"الجوف ونهم".. مصيدة تلتهم مليشيا الحوثي شمال اليمن
مليشيا الحوثي غامرت، مطلع الأسبوع، بشن هجوم على مواقع الجيش اليمني في جبهة "نهم"، التي تعد خط المواجهة الأول بين الشرعية والانقلابيين
تحولت جبهتا "نهم" و"الجوف" شمالي اليمن إلى مصيدة تلتهم المئات من عناصر مليشيا الحوثي الانقلابية وقياداتها الميدانية بنيران الجيش اليمني والتحالف العربي، لليوم السابع على التوالي.
وغامرت المليشيا الحوثية، مطلع الأسبوع الماضي، بشن هجوم مفاجئ على مواقع الجيش اليمني في جبهة "نهم" شرق صنعاء، التي تعد خط المواجهة الأول بين الشرعية والانقلابيين منذ عام 2016.
وبدأت المغامرة الحوثية بشن هجمات إرهابية مكثفة على مواقع عسكرية ومدنية في مأرب بهدف إرباك الجيش الوطني قبل أن تشن زحوفات متزامنة نحو "مفرق الجوف" وسلسلة جبال يام في مديرية "نهم".
ووفقا لمصادر عسكرية، كانت المليشيا الحوثية تسعى من وراء السيطرة على مفرق "الجوف" لخنق القوات الحكومية المرابطة في جبال "نهم" بعد قطع الإمداد القادم إليها من الجوف، وشن هجوم مماثل على "نهم" عبر عناصرهم القادمة من صنعاء.
وقالت المصادر، لـ"العين الإخبارية"، إن قوات الجيش الوطني ومقاتلي القبائل وبإسناد مكثف من طيران التحالف العربي تمكنت، مساء أمس الجمعة وفجر السبت، من استعادة السيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية في جبال "جرشب" و"يام"، بعد أن كانت المليشيا قد حققت اختراقا إليها، الخميس الماضي.
ونفذت مقاتلات التحالف العربي غطاء جويا مكثفا للقوات الحكومية، حيث شنت، خلال الساعات الماضية، أكثر من 15 غارة دكّت تعزيزات بشرية ومدافع وعربات للانقلابيين على مشارف جبال "نهم".
وأسفرت الضربات الجوية عن دك التحصينات الحوثية في جبال "يام" وهو ما مكّن قوات الجيش الوطني من الزحف واستعادة عدد من المواقع المهمة، وفقا للمصادر.
وفي محافظة مأرب، حققت القوات الحكومية والمقاومة الشعبية تقدما نوعيا، وذلك بالتوغل صوب سلسلة جبال "هيلان" في صرواح، التي كانت المليشيا تنصب بداخلها منصات صواريخ كاتيوشا لقصف الأحياء السكنية ومقرات الجيش في مأرب.
وأكد مصدر عسكري، لـ"العين الإخبارية"، أن قوات الجيش والمقاومة تتقدمها قيادات رفيعة سيطرت، فجر السبت، على عدد من المواقع المهمة في جبال هيلان لأول مرة منذ 5 سنوات، ويتم تمشيط مواقع السلسلة الجبلية المهمة.
وهذه هي المعركة الأعنف في جبهتي "نهم" و"الجوف" منذ يناير 2017، عندما سيطرت القوات الحكومية على معسكر "فرضة نهم" وحققت الاختراق الأبرز في دفاعات الحوثيين صوب صنعاء.
وسعت المليشيا، وفقا لمراقبين، من خلال الهجوم المتزامن على أكثر من محور، إلى السيطرة على "نهم" و"مفرق الجوف"، ثم التوغل مجددا صوب محافظة مأرب النفطية، والتي تحتضن أيضا القوام الأبرز من معسكرات الجيش الوطني.
خسائر حوثية كبيرة
مُنيت مليشيا الحوثي بخسائر هي الأكبر على الإطلاق منذ توقيع اتفاق ستوكهولم أواخر 2018، ودخول جبهات القتال في تهدئة نسبية.
وكان أبرز الخسائر قتل وأسر جميع أفراد ما يسمى "كتيبة الموت"، وهي فرقة خاصة أعدتها المليشيا الحوثية، وبتدريب من خبراء إيرانيين، للاقتحامات والمهمات الاستثنائية.
وإضافة إلى مئات العناصر الذين قتلوا بضربات الطيران والجيش الوطني، خسرت المليشيا الحوثية أكثر من 15 قياديا بارزا، على رأسهم "ماجد المؤيد" قائد كتيبة الموت، والقيادي نجيب المقدشي والقيادي "يحيى السراجي".
كما اعترفت المليشيا بمقتل قيادات بارزة في معارك نهم، هم: "مالك الوشلي وصادق المراني وحسن الأمير ومحمد السراجي".
aXA6IDMuMTMzLjExOS4yNDcg جزيرة ام اند امز