رسالة أمريكية بريطانية للحوثي بـ«أبجدية النار».. خبراء يتوقعون التداعيات
رسالة أمريكية بريطانية لمليشيات الحوثي في اليمن بأبجدية النار، لا تزال تداعياتها يحيطها الغموض، فيما الاحتمالات جميعها مفتوحة.
وفي ساعة مبكرة من اليوم الجمعة شنت الولايات المتحدة وبريطانيا بدعم من عدة دول غارات على 60 هدفا حوثيا، في هجوم استمر 15 دقيقة.
ضربة معايرة بدقة، تجنبت بنك الأهداف عالية القيمة، لكنها كشفت عن أن صبر المجتمع الدولي فرغ بشأن الهجمات الحوثية على أحد أهم ممرات التجارة الدولية.
وتحمل الضربة التي تعاونت في تنفيذها 6 دول تداعيات خطيرة قد تجر اليمن إلى دوامة عنف جديد وحرب هي الأوسع في حال استمر الحوثيون في هجماتهم البحرية، وفق خبراء يمنيين في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية".
وعلى الأرض، تشير مصادر ميدانية إلى أن مليشيات الحوثي تدرس خيارات للرد على الضربة الأمريكية البريطانية بعد أن اعتبرت مصالح البلدين في المنطقة أهدافا مشروعة، ما يعني أنها تسعى نحو توسيع نطاق الصراع.
تغير المسار اليمني
ويرى خبراء يمنيون أن الضربات الأمريكية البريطانية لمليشيات الحوثي لن تردعها عن مهاجمة البحر الأحمر، باعتبارها ضربة "رمزية" و"محدودة" تأخذ طابعا دعائيا أكثر مما هي عملية لتحقيق أكثر من هدف استراتيجي.
وقال رئيس مركز صنعاء للدراسات في اليمن ماجد المذحجي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الضربات الأمريكية البريطانية "لن تشكل تقويضا لقدرة مليشيات الحوثي على تشكيل خطر في البحر الأحمر".
وأضاف أن الضربة تشكل "رسالة محسوبة للردع، على أن يتناسب مستوى أي ضربات لاحقة مع الرد الحوثي في حال حدث، أي سيرتفع نطاق ومستوى الضربات تبعاً للاستجابة الحوثية، وهي استجابة مضمونة كما يبدو".
وأشار إلى أن "الأهم فيما حدث هو أن هذه الضربات تعني وضع قدم واشنطن ولندن في المعادلة اليمنية مباشرة، وهذا بالتأكيد سيغير المسار اليمني بطريقة غير محسوبة في الفترة المقبلة".
وأكد أن "السلام الذي كان اليمن موعودا به في الأشهر القليلة الماضية، ها هو يغيب خلف الأفق، في حين تفتح البلد المنهك صفحة جديدة في كتاب الحرب، ولكن على نطاق غير مسبوق هذه المرة".
من جهته، كتب رئيس مركز "سوث 24 للدراسات والأخبار" في اليمن إياد قاسم، أن "الضربات الأمريكية البريطانية لم تستهدف اليمن وإنما مليشيات الحوثي، وهي ليست جهة يمكنها الحديث باسم اليمن بمفردها، ولا يمكن اعتبار استهداف قدراتها استهدافا لليمن".
وأشار إلى أن "أسلحة مليشيات الحوثي المستهدفة بالقصف قتلت آلاف الجنوبيين والشماليين طيلة 10 أعوام".
وأكد أن "الضربة هي نتيجة لمواقف الحوثيين المتعنتة وتجاهلهم التحذيرات الدولية"، معربا عن أسفه بشأن تحول اليمن إلى ساحة حرب مجددا بسبب المغامرات غير المدروسة لمليشيات الحوثي.
منطقة ملتهبة
من جهته، قال الخبير العسكري اليمني العقيد محسن ناجي لـ"العين الإخبارية"، إن الضربات العسكرية الأمريكية- البريطانية التي شملت أكثر من 60 هدفا تابعا لمليشيات الحوثي في 6 محافظات لا تهدف إلى تصعيد الموقف الأمريكي، وإنما جاءت في إطار الدفاع عن النفس، وردا على الهجمات على الملاحة الدولية.
وأشار إلى أن الهجوم العسكري المعقد الذي شنه الحوثيون يوم 10 يناير/ كانون الثاني الجاري على بارجة حربية أمريكية ترابط في البحر الأحمر حفز الولايات المتحدة الأمريكية على توجيه ضربات عسكرية ضد المليشيات، حتى يفهم الحوثيون أنهم معرضون للمزيد من الضربات العسكرية في حال استمروا في مهاجمة السفن التجارية أو السفن العسكرية التابعة للولايات المتحدة وحلفائها.
وأكد أن "الضربات العسكرية العديدة والمحدودة التي وجهتها أمريكا وحلفاؤها للحوثيين رفعت منسوب التوتر في المنطقة، وجعلت من البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي منطقة ملتهبة".
ولفت إلى أن الضربة الأمريكية البريطانية للحوثيين تشير إلى أن المليشيات باتت تحت مرمى النيران الأمريكية التي كانت تفضّل عدم الانجرار للدخول في مواجهة عسكرية منفردة مع مليشيات الحوثي.
وأشار إلى أن "أمريكا كانت تفضل عدم "القيام بأي ضربة عسكرية محدودة ضد مليشيات الحوثي حتى لا يفسر تصرفها أو موقفها على أنه دفاعا عن المصالح الإسرائيلية وتوفير حماية كاملة لأمن إسرائيل والقضاء على أي تهديد يأتيها من جنوب البحر الأحمر".
لكنه أوضح أن "أعمال القرصنة البحرية التي قامت وتقوم بها مليشيات الحوثي ضد السفن التجارية في باب المندب والبحر الأحمر لا تشكل فقط تهديدا للمصالح الأمريكية، بل شكلت تهديدا حقيقيا لمصالح العديد من دول العالم بما فيها الدول العربية المشاطئة".
كما تسببت هجمات الحوثي في رفع شركات التأمين العالمية قيمة فاتورة التأمين على كافة السفن التجارية التي تبحر عبر هذا الممر الملاحي الدولي، فضلا عن قيام العديد من شركات النقل البحري العالمية بتغيير مسار سفنها التجارية نحو رأس الرجاء الصالح، ما زاد من كلفة النقل البحري بسبب الفارق الزمني بين مرور السفن عبر البحر الأحمر وباب المندب.
وكانت مليشيات الحوثي أكدت أن الضربات العسكرية الأمريكية البريطانية "لن تمر دون رد ودون عقاب".
aXA6IDE4LjExNi4yMy41OSA= جزيرة ام اند امز