة تعليمية، إلا أنه تتلمذ ودرس على يد والده "بدر الدين الحوثي" العلوم الدينية ضمن مجموعة مع مؤسس المليشيا الأكبر "حسين الحوثي" والتي شكلت الصف القيادي الأول للجماعة الانقلابية لاحقا.
وكانت هذه المجموعة الأولى التي شكلت بنية الجناح العسكري المتطرف للمليشيات تتألف من "يوسف المداني" و"عبدالله الحاكم" و"طه المداني" و"صالح الصماد" و"محمد عبد السلام" و"مهدي المشاط" وعدد من القيادات الأخرى، وفقا لمصادر يمنية تحدثت لـ"العين الإخبارية".
ومنذ توليه قيادة الانقلابيين في سبتمبر/ أيلول 2004، خلفا لشقيقه المؤسس حسين الحوثي، الذي لقي مصرعه في أول تمرد على اليمن في مران، قاد زعيم المليشيات جميع حروب المليشيا والتي عرفت بـ"حروب صعدة الستة" استمرت حتى 2009.
وكان والده بدر الدين الحوثي من اختار "عبدالملك" (24 عاما حينها) لزعامة الجماعة باعتباره طفله "المدلل" ومن زوجته الصغرى، ولأنه لازمه عند تدهور صحته لمقتل اثنين من أبنائه، وفضله على ماتبقى من إخوته الـ 15 وهم أشقاء لأب و 4 أمهات.
وطيلة زعامته للمليشيات افرهابية ظل "عبدالملك" ويكنى بـ"أبو جبريل" مختفيا عن الأنظار قبل أن يظهر لأول مرة 2008 في أحد المواقع الإلكترونية التي أنشأتها الجماعة بدعم إيراني ثم تحولت لاحقا، أي خطاباته، بمثابة توجيهات عملية لأتباعه.
وسنة 2014، أشرف زعيم المليشيات على اجتياح مدينة عمران اليمنية وفرض الحصار على صنعاء، وهدد مرارًا السلطات اليمنية بمزيد من الاضطرابات والحصار إذ لم تستجيب لمطالبه والتي حملت غطاء شعبيا من قبيل خفض اسعار المشتقات النفطية.
وعقب اجتياح صنعاء ليلة 21 سبتمبر، وجه الحوثي بمحاصرة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ورئيس الوزراء وأعضاء مجلس الوزراء، لكن هادي نجح في الإفلات والانتقال إلى عدن غير أن المليشيات سارعت في اجتياح معسكرات الدولة ونهبها بالكامل وحشدها صوب عدن في هجوماً آخر بتوجيه زعيمها.
وشيد زعيم مليشيا الحوثي نحو أكثر من 40 جبهة قتال في ربوع اليمن على مدى 6 سنوات من الحرب الطاحنة.
علاقته بإيران
يؤكد الكثير من المنشقين من جماعة الحوثي وكذا شيوخ القبائل في صعدة أن زعيم المليشيا "عبدالملك" لا يعد غير واجهة تستخدم من قبل ضباط عسكرين بالحرس الثوري الإيراني وضباط آخرين من حزب الله وفيلق القدس على رأسهم "عبدالرضا شهلائي".
كما تؤكد مصادر يمنية لـ"العين الإخبارية"، أن شهلائي أحد ضباط الحرس الثوري الإيراني كان هو الرأس المدبر الخفي منذ مقتل الزعيم الأول للمليشيات حسين الحوثي وخلافة شقيقه عندما كان شابا مراهقا لا يجيد تدبير شؤون الجماعة.
وشارك شهلائي في رسم خطط المعارك فيما كان المدعو يوسف المداني وهو صهير حسين الحوثي كقائد للحملات العسكرية حتى أن الحوثيين يصفوه بمهندس الحروب الست، إشارة لحروب صعدة الممتدة من 2004-2009.
وتعود علاقة عبدالملك الحوثي مع إيران إلى سنة 1994 وهي فترة إقامة والده في طهران والتي تحول من المذهب الزيدي إلى مرجعية دينية في المذهب "الإثناعشري" الشيعي.
وعاد والده إلى صعدة ليمنح نجله "المدلل" وفقا لحديث صحفي لشقيقه "محمد" ، زعامة الجماعة بعد تعليمه لسنوات مذهبه الجديد ثم قدمه للنظام الإيراني أنه أكثر أولاده القادرين على خدمة المشروع الصفوي باليمن والبلدان العربية.
ملاحقة دولية ومحلية
وطيلة 6 سنوات من عمر الانقلاب، بات رأس الشر المعروف بـ"رأس الأفعى" على طائلة العقوبات الدولية والمحلية في مسيرة مغامرات اكتسبت مرارا نقض العهود ونسف فرص السلام واطلاق التهديدات النارية ضد اليمنيين ودول الجوار والعالم.
ففي سنة 2015 ، وبعد أشهر فقط من الانقلاب أدرج عبدالملك الحوثي على لوائح عقوبات مجلس الأمن لتزعمه حركة دينية ساهمت بالانقلاب وتقويض الشرعية باليمن تهدد السلام والأمن والاستقرار وذلك بموجب قراري 1844 و2216.
وفي أبريل/ نيسان 2018، صنفه التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بأنه "الرجل الأول ضمن قائمة الـ 40 مطلوبا باليمن"، كما منح مبلغ مكافأة تصل لـ 30 مليون دولار أمريكي لمن يحدد موقعه أو يقدم معلومات عنه ونشاطه.
وبدأ القضاء اليمني، في يوليو/ تموز 2020 لأول مرة محاكمة زعيم المليشيا، عبد الملك الحوثي، و 174 آخرين من جماعته، بتهمة "الانقلاب وتأسيس تنظيم إرهابي مسلح بدعم من إيران وحزب الله اللبناني".
وتوج إدراج الإدارة الأمريكية يناير/ كانون الثاني الجاري، عبدالملك الحوثي على قائمة الإرهابيين الدوليين مع شقيقه عبد الخالق الحوثي، وذراع الاستخبارات العسكرية عبدالله الحاكم، وفقا لإعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، السجل الحوثي الحافل بالانتهاكات والجرائم ضج اليمنيين والمدنيين الأبرياء.