«العين الإخبارية» تكشف أزمات الصيادين في اليمن.. ماذا يحدث بالبحر؟
"أين نذهب، الخوف في كل مكان" بهذه العبارة استقبلنا العديد من الصيادين في أحد أكبر تجمعاتهم، غربي اليمن، وذلك في خضم هجمات مليشيات الحوثي في البحر الأحمر.
ويعيش الصيادون اليمنيون مخاوف غير مسبوقة بعد تحول البحر الأحمر إلى بؤرة مشتعلة، ما أجبر المئات منهم على وقف أشرعة قواربهم على جنبات الشاطئ، لا سيما في بلدة "القطابا" التابعة لمديرية الخوخة جنوبي الحديدة، والتي تضم أكبر تجمعات الصيد في الساحل الغربي اليمني.
- نقل آلية تفتيش السفن لميناء عدن.. ضربة يمنية ضد حرب الحوثي الاقتصادية
- ضربة للحوثي.. نقل آلية تفتيش السفن إلى ميناء عدن
وتعد القطابا واحدة من عشرات التجمعات المنتشرة بين محافظات الحديدة وتعز وحجة والمتناثرة على امتداد الساحل اليمني المطل على البحر الأحمر البالغ طوله 523 كليومترا، والذي يعتمد عليه أكثر من 330 ألف صياد.
البر والبحر يضيق
في ساحل القطابا وجدت "العين الإخبارية" إبراهيم طالب سالم حنيش (35 عاما)، والذي ينحدر من مدير الخوخة جنوبي الحديدة، هو وجمع من الصيادين كانوا يحاولون جر قارب الصيد إلى الشاطئ بعد عودته من رحلة للصيد.
يقول حنيش، أب لـ8 أطفال نصفهم إناث، إنه كان يصطاد في السابق في مياه اليمن الإقليمية وصولا إلى كافة الجزر لكنه في الآونة الأخيرة لم يعد من المتاح الصيد إلا في جزيرة "زقر"، التي تعتبر من أكثر المناطق الغنية بالصيد.
ويضيف، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أنه "لم يعد يستطيع الوصول إلى الممر الملاحي الدولي للاصطياد، بسبب الهجمات الحوثية وبسبب البوارج الغربية التي ترابط في هذه الممرات لحماية حرية التجارة العالمية".
وأكد أنه "أصبح يعتمد على قوارب شرعية ذات النفر الواحد للاصطياد من مسافة 5 أميال فقط ثم يعود، وبالكاد يحصل في يومه على 5 آلاف ريال يمني (3.5 دولار)".
وأضاف "توقفنا حاليا عن الاصطياد لعوامل عدة، منها الغلاء ومخاطر الصيد والخوف من الهجمات الحوثية على الملاحة البحرية إلى جانب زحف الألغام البحرية المنجرفة، فضلا عن انتشار البوارج الحربية الأجنبية في عمق البحر الأحمر".
ما قاله حنيش أكده الشاب الثلاثيني أحمد يحيى محمد مهيم بأنه لم يعد "يذهب للجزر والبحر لكي يصطاد بسبب هجمات مليشيات الحوثي الإرهابية، والتي أثرت على الصيادين، وعلى أمنهم ومعيشتهم".
وأضاف مهيم لـ"العين الإخبارية" أنه "بعد طرد مليشيات الحوثي من سواحل الخوخة عام 2017 كانت الأمور على ما يرام، ويتم الاصطياد بشكل طبيعي وسلس، لكن في الآونة الأخيرة تفاقمت الأمور وتدهورت الأحوال بشكل كبير".
وأوضح مستدركا "الآن بسبب البوارج ومليشيات الحوثي لم نعد نستطيع الذهاب إلى البحر للاصطياد، أصبحت المعيشة صعبة، لأنهم عطلوا منشأة الصيد وهددوا أمن الصياد".
وأكد أن "رحلات الصيد أحيانا كانت تستمر لأشهر وأسابيع، لكن في الآونة الأخيرة لم نعد نصطاد إلا في النهار فقط ولمدة ساعات محدودة".
من جهته، قال المسن عبده ابن عبده علي، الذي يعول 3 أسر من الصيد في البحر، أنه اضطر مؤخرا إلى التوقف عن الصيد عقب هجمات مليشيات الحوثي في البحر الأحمر.
وقال لـ"العين الإخبارية" إن "الأزمات أصبحت أكبر منا، فلم نعد نذهب للاصطياد، والخوف في كل مكان".
وأضاف "في الآونة الأخيرة أثناء الصيد كنا نسمع انفجارات عنيفة في الممرات الدولية ولا نعرف مصدرها، وهذا تسبب لنا بالخوف والهلع وأجبرنا على وقف رحلات الاصطياد".
قيود حوثية
تأثير هجمات مليشيات الحوثي البحرية على الصيادين امتد إلى مناطق سيطرة الانقلاب، خصوصا في محافظة الحديدة، التي يقطنها أكبر عدد من الصيادين.
وقال صيادون في شمال الحديدة لـ"العين الإخبارية" إن مليشيات الحوثي لم تتخذ المحافظة منصة للهجمات البحرية فحسب، وإنما منعت الصيادين من ممارسة أعمالهم عبر ما تسميه "إجراءات احترازية".
وأوضح الصيادون أن مليشيات الحوثي منعتهم مؤخرا من العمل في البحر في بلدة "القيم" و"ساحل العرج" في مديرية باجل، و"رأس عيسى" و"الصليف" و"ساحل الهارونية" و"ابن عباس" في مديرية المنيرة وبحر "السر" و"الخوبة" في اللحية.
وأكد الصيادين أن الإجراءات الحوثية شملت أيضا تعميما شفهيا حوثيا بعدم الاقتراب من 6 جزر، هي "طفقاش" و"لبوان" و"البوادي" و"كتامة" و"عكبان صغير"و "عكبان كبير"، إضافة الى طرد الصيادين من خور العلوي في جنوب مدينة اللحية وكذا بحيص في أقصى جنوب المديرية.
وتهدد إجراءات مليشيات الحوثي بتعطيل 33 ألف قارب صيد يعتمد عليها آلاف الصيادين بسبب عسكرة السواحل والجزر، واتخاذها منصة لمهاجمة الملاحة الدولية.
وامتدت تبعات هجمات الحوثي على الملاحة الدولية لتطال أرزاق هؤلاء الصيادين، ولقمة عيش أسرهم وأطفالهم، وتثير الفزع والخوف في نفوسهم، سالبة إياهم الأمان والطمأنينة.
aXA6IDE4LjIxNi4xMDQuMTA2IA==
جزيرة ام اند امز