بالمرصاد للإرهاب.. تضحيات قادة الجنوب تقهر ظلام القاعدة باليمن
كمائن غدر وعبوات ناسفة.. يستهدف بها تنظيم القاعدة الإرهابي اليمنيين، منغصا عيشهم، دون رادع إلا من القوات الجنوبية التي تكون له بالمرصاد.
فمن قادة الصف الأول والثاني، من الجنود والقادة، قدمت القوات الجنوبية تضحيات جساما، كان آخرها مقتل قائد قوات الحزام الأمني في محافظة أبين العميد عبداللطيف السيد، المطلوب رقم واحد للتنظيم الإرهابي.
وقُتل السيد، أمس الخميس، خلال مرور موكبه في وادي رفض في مديرية مودية شرقي أبين، والمصنف بأنه أحد أبرز معاقل تنظيم القاعدة الإرهابي.
وبحسب مصادر لـ"العين الإخبارية" فقد فجر تنظيم القاعدة سلسلة عبوات ناسفة عن بعد، ما أسفر عن مقتل السيد وقيادات أمنية وقبلية أخرى، منها أركان حرب قوات الحزام الأمني في أبين صلاح اليوسفي اليافعي.
انتصارات ساحقة
لم يكن عبداللطيف السيد وحده من قدم روحه فداء في سبيل دحر ظلام القاعدة من محافظة أبين، التي حولها التنظيم منذ 3 عقود إلى معاقل رئيسية لوجوده الإرهابي.
وكان السيد واحدا من عشرات القادة من أبناء المحافظات الجنوبية، الذين سطروا ملاحم نادرة وفارقة في تاريخ الحرب على الإرهاب، ليعمدوا بدمائهم انتصارات ساحقة ضد القاعدة.
ففي خنفر وأحور، لودر، الوضيع، مودية والمحفد، كانت القاعدة تصول وتجول برعاية إخوانية وإقليمية قبل انطلاق عملية سهام الشرق في 23 أغسطس/أيار 2022 لتضع آخر مسمار في نعش معاقل التنظيم في محافظة أبين.
وتمكنت القوات الجنوبية المشتركة (محور أبين، المقاومة الجنوبية، شرطة أبين، الحزام الأمني) من طرد التنظيم من أكبر معاقله والذي كان يدعى تورا بورا اليمن، والمعروف بمعسكر "وادي عومران" في مديرية مودية شرقي أبين.
ولم تقف العملية عند حد تحرير وادي عومران، لكنها استمرت اليومين الماضين في حملة عسكرية جديدة تحت اسم "سيوف حوس"، في مطاردة فلول التنظيم وتحديدا في "وادي رفض" و"وادي جنن" في المديرية التي تربط أبين وشبوة.
فاتورة ثقيلة
دفعت القوات الجنوبية فاتورة ثقيلة ثمنا لتصدرها الحرب على الإرهاب بدعم من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، حيث قدمت مئات الجنود قتلى وجرحى إلى جانب القادة الميدانيين.
وإلى جانب السيد سقط قرابة 7 ضباط في عمليات منفصلة شنها تنظيم القاعدة الإرهابي منذ مطلع العام الجاري، وذلك بعد أن لجأ التنظيم لكمائن الغدر لتعويض هزائمه الميدانية.
في يناير/كانون الثاني 2023، قتل قائد الكتيبة الثانية في اللواء الـ4 مشاة العقيد عبدالرحيم المعكر واثنان من مرافقيه، فيما أصيب آخرون بذات التفجير الغادر لدى مشاركتهم في عملية سهام الشرق.
وفي فبراير/شباط من العام نفسه، قتل قائد عمليات اللواء الخامس في الحزام الأمني العقيد عبدالله بارجيلة وأركان العمليات للقوات المشتركة المقدم مشعل العلياني وإصابة 5 جنود آخرين، في هجوم وقع في وادي عومران بمديرية مودية شرق أبين.
وفي أبريل/نيسان 2023، قتل قائد الكتيبة الثالثة بقوات الحزام الأمني الرائد فوزي شايف البكري وعدد من مرافقيه في منطقة البقيرة في ذات المديرية.
أما يوليو/تموز فقد سقط قائد الكتيبة الأولى في اللواء الثالث دعم وإسناد النقيب صدام حسين السعدي، وقائد سرية بالكتيبة الأولى في اللواء الثاني دعم وإسناد غسان القديمي وعدد من الجنود من قوات "سهام الشرق" في تفجير إرهابي بمنطقة "البقيرة" بوادي عومران.
كما قتل في ذات الهجوم رئيس المجلس الانتقالي في البقيرة "عارف ناصر مكني"، والذي قدم حياته فداء في سبيل طرد تنظيم القاعدة الإرهابي.
وكان مقابل التضحيات الذي قدمتها القوات الجنوبية خسائر فادحة بصفوف تنظيم القاعدة، حيث خسر التنظيم الإرهابي عشرات القادة الميدانيين والعناصر الإرهابية، فضلا عن خسارة معاقله الرئيسية التي كان يتخذها نقطة انطلاق لشن هجماته في اليمن والمنطقة عموما، وفقا لخبراء.
وحث الخبراء، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، القوات الجنوبية إلى تفعيل الجهد الاستخباراتي المكثف والدقيق لموازاة الجهد الأمني والعسكري لمواجهة تكتيكات "القاعدة" القائمة على كمائن الغدر.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNS42NiA= جزيرة ام اند امز