القاعدة في اليمن.. "العين الإخبارية" تتعقب هجمات الدم
رفع تنظيم القاعدة وتيرة هجماته الإرهابية بالجنوب اليمني، وذلك رغم شراسة الحرب على الإرهاب التي تقودها القوات الجنوبية
بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية.
تلك الهجمات كان آخرها في 4 يوليو/تموز الجاري، حيث استهدف التنظيم بهجومين إرهابيين متزامنين بلدة "المصينعة" في شبوة بطائرة مسيرة والطريق العام شرق مدينة مودية، شرقي أبين ما أسفر عن 9 مصابين بينهم مدني.
- إرهاب "القاعدة" يستفحل في أبين.. والقوات الجنوبية بـ"المرصاد"
- أفاعي "القاعدة" تطل برؤوسها مجددا.. هجمات بشبوة وأبين
وتعقبت "العين الإخبارية"، هجمات الدم للتنظيم والتي وصلت خلال النصف الأول من العام الجاري إلى أكثر من 38 عملية إرهابية، ما أسفر عن سقوط قرابة 100 قتيل وجريح بينهم ضباط وقيادات ميدانية بارزة.
هجمات الدم
وشهد الربع الثاني من العام 2023 (أبريل، مايو، يونيو)، نحو 24 عملية إرهابية لتنظيم القاعدة ووقعت جميعها في محافظتي شبوة وأبين ما أسفر عن سقوط 38 قتيلا وجريحا بينهم 3 ضباط وقيادات ميدانية عسكرية.
أما الربع الأول (يناير، فبراير، مارس) فشهد 14 عملية إرهابية لتنظيم القاعدة غالبيتها وقعت في محافظة أبين ما أسفر عن سقوط أكثر من 55 قتيلا وجريحا بينهم رئيس عمليات اللواء الخامس دعم وإسناد العقيد عبدالله سعد بارجيلة.
واستهدفت العمليات الإرهابية، دوريات عسكرية، وسيارات إسعاف، في بلدتي المحفد وبلدتي البقيرة ووادي عومران في مديرية مودية في أبين ومنطقتي عسيلان والمسيناء، والمصينعة، بمحافظة شبوة فيما كان جميع الضحايا من الحزام الأمني ومحور أبين ودفاع شبوة (القوات الجنوبية).
وتشير الحصيلة الخاصة بـ"العين الإخبارية"، إلى أن يونيو/حزيران 2023 شهد 11 عملية إرهابية وهو أعلى معدل من الهجمات في شهر وتوزعت بين قصف مواقع القوات الجنوبية بقذائف الهاون وتفجير العبوات وهجمات مسلحة وجوية بالطائرات المسيرة ما أسفر عن مقتل 5 جنود بينهم ضابط وإصابة 18 آخرين.
كما تشير إلى أن شهر مايو/أيار جاء في المرتبة الثانية، حيث تبنى تنظيم القاعدة 8 عمليات إرهابية في محافظتي شبوة وأبين وذلك بعد أن لجأ لأول مرة إلى إدخال الطائرات المسيرة لقصف القوات الجنوبية ما أسفر عن مقتل جندي وإصابة 6 آخرين بينهم أركان اللواء أول دفاع شبوة أحمد السليماني.
مستويات أكثر خطورة
ويرى خبراء متخصصون في شؤون الجماعات الإرهابية أن تنظيم القاعدة بعد أن وصل إلى مرحلة الإنهاك نتيجة الضربات التي تلقاها من القوات الجنوبية بدعم من التحالف العربي استطاع حاليا أن يتجاوز هذه المرحلة وينتقل لمرحلة أكثر خطورة.
وقال الباحث اليمني في شؤون الجماعات الإرهابية سعيد الجمحي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "التنظيم استطاع أن يتجاوز قضية إثبات التواجد إلى مستوى أكثر خطورة فنحن نشهد الآن عمليات متواصلة ورفع الجاهزية الكاملة وإدخال الطائرات المسيرة في خطوة غير مسبوقة".
