قائد جديد للمنطقة العسكرية الثانية باليمن.. حضرموت تتطلع لتثبيت الأمن
لا يمكن لأبناء حضرموت اليمنية نسيان يوم 24 أبريل/نيسان 2016، باعتباره ملحمة فاصلة بتاريخ البلاد، قُضت فيها مضاجع القاعدة لتندحر قوى الظلام.
آنذاك، كان الضابط المخضرم طالب بارجاش (66 عاما) أحد أبرز قادة الميدان، متسلحا بخبرة طويلة ومستندا إلى قوة صلبة ساهم في تأسيسها بدعم من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية وذلك ضد أخطر التنظيمات الإرهابية.
وبعد 8 أعوام من مشاركته ضمن قوات النخبة الحضرمية، أصبح الضابط المخضرم طالب بارجاش في هرم قيادة المنطقة العسكرية الثانية في اليمن والتي يعول عليها في مهمة تثبيت الأمن والاستقرار في ساحل حضرموت.
والثلاثاء، تسلم بارجاش قيادة المنطقة العسكرية الثانية من القائد السابق اللواء الركن طيّار فائز التميمي، مثمنا "دور قوات التحالف العربي في دعم ومساندة قوات المنطقة، سيما عند خوضها معركة تحرير ساحل حضرموت من سيطرة تنظيم القاعدة الإرهابي".
ويوم السبت الماضي، أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي قرارا بتعيين بارجاش قائدا للمنطقة العسكرية الثانية وترقيته الى رتبة لواء.
تجفيف منابع الإرهاب
بارجاش رجل عسكري مخضرم يمكنه ترسيخ الاستقرار في ساحل حضرموت وأهم حواضرها المكلا، مسرح عمليات المنطقة العسكرية الثانية، فضلا عن كبح جماح التهريب للحوثيين وتجفيف منابع الإرهاب، بحسب وصف بعض من عملوا معه.
وجاء تعيين بارجاش قائدا للمنطقة العسكرية الثانية نظرا للأهمية الاستراتيجية لمحافظة حضرموت والتي تتطلب في هذه المرحلة حفظ النجاحات والإنجازات التي تحققت منذ 2016، أبرزها احتضان المحافظة لأهم المؤسسات الحكومية والحقول والموانئ النفطية.
ومن شأن تعين طالب بارجاش أن يمنع تفكك النخبة الحضرمية، العدو الأول لثلاثي الحوثي والإخوان والقاعدة، حيث سيعول على الرجل لمواصلة خطوات البناء الأمني والعسكري والتنموي للقوات وحفظ مصالح حضرموت وتأمينها وتعزيز مكانتها وأهميتها محلياً وإقليمياً ودولياً.
وهذا ما أكده بارجاش في أول تصريحات صحفية له إذ قال إن "قوات النخبة الحضرمية بالمنطقة العسكرية الثانية ستظل العيون الساهرة لحفظ أمن المواطن والدفاع عن الأرض والحصن المنيع في مواجهة كل من تسوّل له نفسه التفكير في المساس من تراب حضرموت والوطن كافة".
وأشار إلى أن المؤسسة العسكرية تساند جهود مجلس القيادة الرئاسي وقيادة السلطة المحلية في حضرموت وتحفظ الممتلكات العامة والخاصة.
النشأة والمناصب
ينحدر طالب بارجاش من قبيلة بارجاش، أحد بطون قبائل "نوّح" العريقة في محافظة حضرموت وتعد مديرية حجر مسقط رأسه، إذ نشأ وترعرع فيها منذ ولادته عام 1957.
وفي منتصف عام 1972 التحق طالب سعيد بالعمل العسكري ليتم ترقيته إلى ملازم ثاني بعد ذلك بعامين فيما تم ترقيته إلى رتبة "عميد" عام 2016 عقب تعيينه قائدا للواء 27 ميكا بالريان، أول نواة المنطقة العسكرية الثانية.
حصل بارجاش على ماجستير قيادة وأركان في روسيا وتلقى دورة أمن واستطلاع سياسي في عدن، وخلال خدمته العسكرية شغل العديد من المناصب الإدارية والعملياتية وتولى مهمات التفتيش في المنطقة العسكرية الثانية.
وقبل الوحدة اليمنية، شغل بارجاش عدة مناصب منها نائب سياسي للشرطة العسكرية في عدن في العام 1979، وكبير الموجهين للقسم السياسي لسلاح الإشارة في عدن 1984.
وعقب الوحدة بين الشطرين الجنوبي والشمالي، شغل بارجاش منصبي مدير إدارة التدريب بدائرة الاستخبارات العسكرية بصنعاء 1990، ونائب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في المنطقة العسكرية الثانية في المكلا 1997.
وبين عام 2013 و2015، شغل بارجاش منصب رئيس شعبة الاستخبارات في المنطقة العسكرية الثانية ثم رئيسا للعمليات قبل أن يكلفه نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي حاليا اللواء فرج البحسني بقيادة لواء الدفاع الساحلي في 2016.
وفي العام نفسه، أصدر الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي بتعيين بارجاش قائدا للواء الريان ثم قائدا للواء حضرموت في عام 2019 ثم تم تعيينه عضوا في اللجنـة العسـكرية والأمنية الخاصة بإعـادة وتنظـيم وهيكلة القـوات اليمنية المسلحة والأمن لعام 2022.
وكان قرار تعيين اللواء طالب بارجاش قائدا للمنطقة العسكرية الثانية قد حظي بترحيب واسع في حضرموت، حيث اعتبره المجلس الانتقالي أنه أحد المكاسب الكبيرة للنخبة الحضرمية، مشيدا بدور الرجل في تأسيس النخبة وتحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة الإرهابي.
يشار إلى أن هناك 7 مناطق عسكرية في اليمن من بينها منطقتان عسكريتان مسرح عملياتها في محافظة حضرموت، التي تشكل مساحتها ثلث اليمن.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4yNyA=
جزيرة ام اند امز