المال والأرض والسلاح.. 3 محاور يمنية لتجريد الحوثي من قدرته

في إطار حراك سياسي فاعل، طرح المجلس الرئاسي اليمني مقاربة بالمحافل الدولية، ترتكز على 3 محاور، وتتضمن خلق استراتيجية ردع لإنهاء الانقلاب الحوثي.
وظهرت هذه المقاربة في حديث رئيس المجلس الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، الأحد، وتأكيده أن "إنهاء تهديد الحوثي لن يتم إلا عند تعرضه لهزيمة استراتيجية تجرده من موارد قوته: المال، الأرض، والسلاح".
وجدد رشاد العليمي دعوة "المجتمع الدولي إلى تطوير شراكته الاستراتيجية مع الحكومة اليمنية المعترف بها على كافة المحاور، بما فيها المحور الدفاعي، لخلق معادلة ردع يمنية - دولية ضد السلوك الإرهابي الحوثي".
وقال إن "هذه المعادلة من شأنها السماح للحكومة اليمنية والمجتمع الدولي بردع السلوك الإرهابي الحوثي، وإجباره على الانخراط في عملية سياسية ذات مصداقية تقود إلى سلام دائم وشامل" في اليمن والمنطقة.
الضغط بدلًا من الحوافز
وأضاف، في لقاء المائدة المستديرة الذي نظمه مركز حلف شمال الأطلسي بشأن أمن الممرات المائية، أن "ردع الحوثي يقتضي، على الأقل، استشعاره لجدية المجتمع الدولي في تقويض هيمنته ونمو قوته، وهو ما يقتضي الاستثمار طويل الأمد في تقوية الدولة اليمنية وسلطتها الشرعية".
ودعا العليمي المجتمع الدولي إلى "إعادة تعريف الحوثي كتهديد دائم وليس مؤقتًا" كعمل دولي ناجع لإنهاء التهديدات الإرهابية في اليمن.
وأشار إلى أن "هذه المليشيات المارقة، حتى وإن أوقفت هجماتها بشكل مؤقت، فإنها ستظل مستعدة على الدوام لاستئناف عملياتها الإرهابية المزعزعة للأمن الإقليمي والدولي عند أي دورة صراع قادمة في المنطقة".
كما حث رئيس مجلس القيادة الرئاسي "المجتمع الدولي على ممارسة الضغوط القصوى على المليشيات بدلًا من تقديم الحوافز"، قائلًا إن "هذه اللغة الوحيدة التي تفهمها مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيًا".
قصور في الاستجابة الدولية
قال العليمي إن "هناك قصورًا في الاستجابة الدولية للتهديدات المتنامية في اليمن، والتي لم تكن بسبب شُحّ الموارد أو انعدام الوسائل، بل بسبب التباس المقاربة الاستراتيجية الجماعية".
وأوضح أن "المجتمع الدولي بنى استجابته تجاه الحوثيين انطلاقًا من 3 مبادئ، تتمثل في اعتبار الحوثيين تهديدًا مؤقتًا، والاعتقاد بأن عملياته الإرهابية مرتبطة بغزة، والثالث يتمثل في التركيز على عسكرة البحر الأحمر بدلًا من تغيير ميزان القوى في البر اليمني، وأخيرًا مواصلة نهج الاحتواء بدلًا من الردع".
ودلل العليمي على ذلك بالضربات "الهجومية الموضعية، التي كانت محدودة التأثير من الناحية التكتيكية، ومنعدمة التأثير من الناحية الاستراتيجية، وقد فشلت في تغيير سلوك الحوثي، وبالمثل لم تنجح العمليات الدفاعية في البحر في تأمين السفن بالقدر الكافي".
كما أعرب عن أسفه لاستجابة بعض الدول الفاعلة للابتزاز الحوثي، من خلال مواصلة تقديم الحوافز بدلًا من ممارسة الضغوط، محذرًا من أن إيران تتجه إلى تعظيم استثمارها في مليشيات الحوثي وتطوير قدراتها العسكرية، بهدف استنزاف الموارد والمصالح العربية، وتعزيز هيمنتها على مضائق الشرق الأوسط.
وكان رئيس المجلس الرئاسي، رشاد العليمي، قد قاد حراكًا دبلوماسيًا واسعًا لحشد الدعم ضد الحوثيين، وذلك على هامش أعمال مؤتمر الأمن الدولي في ميونيخ، وعقد سلسلة من اللقاءات المكثفة مع عدد من رؤساء الوفود العربية والأوروبية والأمريكية.
aXA6IDMuMTQuMjQ4LjYxIA== جزيرة ام اند امز