حرب تصفيات بين قادة إخوان تعز.. رسائل مشفرة بالعبوات
بين كماشة موت وحرب تصفيات داخلية، يجد أهالي محافظة تعز اليمنية، أنفسهم أمام صراع إخواني على الثراء لا يحصد إلا الدماء
فهذا مقنع يزرع قنبلة يدوية في جهاز صراف آلي تابع لأحد محال الصرافة، في مدينة تعز، مطلع الشهر الجاري، مخلفا وراءه تدميرا وخرابا بالمكان.
وقد وُثق التفجير بالصوت والصورة وأظهر لاحقا عملات أجنبية متناثرة أُتلفت كليا.
وفي ذات اليوم، زرع مجهولون عبوة ناسفة داخل سيارة مواطن قتل فور وقوع التفجير المدوي والغامض، في سوق النشمة مركز مديرية المعافر جنوبي محافظة تعز.
تفجيرات يجزم مراقبون أنها لا تخرج عن سياق حرب تصفيات بينية تجري بصمت بين القيادات الإخوانية والتي دائما ما استيقظ الأهالي على صوتها.
حرب تصفيات إخوانية
وأصبح المدنيون في مدينة تعز عالقين بين كماشة موت داخلي بسبب الإخوان وحرب تصفياتهم التي تجري عبر دعم عصابات مسلحة أو بالعبوات والقنابل، وأخرى إزاء الصواريخ والقذائف التي تتساقط على الأحياء ويطلقها الحوثيون بلا هوادة في جرائم انتقامية لتطويع الأهالي.
أحدث هذه الوقائع كانت أمس الخميس، عندما استهدف هجوم بعبوة ناسفة سيارة مدنية، في سوق "ديلوكس"، في قلب مدينة تعز، ما أسفر عن إصابة اثنين.
وقال مصدر أمني لـ"العين الإخبارية": "يعتقد أن الهجوم كان يستهدف مسؤولا عسكريا يدعى حمود صغير الذي نجا منه".
ورجح المصدر أن تكون دوافع التفجير هي صراع بيني يضرب كبار قادة الإخوان.
وعزا المصدر تزايد التفجيرات في الآونة الأخيرة في مدينة تعز إلى "التنافس المحموم على الثراء الشخصي والعقارات والأراضي من قبل قادة تنظيم الإخوان الإرهابي عسكريا وأمنيا والذي وصل بالفعل إلى مرحلة الخطر بعد أن تبادلت هذه القيادات رسائل مشفرة بالعبوات".
وأكد أنه "لا يمكن وقف تلك الحرب الصامتة في ظل هيمنة الإخوان على المؤسستين العسكرية والأمنية على مستوى تعز وعلى المستوى المركزي، وهو ما يستدعي بدء عملية جراحية دقيقة لتفكيك شبكة النفوذ هذه والإطاحة بها، بما يسهم في إنقاذ 4 ملايين مدني يقطنون تعز".
وقائع واستنفار قبلي
في 25 سبتمبر/ أيلول الماضي، قتل اثنان وجرح 11 في انفجار عبوة ناسفة بحافلة ركاب قرب منزل محافظ تعز في مدينة التربة بريف الحجرية.
وبعد 5 أيام من ذلك، وتحديدا في 30 سبتمبر/ أيلول قتل شخصان وأصيب آخرون، في حي "الروضة" في مدينة تعز، عقب معارك عنيفة بين مجموعتين للإخوان يقود الأولى "غزوان المخلافي" والأخرى "علاء الجعشني" على خلفية محاولة الأول نهب سيارة محملة بنبتة "القات" المخدرة.
ومطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، قتل أحد أبناء قبيلة الصبيحة ويدعى "محمد علي بن علي سعيد الأغبري" في بلدة "البذيجة" في مديرية الشمايتين لدى توقفه في حاجز تفتيش يتبع قوات النجدة الإخوانية (شرطة السير).
وأصدرت قبيلة الأغبرة، إحدى قبائل الصبيحة، بيانا شديد اللهجة طالبت فيه قيادة السلطة المحلية والأمنية والعسكرية في محافظة تعز بسرعة التجاوب وتسليم الجناة إلى القضاء في عدن لإخضاعهم للمحاكمة وليأخذ القانون مجراه.
وهددت القبيلة في بيان طالعته "العين الإخبارية"، باتخاذ "خطوات تصعيدية قد لا يحمد عقباها"، حال عدم تسليم الجناة لسلطة قضائية محايدة خارج سيطرة الإخوان.
من جانبه، حمّل الناشط الإعلامي عبدالسميع الصبيحي "الإخوان في محافظة تعز المسؤولية في حالة أي تحريف للقضية وإخراجها عن مسارها القانوني، لأن ذلك ستكون له عواقب وخيمة".
وأضاف في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "جريمة محمد الأغبري الصبيحي وهو أحد أفراد اللواء الثاني عمالقة سابقاً والمرافق الشخصي لقائد اللواء الرابع درع الوطن حالياً، ليست هي الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل إراقة الإخوان للدماء وسلبهم أرواح العشرات ظلما وعدوانا".
ويصف مراقبون الجرائم اليومية في تعز بمثابة إدانة واضحة لفشل الأجهزة الأمنية الإخوانية بتعز والتي درجت على ترويج انتصارات وهمية لتغطية فشلها في قدرة ضبط الانفلات الأمني الذي يضرب المحافظة ذات الثقل السياسي الكبير والمصنفة عاصمة ثقافية للبلاد.
aXA6IDMuMTYuMTM1LjIyNiA= جزيرة ام اند امز