متحدث القوات الجنوبية باليمن: الحوثي و"الإخوان" يغذيان الإرهاب.. و"القاعدة" تتهاوى
بات تعرض الجنوب اليمني مؤخرا لهجمات إرهابية مؤلمة، يثير تساؤلات حول عودة تنظيم القاعدة لنشاطه القديم، وتوفر الحواضن الشعبية له مجددا.
هذه الأسئلة أصبحت ملحة، بعد آخر جرائم الإرهاب في جنوب اليمن، وهي اغتيال قائد قوات الحزام الأمني في محافظة أبين عبداللطيف السيد هذا الأسبوع.
وفي إجابته عن تساؤل "هل استعادت القاعدة باليمن حواضنها الشعبية؟"، رفض المتحدث العسكري للقوات الجنوبية المقدم محمد النقيب أن يكون جنوب اليمن بيئة حاضنة للإرهاب فالجنوب أضحى "بيئة اجتماعية وجغرافية طاردة للإرهاب والتطرف"، متهما مليشيات الحوثي، وتنظيم الإخوان بالوقوف خلف تصدير الإرهاب.
وقال النقيب في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "المؤامرات على الجنوب من قبل أطراف وقوى معروفة في علاقتها التاريخية والفكرية بالتنظيمات الإرهابية، هي من عملت على تصدير الإرهاب إلى الجنوب وتفويجه في استخدام سياسي قذر، وهذا مثبته وفقا لمعطيات اليوم وإسقاطات التاريخ".
تناسل الإرهاب
المسؤول العسكري أوضح أن "تنظيم القاعدة الإرهابي ورغم ما لحق به من هزائم قاسية من قبل القوات الجنوبية، وجد جهات تعيد ترميمه ودعمه وتسليحه وتوجيهه مرة بعد أخرى، نحو جنوب اليمن".
ويضيف النقيب أن "على رأس هذه الجهات مليشيات الحوثي وتنظيم الإخوان، بدعمهما للإرهاب وفق قواسم مشتركة فكرية وتكتيكية، فتنظيم القاعدة يحاول عبثا استعادة ما خسره في الجنوب من وجود وتموضع وسيطرة في المناطق التي طرد منها".
ويردف أن "الحال كذلك بالنسبة لتنظيم الإخوان الذي يتعامل باستراتيجية قديمة متجددة، مع التنظيمات الإرهابية، كمرافق شخصي وسلاح مساند لها في الجنوب، وهذا ما هو حاصل اليوم في وادي حضرموت".
أما بالنسبة للحوثي -يقول المتحدث العسكري- "فهو يتعاطى مع التنظيمات الإرهابية وبقايا عناصره في الجنوب، كحليف ونسق متقدم لخلط الأوراق في الجنوب، واستهداف قادة القوات الجنوبية الذين أذاقوا المليشيات مر الهزائم".
وأشار إلى أن "الحوثي يعتقد عبثا أنه ومن خلال دعمه للتنظيمات الإرهابية وعناصرها وترتيب صفوفها في مناطق سيطرته، سيعزز من تهريجه الإعلامي الزائف الذي يصور الجنوب كبؤرة للإرهاب، ومن ثم تقديم نفسه للمجتمع الدولي أنه الطرف الجدير بالحرب على الإرهاب، إلا أن المجتمع الدولي مدرك أن الإرهاب لن يحارب الإرهاب".
وعن علاقة الإخوان بالقاعدة، اعتبر النقيب أنها علاقة "تاريخية وقديمة متجددة، وهذه العلاقة كانت ومازالت اندماجية تكاملية، تقوم على تأصيل مفاده أن تنظيم الإخوان هو الأصل (الأم) فيما تنظيم القاعدة هو الفرع".
ونبه إلى اجتياح الإخوان للجنوب في صيف 1994 بفتوى "تكفيرية وبجحافل من التكفيرين الذين استقدمهم حزب الإصلاح الإخواني من أفغانستان والقوقاز، ومن هذا التفويج وهذه الحرب تناسلت أجيال الإرهاب الإخواني المصدر إلى الجنوب، وصولا إلى ما يسمى بتنظيم القاعدة وأنصار الشريعة وغيرها".
بنية القاعدة تتهاوى
وحول سبب تركز هجمات تنظيم القاعدة على القوات الجنوبية، عزى النقيب ذلك لأسباب عدة أولها أن "هذه التنظيمات الإرهابية لم يسبق أن شنت عليها حرب حقيقية، حرب اجتثاث كالحرب التي تشنها القوات الجنوبية منذ تحرير العاصمة عدن، من المليشيات الحوثية عام 2015، بدعم من دولة الإمارات، وفي إطار التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية".
كما أن "تنظيم القاعدة خسر في الجنوب كل بنيته التحتية التي أنشأها طيلة عقدين ونيف، وخسر العشرات بل المئات من قياداته وعناصره البارزة إضافة إلى المأوى والملاذات الآمنة"، وفقا للنقيب.
وأشار إلى أن العمليات التي شنتها وتشنها القوات الجنوبية في حرب لا هوادة فيها الا بالاجتثاث الكامل لشأفة الإرهاب.
ولفت النقيب إلى سبب آخر "ويتمثل بالحوثي والإخوان ومن يقف وراءهما على الصعيد الإقليمي، وتحديدا إيران هي من تتحكم بوجهة واتجاه الإرهاب وتنظيماته وخلاياه وعناصره، فهذه التنظيمات أداة رخيصة تباع وتشترى، من قبل الإخوان والحوثي لاستهداف الجنوب وضرب مقومات استقراره".
وأكد النقيب أن "جنوب اليمن بقيادة مجلسه الانتقالي، رفعته السياسية والعسكرية والأمنية، حال دون وصول الأطماع الإيرانية والإخوانية إلى مسرح طرق الملاحة الدولية وأهم مضايقها والتموضع في ملتقى قاري يجمع قارات ثلاث".
والخميس الماضي، قُتل الخصم التاريخي للقاعدة العميد عبداللطيف السيد؛ قائد الحزام الأمني في أبين خلال مرور مواكبه في وادي رفض في مديرية مودية شرقي أبين والمصنف بأنه أحد أبرز معاقل تنظيم القاعدة الإرهابي.
وبحسب مصادر لـ"العين الإخبارية"، فقد فجر تنظيم القاعدة سلسلة عبوات ناسفة عن بعد ما أسفر عن مقتل السيد وقيادات أمنية وقبلية وهم: الشيخ محمد كريد، عبدالله علي أحمد لعمس، عبدالله سعيد كريد، وحسين محمد دمبا صالح.
ومن بين القتلى كذلك، أركان حرب قوات الحزام الأمني في أبين، صلاح اليوسفي اليافعي الذي قضى في ذات التفجيرات.