أسبوع مكافحة المخدرات في اليمن.. تحركات توعوية في مواجهة «سلاح الحوثي»

بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، الموافق 26 يونيو/حزيران، شهدت عدة مدن يمنية فعاليات توعوية مكثفة في إطار "أسبوع مكافحة المخدرات"، وسط تحذيرات أمنية ومجتمعية من تصاعد خطر انتشار هذه الآفة في المناطق المحررة من سيطرة مليشيا الحوثي.
وشهدت العاصمة المؤقتة عدن حضورًا لافتًا للفعاليات، التي شاركت فيها أجهزة أمنية ومنظمات مجتمع مدني، وركزت على التوعية بمخاطر المخدرات وأهمية الدور المجتمعي في دعم جهود مكافحة التهريب والترويج. ويأتي ذلك في ظل إحباط العديد من محاولات تهريب المخدرات خلال الفترة الماضية، والتي كان أبرزها ضبط شحنة ضخمة من حبوب "بريجابالين" تجاوز عددها 646 ألف كبسولة في 22 يونيو/حزيران الجاري.
وأكد المقدم رشدي العمري، مدير الدائرة الإعلامية لقوات الحزام الأمني بعدن، أن قواته تمكنت منذ عام 2018 من إحباط عشرات محاولات التهريب وضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة، بينها 4.5 طن من الحشيش، و56 كجم من الهيروين، و105 كجم من الشبو، وأكثر من نصف مليون حبة مخدرة، إضافة إلى القبض على أكثر من 1600 متهم وتسجيل 832 قضية مرتبطة بالمخدرات.
وأشار العمري إلى أن تهريب المخدرات يتم في الغالب عبر الشريط الساحلي لمنطقة رأس العارة بمحافظة لحج، مؤكدًا تورط عناصر مرتبطة بمليشيا الحوثي في دعم تلك العمليات، بهدف زعزعة الأمن واستهداف فئة الشباب في المناطق المحررة، عبر مواد رخيصة السعر وسهلة التداول، خاصة في المناطق النائية والفقيرة.
وفي محافظة تعز، اختتمت الأجهزة الأمنية ومنظمات المجتمع المدني فعاليات الأسبوع التوعوي، حيث شدد مدير شرطة المحافظة، العميد منصور الأكحلي، على أن الحوثيين يستخدمون المخدرات كسلاح استراتيجي لاختراق المجتمع، وتمويل العصابات والتنظيمات الإرهابية لزعزعة الأمن والنيل من الحاضنة الشعبية في المناطق المقاومة لهم، لاسيما في تعز التي استعصت عليهم ميدانيًا.
وأكد الأكحلي أن استهداف الشباب عبر المخدرات يمثل خطرًا مزدوجًا، كونه يفتك بالنسيج المجتمعي، ويفتح الباب أمام تفشي الجريمة والانهيار الأخلاقي، مشيرًا إلى أن المواجهة تتطلب اصطفافًا وطنيًا شاملاً لا يقتصر على الجانب الأمني فقط، بل يشمل التوعية والتعليم والدعم المجتمعي.
ويُعد "أسبوع مكافحة المخدرات" في اليمن محطة مهمة في جهود التصدي لخطر متصاعد، بات لا يهدد فقط أمن الأفراد، بل يُستخدم أيضًا كوسيلة ضغط وتخريب في حرب معقدة تشهدها البلاد منذ سنوات.