وأضاف: "في اعتقادي أن التنظيم استعاد جزءا كبيرا من قوته، وتجدد نشاطه، وعملياته صارت الآن متسلسلة، وهي مرحلة أكثر خطورة، كما عاود التخفي بمهارة وبات يركز في عملياته على مناطق وصفها خصومه بأنها صارت مطهرة في محافظة أبين وشبوة لطالما ذكرها الكثيرون أنها باتت مطهرة وشبه مطهرة".
وأوضح أن "التنظيم يلجأ لهذه المناطق لأنها معاقله الرئيسية التي لديه جذور فيها، إضافة إلى أن عملياته تستهدف إسقاط هيبة خصومه وهذا تكتيك خطير أن تسقط هيبة خصمك".
وبحسب الجمحي فإن "القوات التي تقاتل التنظيم من القوات الجنوبية لا تنقصها العقيدة القتالية، فقد أثبتت استبسالها وعزمها ونجاحاتها التي حققتها للتخلص من التنظيم".
واستدرك: "لكن هذه القوات لا تزال بحاجة لمزيد من التدريب والتأهيل لاسيما الميداني ورفع الجاهزية وإدراك كيفية وضع الخطط والاستراتيجيات المحكمة للتعامل مع التنظيم وعدم التعجل بوهم الانتصار".
وأشار إلى أن "كل تلك الجهود سواء من الأفراد أو القيادات ستظل ناقصة لن تؤتي ثمارها إذا لم يكن هناك استقرار سياسي وتحسن اقتصادي وهذه قضية باتت في الحقيقة مؤكدة لا يمكن تجاوزها".
وأكد أن "التنظيمات الإرهابية بما فيها القاعدة وداعش تستفيد من استثمار التدهور السياسي والاقتصادي والسياسي لتحقيق مزيد من الاستقطاب والتوسع وتوجيه الخطاب العاطفي لقطاعات واسعة من الناس لاسيما الشباب الذين يستهويهم هذا الخطاب في ظل العجز الاقتصادي وتدهور العملة المحلية والبطالة وغيره".
وبحسب الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية فإنه "لا يزال النصر على تنظيم القاعدة مبكرا وبعيد المنال".
خسائر التنظيم
واعترف تنظيم القاعدة خلال الفترة من 1 يناير/كانون الثاني وحتى 30 يونيو/حزيران من عام 2023 بمقتل أكثر من 12 قياديا بينهم المسؤول الشرعي للتنظيم حمد التميمي.
وأقرت القاعدة بمقتل أبرز قيادتها ومنهم نصر الحميقاني، ومنذر التعزي ويدعى "عبدالرحمن ناصر الخليدي"، وحسان الحضرمي، مسؤول صناعة العبوات الناسفة والمتفجرات وقتل بغارة لطائرة دون طيار بمحافظة مأرب ومعه موحد الحضرمي وزكي الإبي.
كما اعترف بمقتل مشعل العصيمي المكنى أبو الخير النجدي بغارة جوية في محافظة مأرب، وأبو عزام الحلكي ويدعى "محمد صالح باكرموم الحلكي"، وقتل بغارة جوية لقوات التحالف العربي في حضرموت.
كذلك أقر بمقتل "القياديان الميدانيان "مصعب الجعدني" و"ناصر علي صلاح الجعدني"، برصاص القوات الجنوبية في محافظة أبين، فضلا عن أبومحمد الشلواني العولقي، الذي قتل في محافظة شبوة بغارة أمريكية لطائرة دون طيار.
كما قتل أبو ناصر الحضرمي، والمسؤول الشرعي لتنظيم القاعدة "حمد بن حمود التميمي"، بغارة جوية في محافظة مأرب وهي الضربة المؤثرة التي كسرت ظهر التنظيم باليمن.
في هذا السياق، اعتبر الباحث اليمني في شؤون الجماعات الإرهابية سعيد الجمحي أن مقتل القيادي حمد التميمي المعروف أنه يرأس مجلس الشورى وقاض شرعي بلا شك يعد ضربة قاصمة لتنظيم القاعدة الإرهابي وإحدى الضربات الموجعة للتنظيم".
وقال في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن "العام الجاري تلقى خلاله تنظيم القاعدة سلسلة من الضربات ما أدى إلى سقوط الكثير من عناصر وقيادات التنظيم منها رؤوس كبيرة وقيادات مهمة داخل التنظيم عسكريا وشرعيا ولوجيستيا".