الحرب التي يقودها التحالف ضد معاقل تنظيم القاعدة محرراً مناطق عدة من سطوته صورة لم نُحسِّن توظيفها إعلامياً بعد.
تقود قوات التحالف العربي معارك ضارية ضد تنظيم القاعدة في اليمن، آخرها معركة «السيف الحاسم» التي حررت مناطق يمنية كبيرة من هذا التنظيم وسقط للتحالف شهداء في تحريرها، وتلعب دولة الإمارات دوراً أساسياً في هذه المعارك، إنما يؤسفنا القول إن هناك قصوراً إعلامياً من إعلام دول التحالف في توضيح العديد من عدم التمييز ومغالطات المجتمع الدولي تجاه الإرهاب - إن صح التعبير - إذ يكفي المساواة بالتصدي لجميع أشكال الانتسابات المذهبية للتنظيمات الإرهابية، سنية أكانت أم شيعية، دون تفرقة بينهما سبباً كي تصحح الكثير من زوايا الصورة المغلوطة.
إعلامنا حقق أغراضه بامتياز في خطابنا المحلي، إنما القصور هو في مواجهة الحرب الإعلامية أمام المجتمع الدولي، وكذلك كان القصور الإعلامي في إبراز الدور الإماراتي الأمني والتجاري في تحرير القرن الأفريقي من سطوة القاعدة في أكثر من دولة وتنميتها بإدارة موانئها، قصوراً آخر سببه الفراغ المعلوماتي الذي ملأه خصومنا بكم من المغالطات.
إعلامنا حقق أغراضه بامتياز في خطابنا المحلي إنما القصور هو في مواجهة الحرب الإعلامية أمام المجتمع الدولي، وكذلك كان القصور الإعلامي في إبراز الدور الإماراتي الأمني والتجاري في تحرير القرن الأفريقي من سطوة القاعدة في أكثر من دولة وتنميتها بإدارة موانئها
وكما هي الصورة المنتقصة والمغلوطة لمعاركنا في اليمن التي روجها خصومنا، والتي أظهرت صورة التحالف وكأنها حرب ضد الشيعة، زاد الطين بلة حين قصرنا في تغطياتنا لمعاركنا ضد تنظيمات القاعدة السنية، والتي كانت تجري إلى جانب قتالهم وتصديهم لعملاء إيران في اليمن، مما يوازن الصورة ومما ينفي أي صبغة طائفية عنها وعن أهدافها، إن عدم توازن التغطية الإعلامية أفقدنا هذا الامتياز وخسرنا نقاطاً هي في صالحنا.
فإن شئت أن تنقل صورة لحيادية المذهب للتحالف العربي - إن صح التعبير- في حربه على الإرهاب، ومصداقية لأهدافه النبيلة وعدم طائفيته واستهدافه لأبناء الشيعة فقط كما تدعي إيران، فليس هناك أبلغ من صورة التحالف العربي وهو يتصدى للقاعدة المحسوبة على (السنة) وللحوثيين المحسوبين على (الشيعة) في الزمان والمكان ذاته في اليمن، وكذلك لتصدي التحالف العربي للإرهاب في البحر الأحمر وفي الصومال - وجهة القاعدة المقبلة - جنباً إلى جانب التصدي لعملاء إيران من الحوثيين يعد أفضل رسالة ومثالاً حياً بإمكان التحالف العربي أن يوظّفه إعلامياً ليؤكد ويفند من خلاله الحقائق، ويبين أن التركيز على التصدي للتنظيمات الإرهابية داخل وخارج المملكة العربية السعودية وداخل وخارج بقية دول التحالف، بما فيها البحرين والإمارات، كان ومازال تصدياً لا يفرق بين إرهابي سني أو إرهابي شيعي، وحرباً دون تفرقة مذهبية على الإرهاب ولا علاقة لها بالطائفية ولا تستهدف أصحاب المعتقدات، بل تستهدف كل من حمل السلاح ضد الدولة بغض النظر عن دينه ومذهبه، تلك رسالة ضعيفة إعلامياً إن لم تكن معدومة قياساً بأخبار الحرب على الحوثيين.
الحرب التي يقودها التحالف ضد معاقل تنظيم القاعدة محرراً مناطق عدة من سطوته صورة لم نُحسِّن توظيفها إعلامياً بعد، بالرغم من حاجتنا لهذا التوضيح، فتركنا إيران تلعب على وتر الطائفية في نقلها لأحداث اليمن نقلاً مبتسراً يغفل ويعتّم على حرب التحالف ضد القاعدة، فذلك هو سلاحها لغسل الأدمغة العربية التي تدين بالولاء لمرجعيتها الفارسية الإيرانية الممثلة في المرشد الأعلى، تاركة له الساحة ليروّج إعلامه عبر قنواته الفضائية وصحفه ومواقعه وحساباته في وسائل التواصل الاجتماعي؛ بأن التحالف العربي بقيادة السعودية يستهدف الشيعة العرب فقط لأنهم شيعة!!
نقلا عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة