الذكرى السادسة لتحرير حضرموت.. خارطة معارك حاسمة ضد القاعدة
في مثل هذا اليوم عام 2016، انطلقت المعركة المعجزة التي قضت على تنظيم "القاعدة" ومشروع تحويل ساحل حضرموت اليمنية منصة للإرهاب.
وحينها فتح التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، ثاني جبهة حرب للقضاء على تنظيم القاعدة الإرهابي الذي سيطر على مدينة وميناء المكلا، عاصمة محافظة حضرموت بتنسيق مع مليشيات الحوثي وذلك بجانب المعركة الرئيسية لوأد تمدد المشروع الإيراني باليمن وإنهاء الانقلاب.
واستغرقت هذه المعركة التي تخطت أهميتها حدود اليمن، أكثر من 6 شهور منذ بدء تجنيد وتدريب القوات المحلية من أبناء حضرموت، والتي شكلت النواة الأولى لـ"النخبة الحضرمية" مرورا بإطلاق العملية العسكرية وتحرير المديريات وحتى عمليات دك أوكار القاعدة.
ويحتفل اليمنيون خاصة أبناء الجنوب، على رأسهم سكان حضرموت كل عام بذكرى هزيمة القاعدة والتي تصادف هذا العام الذكرى السادسة للاحتفاء بتضحيات النخبة الحضرمية وكل الذين روت دماؤهم أرض المحافظة تحت قيادة التحالف العربي لا سيما القوات الإماراتية.
في هذا التقرير تنشر "العين الإخبارية" خارطة تفصيلية عن المعركة التي أنهت 387 يوما من سيطرة كابوس إرهاب القاعدة على ساحل حضرموت، وعلى شريط ساحلي يمتد لأكثر من 600 كيلومتر على بحر العرب.
وتعد حضرموت هي أكبر المحافظات اليمنية مساحة وتستحوذ على ثلث البلاد، وتتألف من 30 مديرية وعاصمتها هي مدينة المكلا وأكبر مدنها والتي سيطرت عليها القاعدة مطلع أبريل/نسيان عام 2015.
خطة محكمة من 3 محاور
كانت أكثر المخاوف اليمنية والدولية من أن يستغل تنظيم القاعدة الإرهابي الموارد المالية خاصة رسوم السفن في تدعيم صفوفه والتمترس أوساط الأحياء السكنية وتحويل المكلا إمارة مغلقة لتوجيه عملياته الإرهابية في البلاد ومختلف دول العالم.
إلا أن الخطة العسكرية للتحالف العربي بقيادة السعودية والتي أشرفت على تنفيذها بشكل مباشر القوات الإماراتية المسلحة استهدفت إنهاك التنظيم عسكريا وماليا قبل عزل بؤره والقضاء عليها واحدة تلو الأخرى، ما أفقده حتى قدرة معاودة التمركز في جغرافية جديدة.
وعمل التحالف بشكل متسارع على فتح معسكرات التجنيد وتشكيل قوة جديدة لتنطلق المعركة في 24 أبريل/نيسان 2016، عبر هجوم من 3 محاور قتالية في عملية عسكرية شلت قدرات التنظيم الإرهابي بوقت قياسي.
وحددت الخطة العسكرية مسار العمليات، حيث تلتقي المحاور الـ3 في ساحل حضرموت ثم تتجه صوب مدينة المكلا، عاصمة المحافظة، الهدف الرئيسي للعملية العسكرية، وهو ما حدث بالفعل وتوج بتحريرها.
وانطلق المحور الأول (الشرق) من بلدة "الهضبة" وصولا إلى "الضبة" وهو ميناء الزيت الأساسي في حضرموت، فيما توغل المحور الثاني (الغربي) عبر الطريق القبلية وصولا إلى المكلا نفسها.
وكان محور الوسط (القلب) هو الأهم وقاده اللواء ركن فرج البحسني، نائب المجلس الرئاسي حاليا، وشارك إلى جانبه ميدانيا ضباط من الجيش الإماراتي وانطلق من بلدة قريبة من "غيل بايمين" باتجاه بلدة "عبدالله غريب" وصولا إلى مطار الريان قبل التوجه للمكلا.
وواجه هذا المحور الرئيسي على وجه التحديد معركة شرسة خصوصا في بلدة "الدواس"، الذي تضم معسكرا شديد التحصين لتنظيم القاعدة الإرهابي، قبل أن يتدخل الطيران الحربي للتحالف ويدك هذا المعقل لتعبيد الطريق أمام جنود النخبة الحضرمية.
