كاميرا "العين الإخبارية" ترصد الخطوط الأمامية في جبهة الحشا اليمنية
مليشيا الحوثي انقلبت على اتفاق الحشا اليمنية، وحاولت اجتياحها في 8 فبراير/شباط الماضي، كجبهة جديدة بالتزامن مع تنفيذ اتفاق ستوكهولم.
من أعالي قمة جبل "الحشا" الاستراتيجي، التابع لمديرية تحمل الاسم ذاته، أطلت كاميرا "العين الإخبارية" على 4 محافظات يمنية (جنوب)، تشهد جبهاتها معارك ضارية ضد مليشيا الحوثي، وأصبحت أجزاء واسعة منها في متناول نيران قوات الشرعية.
تقع "الحشا" بمساحتها الممتدة على 432 كيلومترات، غربي الضالع، وتكتسب جبالها الشاهقة مكانة استراتيجية تربط المحافظة مع 3 محافظات أخرى هي تعز وإب ولحج، وكانت منذ اندلاع حرب الانقلاب الحوثي بعيدة عن المواجهات وفق اتفاق وقعه مشائخ المديرية.
- الجيش اليمني يحرر مواقع جديدة في "الحشاء" غربي الضالع
- الإمارات تكرم أمهات وزوجات الشهداء في المحافظات اليمنية المحررة
غير أن مليشيا الحوثي انقلبت على الاتفاق في 8 فبراير/شباط الماضي، وسعت لاجتياح 124 قرية بالمعدات العسكرية واستحداثها كجبهة جديدة بالتزامن مع تنفيذ اتفاق ستوكهولم.
وعبر طريق وعر وشاق من قاع "الأحذوف" وحتى عاصمة المديرية "ضوران"، وثقت كاميرا "العين الإخبارية" مباني السلطة المحلية وبيوتا قديمة وعددا من القرى، المتناثرة في خاصرة جبل"المكراب"، والذي منح الجيش اليمني إطلالة كاملة على "بلاد الحيقي" وجبال "المشهد"، الخطوط الملتهبة ضد آلة القتل الحوثية المدعومة من إيران.
ومن أعلى جبال "الحشا" تحدث قائد الكتيبة السابعة بالجيش اليمني، العقيد قائد الكربي، عن إرهاب مليشيا الحوثي واستبسال المقاتلين في تسلق "قلعة يراخ" التاريخية بطولها البالغ 1840 مترا عن سطح البحر، وفشل قناصة الانقلابيين في إعاقة أبناء المديرية من تطهيرها.
يقول المسؤول العسكري، وهو أيضا قائد للمقاومة لـ"العين الإخبارية"، إن القوات طهرت في آخر معاركها مناطق "الطاحون" بالكامل ولم يتبق من مديرية الحشا كاملة سوى جبال "المشهد" المطلة على "السبرة" في إب، وهو ما يتم الترتيب لاستعادته خلال الأيام المقبلة.
وكشف الكربي عن أن المعارك تواصلت على مدى 40 يوما، بعد انتفاضة القبائل وتدخل وحدات الجيش باللواء 83 مدفعية من أبناء المديرية لصد مليشيا الحوثي، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 انقلابي وعشرات الجرحى، فيما تم أسر عدد آخر.
كما طهر الجيش والمقاومة مناطق "حبيل يحيى"، وجبال "يراخ" و"القشعة" و"الحديدة" و"التيس" و"الجفينة"و"تلة بركات" و"الطاحون" و"الساكن" و"نجد المكلى" و افشال المخطط الحوثي من اجتياح 13 عزلة يقطنها نحو (92.586) نسمة، وفقا للكربي.
وتزامنا مع الذكرى الـ4 لعاصفة الحزم، 26 مارس/آذار، ثمن المسؤول اليمني دور قوات التحالف العربي في بناء وحدات الجيش وتأهيل قواته وإسنادها القتالي والعسكري واللوجستي في أرض المعركة.
ولفت إلى أن القوات المسلحة السعودية والإماراتية، استبسلت في معارك تحرير البلاد من المليشيات الانقلابية وتقاتل جنبا إلى جنب الجيش اليمني.
إرهاب الانقلاب الحوثي
ورغم المكاسب الميدانية التي حققت بتسليح قتالي متواضع، وجه الحوثيون الأسلحة المنهوبة من معسكرات الدولة ضد المدنيين وارتكبوا أفظع الجرائم، طبقا لمدير المديرية، عبدالوهاب المشرقي.
يقول المشرقي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الحوثيين اقتحموا عدداً من القرى ونفذوا حملة إرهاب جماعية ضد المدنيين، تمثلت بتفجير وإحراق 5 منازل، فضلا عن التمترس في منازل قريتي السويدا والساكن.
كما قصفت المليشيا بالمدفعية الثقيلة والدبابات دار "بركات" الأثري وقرى "ضوران" القديمة أسفر عن أضرار بالغة فيها.
وأشار إلى أن الإرهاب الحوثي أشعل انتفاضة شعبية وتدخل للكتيبة السابعة باللواء 83 مدفعية بعد يوم واحد من اجتياح الانقلابيين لإنقاذ السكان وردع آلة قتل المليشيات.
ولفت إلى أن الهجوم الحوثي عطل قرابة 14 مدرسة، من 43 مدرسة تعليمية، وحرمان أكثر من 6 آلاف طالب وطالبة إثر نزوح أسرهم قسرا، لافتا إلى أن حرب المليشيا هجّرت وشردت أكثر من 1200 أسرة إلى مناطق "قعطبة"و"سناح" ومناطق داخلية مختلفة في المديرية.
المشرقي، طالب الأمم المتحدة بالتدخل لتقديم العون للأسر النازحة والقيام بدورها الإنساني في إيواء النازحين، وإدانة الهجوم الحوثي الإرهابي الذي استغل توقف العمليات العسكرية،وفق اتفاق ستوكهولم لشن حربه التوسعية المدعومة من نظام طهران.
aXA6IDMuMTQyLjEzNi4yMTAg جزيرة ام اند امز