وعقب انهيار تنظيم القاعدة الإرهابي في "الدواس" تراجع التنظيم للتحصن أكثر في بلدة "العيون" عبر تشييد خط دفاعي حصين بمشاركة الأسلحة الثقيلة والدوريات القتالية ما دفع قوات النخبة للتراجع بضعة كيلومترات لتتدخل مقاتلات التحالف في ضربات حاسمة وسريعة لمعقل الإرهابيين ليتم توغل القوات حتى "الريان".
عمليات أخرى.. دور إماراتي حاسم
ولم تتوقف العملية العسكرية لتحرير المكلا و"غيل باوزير"، لكنها امتدت لتنفيذ 3 عمليات لا تقل أهمية لتحرير الأجزاء الغربية ومرتفعات حضرموت وحملت أسماء "المسيني" و"الجبال السود" و"الانتشار الأمني" في منطقة دوعن ومحيطها.
وكانت عملية "المسيني" العسكرية، هي أشرس معركة بعد تحرير "المكلا" مع تنظيم القاعدة الإرهابي، بسبب التضاريس الجبلية الصعبة والوديان والتي كانت تشكل معسكرا مغلقا شيده التنظيم ليبقى عصيا على الاجتياح ومعقلا لانطلاق هجماته الإرهابية في "المكلا" و"غيل باوزير".
وكانت خطة العملية العسكرية لتحرير "المسيني" تحدد مسار صعود الجنود المشاه سيرا على الأقدام إلى أعلى قمم جبال المنطقة ثم نزولا إلى الوادي للتعامل مع المعقل الإرهابي، فيما لعب الطيران المقاتل دوره في توفير غطاء ناري عبر سلسلة ضربات مهدت الطريق أمام المقاتلين، وفق حديث سابق للواء فرج البحسني لـ"العين الإخبارية".
وأكد نائب مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ حضرموت وقائد النخبة والمنطقة العسكرية الثانية أن معركة تحرير المكلا وساحل المحافظة استغرقت أكثر من 6 شهور منذ بدء إعداد وتدريب المقاتلين وتشكيل الوحدات القتالية.
كما أكد أن القاعدة سيطرت على ساحل حضرموت بتنسيق مع مليشيات الحوثي لمدة عام، لكن الدعم غير المحدود والمشاركة التاريخية للقوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي حسما معركة تحرير المكلا والساحل وساهما بشكل محوري وأساسي في إجهاض مشروع التنظيم الإرهابي.
وقال "يدرك العالم جيدا أنه بعد سيطرة التنظيم الإرهابي على رقعة جغرافية لعام كامل يصعب اجتثاثه من هذه الجغرافيا، لكن تدخل الجيش الإماراتي ساهم في القضاء عليه إثر تجربته الكبيرة في التعامل مع حرب العصابات والتنسيق العالي بين القوات الجوية والبرية أثناء خوض المعركة".
احتفاء وإشادات بدور التحالف
وأطلق ناشطون يمنيون في الذكرى السادسة لتحرير حضرموت من القاعدة هشتاق "انتصار حضرموت نصر للجنوب" للاحتفاء والتذكير بأهمية المعركة التاريخية والثناء على دور التحالف العربي في العملية العسكرية.
كما وجه ناشطون جنوبيون رسائل لقوات التحالف تحث على تمكين النخبة الحضرمية من الانتشار في مديريات وادي حضرموت الخاضعة لقوات موالية للإخوان، وطالبوا بنقلها للجبهات مع الحوثي بناء على "اتفاق الرياض".
وغرد متحدث القوات الجنوبية المقدم محمد النقيب "تفرض ذكرى تحرير حضرموت الساحل من العناصر الإرهابية تلبية المطلب الملح لتحرير وادي وصحراء المحافظة وسرعة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض".
من جانبه، أعرب أبوإبراهيم الشعيبي على حسابه في موقع "تويتر" عن شكره للتحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات على الدعم المتواصل والسخي للبلاد والانتصار ضد تنظيم القاعدة الإرهابي في حضرموت.
ولم يرتكز دعم التحالف العربي على تحرير المدن فقط من قبضة عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في حضرموت، لكنه امتد للجانب التنموي والاقتصادي ودعم السلطات المحلية لإنعاش الحياة وإعادتها إلى مجراها.
aXA6IDE4LjExNi45MC41NyA= جزيرة ام اند امز